“تعاون”… لمسة إنسانية فوق الجرح الفلسطيني النازف

من رحم المعاناة الفلسطينية المستمرة ولدت الفكرة، ففي أرض الشتات حيث يكبر الألم والجرح النازف إنسانياً قد تكفي أحياناً لمسة تبلسم بعض ما جار عليه الزمن.

بدأت حكاية مؤسسة “تعاون” مع أربع اشخاص من رجال الاقتصاد الفلسطينيين في العام 1983، حيث كان الهدف، ولا يزال، دعم الفلسطينيين وتحسين اوضاعهم المعيشية والحياتية، فما كان لهذه المساحة الانسانية إلا أن تطورت وباتت موجودة بالاضافة الى المركز الرئيسي في رام الله في كل من لبنان والاردن ولندن من خلال مكاتب تمثيلية تعمل جميعها وفق الهدف نفسه.

أما في لبنان، يكتسب عمل المؤسسة أهمية خاصة في ظل الوجود الكبير للاجئين الفلسطينيين والاوضاع الصعبة التي تعيش فيها المخيمات بفعل عوامل عدة، وفي هذا السياق اشارت مديرة مكتب بيروت سوسن المصري في حديث لـ”الانباء” إلى أن المؤسسة تعمل على اكثر من صعيد لا سيما التعليم والثقافة والتنمية المجتمعية وتشغيل الشباب.

_DSC0272

فعلى مستوى التعليم، لفتت المصري إلى أن المؤسسة تعمل على منع التسرّب المدرسي ومنح قروض  جامعية ودعم التعليم الرسمي كما تستهدف كل مراحل التعليم من الطفولة المبكرة الى صفوف الجامعة، هذا واعلنت المؤسسة عن جائزة سنوية سيتم اعلان نتائجها في شهر نيسان 2018 في احتفال عام تنظمه مؤسسة التعاون وتدعُ إليه كافة المعلمين المتنافسين، وتتمحور فلسفة الجائزة حول دعم الابداع والتميز في التعليم من خلال تبني المعلم طرق وأساليب وآليات إبداعية خلاقة غير تقليدية حديثة ومتطورة في التعليم والتعلم، وتبلغ قيمة الجائزة 70 الف دولار أمريكي موزعة على خمسة معلمين فائزين كحد أقصى (عشرة آلاف دولار لكل معلم فائز) مع درع تكريمي يحمل اسم الفائز وشعار التعاون، ويتم تخصيص المبلغ المتبقي والبالغ 20 ألف دولار لتغطية تكاليف المشاركة في برامج تدريبية ومؤتمرات دولية للمعلمين الفائزين بالجائزة.

DSCN3447

وفيما يتعلق بالتنمية المجتمعية تهتم المؤسسة بالصحة والاعاقة والتوعية المجتمعية، وفي فلسطين تهتم بالشأن الزراعي أيضاً.

وبهدف تشغيل الشباب، تعمل المؤسسة على تأمين فرص عمل لهم في مؤسسات او تدريبهم للدخول الى سوق العمل عبر تدريبهم في مؤسسات خاصة، فيما تقوم في فلسطين بتأمين تمويل المشاريع الريادية التي من شأنها تمكين العائلات.

IMG_0510

أما في الشأن الثقافي، وإنطلاقاً من كونها مؤسسة فلسطينية فان موضوع الهوية يعنيها بالدرجة الاولى، وحفاظا على هذه الهوية تقوم المؤسسة بعدة نشاطات منها دعم التراث وانشاء مكتبات عامة بلغت ثمانية في المخيمات والتي تشكل شبه مركز مجتمعي صغير داخل المخيم، كما تقوم المؤسسة بإعادة إعمار الابنية القديمة في فلسطين وبالعديد من النشاطات الثقافية كالتطريز وتعليم الموسيقى وتنفيذ برنامج للدعم النفسي من خلال الموسيقى.

وتوضح المصري أن “تعاون” هي مؤسسة أهلية مانحة فلسطينية تعمل من خلال شركاء وعبر مؤسسات شريكة، مركزها في لبنان في الرملة البيضاء في بناية الاخطل، ولا تلقى اي دعم رسمي من الدول الموجودة فيها إنما يقتصر على الدعم على مساهمات الاعضاء وبعض المتمولين الافراد بالاضافة الى دعم يصلها من الصناديق المانحة العربية وبعض الجهات المانحة كاليونيسيف وUNDP.

وبالاضافة إلى النشاطات المذكورة، تشير المصري إلى خدمة مهمة جداً تقدمها المؤسسة من خلال مركزين لغسيل الكلى في مخيمي البداوي والهمشري، حيث تقوم بغسيل الكلى لحوالي 120 مريض فلسطيني مجاناً، كما تقوم بدعم بعض العمليات الجراحية بالشراكة مع الاونروا.

وتؤكد المصري أن المؤسسة ابوابها مفتوحة أمام الجميع لتقديم أي مساعدة وغن كانت تعمل عبر مؤسسات شريكة إلا أنها لا تقفل مكتبها بوجه أحد.

(الأنباء)