الإنتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس غير محسومة… وهذه الأسباب!

لا يزال الخلاف السياسي المنطلق من الحسابات الإنتخابية هو الطاغي في مسألة إجراء الإنتخابات الفرعية. صحيح أن الدستور يحتم إجراءها وتحديد موعد قريب لها، وفق ما يؤكد وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي قال بعد لقائه رئيس الجمهورية إن الإنتخابات ستحصل وفق القانون الأكثري، أي القانون القديم، في طرابلس وكسروان، لكن الحسابات السياسية مختلفة عن النصوص الدستورية، والتي قد توجد مخرجاً سياسياً عبر تسوية جامعة لأجل عدم إجراء هذه الإنتخابات طالما أنها ستحصل بعد أشهر قليلة إنتخابات أساسية وليس فرعية، وبالتالي لا حاجة لشحذ الهمم ودفع تكاليف باهظة لأجل إجراء الإنتخابات الفرعية، وفق ما يعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

يتمسك رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحرّ بإجراء الإنتخابات والإلتزام بالإستحقاقات الدستورية، لكن الخلفيات التي تقود إلى ذلك، هو عرض العضلات الذي يريد رئيس الجمهورية تحقيقه في معركة كسروان، لا سيما في ظل إستطلاعات الرأي التي تفيد بأن العميد المتقاعد شامل روكز، سيكتسح المعركة، حتى ولو توحد بوجهه كل أخصامه، وهذه سيستفيد منها الرئيس وتياره كصورة تمهيدية للإنتخابات الأساسية المقبلة، لما سيكون لها من تأثير على المزاج الشعبي المسيحي، لأن النتائج التي ستتحق فيها، ستؤكد للمسيحيين أن قوة التمثيل لا تزال لدى التيار، وبالتالي فهي ستحفز العديد من المسيحيين ولا سيما المترددين إلى السير في ركب العهد إنتخابياً سواء في كسروان أو غيرها. كما أن ثمة هدفاً آخر لهذه الإنتخابات وما سيتحقق منها، وهو توفير إنطلاقة سياسية ونيابية قوية جداً لروكز.

في الجهة المقابلة، فإن جعجع بحسب المصادر يفضل عدم اجراء هذه الإنتخابات لهدف أساسي، وهو أنه يريد تجنّب الإحراج في الإصطفاف السياسي، ولا يريد أن يتم حشره مبكراً في التحالف مع التيار أو مع خصومه، لأن ذلك سيؤثر سلباً على آلية التحالفات في الإنتخابات المقبلة. هذا التأجيل لدى جعجع، يلتقي أيضاً لدى الرئيس سعد الحريري، الذي يفضل تجنب إجراء الإنتخابات الفرعية، في طرابلس، لأنها قد تظهر أحجاماً غير متوقعة لخصومه، لا سيما أنها ستكون معركة طاحنة، وسيخضوها كل من الرئيس نجيب ميقاتي والوزير أشرف ريفي، وبالتالي لا يريد الحريري لهذه الإنتخابات أن تنعكس سلباً على المزاج الشعبي السني. وسط كل الحسابات لا تزال مسألة إجراء الإنتخابات غير محسومة، لكن كل شيء ممكن.

ربيع سرجون – الأنبـاء