عبد الصمد في لقاء تثقيفي في الشويفات يدعو العمال الى الانضمام للنقابات

الشويفات-” الانباء”

استضافت المدرسة الحزبية التي تنظمها مفوضية الثقافة بالتعاون مع كالة داخلية الشويفات-خلده في الحزب التقدمي الاشتراكي، أمين عام جبهة التحرر العمالي، مفوض العمل عصمت عبد الصمد، في لقاء حواري خاص بعنوان “جبهة التحرر العمالي ودور الحزب في النضال النقابي في لبنان”، بحضور وكيل الداخلية مروان أبي فرج، وعدد من أعضاء المدرسة طالبي الانتساب الى الحزب.

استهل عبد الصمد محاضرته، مستعرضاً تاريخ الحركة النقابية في لبنان والعالم، حيث بدأت في أميركا وأوروبا بين 1830 و1840 مع تطور الصناعة وظهور التفاوت الطبقي بين العمال وامتدت بعد ذلك إلى لبنان حيث كانت خاضعة لقانون الجمعيات العثماني، وكانت أشبه بالحركات السرية بسبب الصراع الذي كان قائماً بينها وبين السلطة حيث كانوا يحاولون منعهم من ممارسة تحركاتهم والمطالبة بحقوق العمال، وعلى الرغم من  إقرار الدستور اللبناني عام 1921 ألا أنها استمرت على حالها إلى حين اصدار قانون العمل عام 1946 بداية مرحلة الاستقلال.

6

وقال: “سرعان ما تطورت حيث بدأت بقطاع سكة الحديد وعمال الطباعة والكهرباء والنقل المشترك وامتدت إلى  كافة القطاعات”.

اضاف: “لقد طرأ على نضال تلك الحركات والجمعيات الكثير من التعديلات بفعل نضال الشيوعيين المتأثرين بالفكر اليساري العالمي، وبعدها برز دور محوري للحزب التقدمي الاشتراكي، انطلاقا من قناعة المعلم كمال جنبلاط ان العمال هم أساس المجتمع وعلى أساسه أعلن الأول من أيار عيد تأسيس الحزب وعيد العمال تيمناً بأول تظاهرة للعمال في “شيكاغو”. فالعيدين متلازمين لأن “الحزب ملتزم بأمور العمال ويتبنى الحفاظ على حقوقهم”.

وتابع: “بمجرد ان نستذكر الحركة النقابية يتبادر الى ذهننا الحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي لأن هذين الحزبين هما المكون الأساسي للحركة النقابية، فقد قاموا بتنظيم صفوف العمال وتشجيعهم ودعمهم وترخيص العديد منها ذات اللون اليساري”.

55

واستذكر عبد الصمد الدور الأساسي والتاريخي الذي لعبه المعلم الشهيد كمال جنبلاط في “زرع روح الثورة على الظلم وفتح عيون العمال على حقوقهم المهدورة ودعم تحركاتهم، حتى انه كان على رأس بعض هذه التحركات، فقاد البعض منها من داخل السلطة وكان أهمها التحرك لإنشاء مؤسسة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي التي تأسست 1968 والتصق اسمها باسم المعلم كمال جنبلاط”.

أضاف: “هكذا أصبح  الحزب ومؤسسه من الرموز القيادية للحركة النقابية. فالمناضل اسعد عقل (مؤسس جبهة التحرر العمالي) هو أول صاحب مشروع إسكاني، حيث فرض على شركة الكهرباء تخصيص جزء من ميزانيتها لإنشاء مباني سكنية للعمال، وأصبحوا يعطون قروض إسكانية للعمال، ولكن للأسف انتهى هذا المشروع مع انتهاء اسعد عقل الذي رافق مصطفى الريس وتلازم اسمه مع تاريخ الحركة النقابية، ومع العديد من المناضلين النقابيين  ومنهم، فريد جبران، وسليمان الباشا، وغالب نمور، وعباس خلف، وعادل عبد الصمد، وعلي حابر، وسليمان حمدان”.

IMG-20170809-WA0010

وأشار عبد الصمد الى الظروف الصعبة التي مرت على جبهة التحرر العمالي بسبب الحرب الأهلية والتي تأثرت بها أيضا الحركة النقابية، وقد طال الخراب مركز الجبهة في بيروت وتعطلت عن العمل لعدة سنوات وقد اعيد احياؤها مع النقابي علي جابر، لتعود وتبدأ في مرحلة تأسيسية، ورغم الظروف الصعبة تمكنت الحركة من إنشاء لجنة عمالية في كل معمل، فعلى صعيد شويفات أقر عقد عمل جماعي لحفظ حقوق العمال، فحصلوا على حقوق جمّة وفرضوا هذا الحق على المعامل).

واستفاض عبد الصمد في الحديث عن واقع الاتحاد العمالي العام وظروف تأسيسه، والخلافات التي يعانيها منذ انطلاقه في 3 أيار 1970، وتجميد ترخيصه بسبب الخلافات الداخلية حتى عام  1972 حيث انطلق مجددا تحت ضغط الشارع وضم كافة الجمعيات والتكتلات النقابية، وكان أشبه باتحاد “كونفدرالي”. وقال: الآن يضم الاتحاد العمالي العام  52 اتحاد عمالي وكل اتحاد يتمثل بمندوبين منه، و”هناك قسمين او نوعين: اتحاد صغير مؤلف من مجموعة ذات لون واحد أو تهتم بذات  الموضوع تسمى “اتحاد قطاعي”. اما النوع الثاني فهو مجموعة أشخاص ينتمون الى مجموعات او قطاعات مختلفة ويسمى “اتحاد عام”. لكن رغم ذلك قلائل هم الذين يعرفون نقاباتهم ودورها، فلقد أكثروا  من النقابات كي يتمكنوا من السيطرة على الشارع.”

IMG-20170809-WA0009
وأضاف: “النقابات تعتمد على الأحزاب لدعمها، لان الأحزاب ترتكز على عمل النقابات و ليس لتستعملها لأهدافها وغاياتها الخاصة، من هنا تراجع العمل النقابي عندما استغلتها الأحزاب بألوان طائفية ومذهبية، ووصلنا الى مرحلة زاد فيها عدد  النقابات والاتحادات بشكل هائل مقابل انخفاض نسبة انتساب العمال الى النقابات.  فالعمل النقابي هو عمل سياسي لا يفصل احد بينهما، ولكن لا يجب ان تؤثر القرارات السياسية على الهدف النقابي. وقد اقامت جبهة التحرر العمالي عدة دورات للتدريب النقابي رغم الظروف الصعبة الا انها كانت فترة تعتز بها.

ثم تطرق الى مرحلة غسان غصن كرئيس للاتحاد العمالي الذي كاد أن يقضي على الاتحاد النقابي بسبب مواقفه.

اضاف: “اما الآن يحاول الرئيس الجديد الدكتور بشارة الأسمر إعادة الأمور الى نصابها، وبدأ التواصل مع كافة الأطياف انما ما زلنا نراهن على النتائج لا على الحركة”.

في الختام، وقبل الإجابة على أسئلة الحاضرين، دعا عبد الصمد العمال للانتساب الى النقابات لما في ذلك من أهمية الحفاظ على حقوقهم. ثم عُرض  فيلم قصير عن أبرز نشاطات جبهة التحرر العمالي.

(الانباء)