سفينة مهجورة في غزة تتحول إلى مطعم شعبي

منذ عشرات السنين يحلم الفلسطينيون بأن يكون لهم ميناء على البحر المتوسط ليمكنهم من خلاله الإبحار حول العالم، لكنهم بدلا من ذلك يجدون أنفسهم مضطرين إلى تحويل سفينة خشبية على شاطئ غزة إلى مطعم شعبي.
ولا تبدو السفينة “لولو روز” كبيرة الحجم لكن الموائد الثماني على متنها تشهد إقبالا شديدا، حيث يصطف سكان في غزة للحصول على فرصة لتناول الأسماك في بقعة غير عادية ويمكنهم سماع أصوات الأمواج وهي تتكسر على الجانبين حتى لو لم يكن بإمكانهم شق طريقهم في البحر.
وفي العصور الرومانية، كانت غزة ميناء مهما على البحر المتوسط، ونقطة توقف في الشرق الأوسط للتجار على الطريق بين آسيا الصغرى وشمال أفريقيا. واستمر هذا الوضع في القرن العشرين وخلال الحرب العالمية الأولى.

لكن تبدلت الأحوال في العقود الأخيرة. وبعد أن احتل العدو الاسرائيلي غزة فى حرب 1967، تم إخراج الميناء من الخدمة.
وفي أواسط التسعينيات، بموجب اتفاقات أوسلو وضعت خطط لميناء أكبر بكثير لغزة البالغ عدد سكانها مليوني نسمة دون أن تثمر تلك الخطط شيئا.

وسحب الاحتلال قواته ومستوطنيه من غزة في عام 2005 لكنها لا تزال تسيطر على الدخول إلى القطاع والخروج منه والوصول إلى البحر والمجال الجوي. ويشعر السكان المحليون المحاصرون بالإحباط.
وعلى الرغم من الجهود الفلسطينية والدولية، لن تسمح “إسرائيل” ببناء ميناء جديد، بدواع أمنية. ومبعث القلق هو أن الخوف من أن تقوم حماس التي تسيطر على غزة منذ عام 2007 بتهريب الأسلحة إلى القطاع.
لذلك تمثل “لولو روز” مكانا يمكن أن يذهب إليه سكان غزة للحصول على الشعور بأنهم في البحر.
وكان أصحاب السفينة يستخدمونها في السابق في الصيد، لكن القيود الإسرائيلية المشددة على الخروج إلى البحر جعلت هذا العمل غير مربح.

ولا يمكن للصيادين في ظل القيود الإسرائيلية الإبحار لمسافة تزيد على ما بين 6 و9 أميال بحرية بدلا من 20 ميلا المفترضة بموجب اتفاقات أوسلو.