لافروف: إقامة منطقة «خفض توتر» في أدلب لن تكون أمراً سهلاً

أكدت موسكو تطلعها لمواصلة الاتصالات مع واشنطن في الشأن السوري على رغم توتر العلاقات على خلفية فرض عقوبات أميركية جديدة ضد روسيا. فيما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن إقامة منطقة «خفض توتر» في محافظة أدلب، شمال غربي سورية «لن تكون أمراً سهلاً». وحض لافروف الأطراف الإقليمية والدولية على «ممارسة نفوذها لحمل الأطراف السورية على التوصل إلى أرضية لدفع مسار التسوية السياسية في سورية».

وأجرى لافروف أمس، في مانيلا على هامش مؤتمر مجموعة «آسيان» جولة محادثات موسعة مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، في أول لقاء يجمعهما بعد فرض العقوبات الجديدة على موسكو وتدهور آمال تحسين العلاقات بين البلدين.

وعلى رغم أن الحديث تطرق إلى جملة واسعة من الملفات بينها العقوبات والوضع في أوكرانيا، لكن الشأن السوري كان محور نقاش أساسي. وأكد لافروف في مستهل المحادثات أن بلاده تأمل في استمرار الاتصالات الروسية- الأميركية، وعدم تعرض التنسيق بين الجانبين إلى هزات بسبب توتر العلاقات. ولفت إلى أهمية مواصلة النقاشات الروسية– الأميركية عبر قناة نائبي وزيري الخارجية، التي تعد الآلية التي اتفق على إطلاقها رئيسا البلدين خلال القمة التي جمعتهما قبل شهر على هامش قمة العشرين في هامبورغ.

وأفاد بيان أصدرته الخارجية الروسية بعد اللقاء، بأن الطرفين «ناقشا في شكل مفصل الوضع في سورية، وركزا على أهمية مواصلة العمل لتطبيق اتفاق إنشاء منطقة خفض التوتر في جنوب سورية وفق المذكرة التي وقعت عليها روسيا والولايات المتحدة والأردن في حزيران (يونيو) الماضي».

ولفت بيان الوزارة إلى أن لافروف شدد على «ضرورة الالتزام الصارم في كل التحركات بسيادة ووحدة الأراضي السورية، وبالسعي إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بدفع العملية السياسية في سورية».

وأبلغ لافروف الصحافيين بعد اللقاء بأن «روسيا تنطلق من أن الأطراف الإقليمية والدولية عليها مسؤولية خاصة لدفع القوى السياسية للتوصل إلى آليات توفر أرضية مناسبة لدفع التسوية السياسية». وقال لافروف إن «لدى روسيا وإيران وتركيا، إضافة إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، تأثيراً في كل الأطراف السورية المعارضة باستثناء الإرهابيين الذين لا يدخلون أصلاً ضمن أي اتفاقات، ونحن ننطلق من ضرورة استخدام هذا التأثير لحمل القوى المختلفة على ضمان أسس للتقدم، وتثبيت وقف النار وتعزيز الوضع في مناطق خفض التوتر، بهدف توفير مناخ ملائم لإطلاق العملية السياسية».

لكن لافروف شدد في الوقت ذاته، على أن تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في آستانة في أيار (مايو) الماضي، يواجه صعوبات في إدلب. وكان الاتفاق نص على إقامة أربع مناطق «خفض توتر» في ريفي دمشق وحمص وفي الجنوب السوري وفي إدلب شمالاً. وفي حين جرى الاتفاق على إقامة المناطق الثلاث الأولى، فإن لافروف لفت إلى أن «الاتفاق على إقامة منطقة مماثلة في إدلب لن يكون سهلاً»، مشيراً إلى أن «الوضع في هذه المنطقة يعد الأكثر تعقيداً».

وكان لافروف استبق لقائه تيلرسون أمس، بجولة محادثات أجراها مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، تركزت حول الأزمة السورية.

وأفادت الخارجية الروسية أن لافروف ومولود جاويش أوغلو «ناقشا بالتفصيل الوضع في سورية، بما في ذلك سياق تنفيذ المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق وقف التصعيد في الجمهورية العربية السورية، وتعزيز نظام وقف العمليات القتالية، والمساعدة وتشجيع التوصل إلى تسوية سياسية هناك».

وكان تيلرسون أعرب عن الأمل في تحسن علاقات واشنطن وموسكو خلال تصريحات صحافية.

وقال عن علاقته مع لافروف «لا يوجد عداء… أعتقد أنه ملتزم مثلي في محاولة إيجاد سبل لإمكانية إعادة هذه العلاقة».

ومع ذلك شكك محللون ومسؤولون أميركيون سابقون في إمكانية إحراز الكثير من التقدم في أي وقت قريب في مجالات مثل خفض العنف في سورية، أو تهدئة الصراع في شرق أوكرانيا.

وقال المحلل أندرو ويس من «مركز أبحاث كارنيغي» لـ «رويترز»: «الأحداث مروعة تماماً بالنظر إلى الغضب الروسي تجاه مشروع قانون العقوبات وما يتكشف يوماً بعد يوم في التحقيق في شأن روسيا» في إشارة إلى التحقيق في التواطؤ المحتمل بين حملة ترامب وروسيا خلال انتخابات الرئاسة الأميركية العام الماضي.

وقال مسؤول أميركي كبير إنه يعتقد أن أفضل شيء يمكن أن يحققه الجانبان هو «منع حدوث المزيد من التدهور».

(الحياة)