خاص “الأنباء”: عندما يتطاول الصغار على الكبار!

في بلاد “الشبيحة” يتفاصح الجاهل ويسكت العاقل، فيظن الجاهل نفسه سيدا ويحق له أن يقول ما يشاء، في زمن تحولت فيه المنابر من الخطب العصماء إلى حفلات العواء.

في بلاد “الشبيحة” يُكرَّم الجاهل وينطوي العاقل على كبريائه، فيظن الجاهل نفسه كبيراً بين قومه ويحق له فعل ما يشاء.

في بلاد “الشبيحة”، يتقدّم أنصاف الرجال في المحافل ودور النشر والاوبرا والمؤتمرات كما المقاهي والحانات، فيظنون أنهم قادة وهم أشباه رجال.

في بلاد “الشبيحة”، يتطاول الصغار على الكبار باسم أحزاب وهيئات ظناً منهم أنهم سيخفون زيفهم وكذبهم وهم يرابطون خلف أسماء كبيرة وقضايا اكبر.

ففي بلاد “الشبيحة”، إن لم تستحِ إفعل ما شئت، أكذب، أشتم، إتهم وإمنح صكوك البراءة والاتهام، فمن رفعك إلى منصب كبار القوم عرف كيف يستخدمك في “المئذنة” التي اطلعك عليها.

ففي بلاد “الشبيحة”، أحدهم لم يستحِ فظن أنه يستطيع أن يقول ويفعل ما يشاء، فإذا به يكذب ويكذب ويكذب، ويتطاول على قامة كوليد جنبلاط ما خاف يوماً من قول كلمة الحق وعلى الملأ، حتى يأتي صغير امضى عمره خلف الستار يبني إنجازاته القبيحة ليوزع شهادات في الوطنية ودعم الجيش وشهادات بالشرف والوفاء الذي شح كثيراً في مسيرته العظيمة.

إلا أنه في بلاد “الشبيحة”، لا زال هناك شرفاء كثر يترفعون عن موبقات السخفاء والفاسدين في الارض ومع هؤلاء القافلة تمشي وتستمر.

(الأنبـاء)