التمسك بالمصالحة اهم شروط بقاء الوطن

فؤاد جبور (الأنباء)

منذ العودة بعد انتهاء الحرب الاهلية، كان لي شرف تمثيل بلدتي بحمدون الضيعة لدورات اربع متتالية مختارا لها، وحصولي على ثقة ترتبط بالانفتاح على الآخر وباعتدال المواقف  والخدمات في تسهيل أمور الاهالي.

ونحن نفاخر بالرغم من الاضرار القياسية التي تعرضت لها البلدة، بأننا نسجنا علاقات الجوار بنشاطات مشتركة وعلاقات اجتماعية وثقافية وغيرها، ولم يسجل اي حادث طوال فترة العودة باستثناء الفردية منها كما جميع القرى.

ولكن الأهم كان التطور النوعي الذي حصل بعد العودة، اعلان المصالحة الكبرى في الجبل برعاية كريمة من غبطة البطريرك صفير والاستاذ وليد بك جنبلاط، مما اضاف دفعا رئيسيا في تحصين الشراكة وما تلاها من خطوات ملموسة لترسيخ وتكريس نتائجها ومحاصرة كل من يحاول التعكير عليها.

ان ظروف الحرب التي تركت ذيولها ببعض المتغيرات الديمغرافية فرضت نفسها بعدم العودة الكاملة بسبب ارتباط الناس في مناطق اخرى لاسباب حياتية منها الهجرة، وبعضها بسبب التملك خارج المنطقة واحيانا بسبب مشاريع انتاجية ووظائف بعيدة عن بحمدون وجوارها والالتزام بالمدارس والجامعات والجانب الموضوعي الذي يطال الجميع كمشكلة بسبب هجرة الريف الى  المدينة.

لا يوجد اي سبب امني او اجتماعي  يمنع من استكمال العودة الى بحمدون وقرى الجبل باسثناء الواقع الذي انتجته الحرب الأهلية مما يجعلنا اكثر التزاما واصرارا على جوهر المصالحة وبعدها الوطني واهمية استكمالها بمشاريع انمائية وتأمين شروط معيشية افضل وحوافز تشجع الاهالي بالعودة والإقامة والعمل.

التمسك بالمصالحة وحمايتها اهم شروط بقاء الوطن واستمراره، ومنع تكرار التجارب المرة والقاسية التي لم تجنِ على لبنان الا الخراب والدمار والانقسامات.

(*) مختار بحمدون- عضو  اللجنة التنفيذية في الحركة اليسارية اللبنانية