سيئو النية: هذه هي روايتهم!

جليل الهاشم

هل نضج زمن وضع قانون جديد من للانتخابات؟ هذا السؤال يطرح من جملة أسئلة والسؤال الثاني الذي يبدو أكثر دقة هل نضجت ظروف إجراء الإنتخابات النيابية بمعزل عن شكل القانون بتفصيلاته وضوابطه ودوائره أسئلة من هذا النوع تصبح مشروعة خصوصاً بعد إعلان الرئيس ميشال عون احتمال العودة الى التزام القانون الصادر عام 1960 والمعدل عام 2008.

سقط تصريح عون على رؤوس متابعي مواقفه كما يسقط الماء البارد على الرؤوس الحامية فقد مضت شهور وسنوات ومعركة شيطنة قانون الستين قائمة على قدم وساق لم يبق قول سيء فيه الا وقيل، وجرى تحميله كل مصائب الأقوام اللبنانية على مدى الدهر، وباسم تغييره تأجلت الإنتخابات ونسفت المواعيد وحل النواب في مناصبهم دورة كاملة من دون انتخاب.

كان الأمر مفاجئاً لمن يحب المفاجآت أو لمن لا يزال مقتنعاً بالنوايا الحسنة والحس السليم في السياسة وبناء الاوطان والدول.
تقول الرواية أن ما وصلنا اليه لم يأت صدفة بل كان مدروساً ومخططاً له في كل تفاصيله ويذهب سيئو النية إلى سرد التفاصيل على النحو التالي يقولون ان الإتفاق على ملء الفراغ في الرئاسة والذي أدى إلى انتخاب العماد عون في تشرين الماضي بعد فراغ طويل في المنصب الاول كان يقضي:

أولا: بتأجيل إجراء الانتخابات النيابية لمدة عام على الاقل وسبب ذلك ان مختلف الأطراف والكتل والزعامات الطائفية الأولى لم تكن مستعدة لخوض انتخابات نيابية لا تعرف نتائجها سلفاً فالكل مأزوم والامكانيات محدودة والاتفاق الرئاسي في حينه صدم الجماهير الغفورة من كل صوب وناحية.
ثانياً: تضمن الاتفاق الرئاسي تفاهماً على توزيع الحصص في الإقتصاد والإدارة والمناصب وهو ما جرى العمل عليه وظهرت نتائجه في مشاريع النفط والغاز وبعض مجالس الإدراة والإتصالات والتعيينات الأمنية…

إلا ان كل ذلك لم يكن كافياً لإقناع جمهور المتفرجين الناخبين ومعهم عدد من القوى السياسية المتضررة بما حصل من تأجيل للإنتخابات النيابية فكان لا بد من إغراء الشارع بمشاريع ومشاريع مضادة حول القانون الجديد المرتجى وانهمك كثيرون في لعبة الشد والجذب والرقص حول “جلد الدب” لإعطاء الوقت الكافي لتمرير ما هو أبعد من عصرية القانون وهكذا عدنا الى الستين وليفتح فصل جديد في تبرير محاسنه وأفضاله.

في عام 1972 سئل زوج صباح النائب المغفور له جو حمود ما رأيك بالإنتخابات وهو كان فاز فيها بأمواله فقال أنها “أنزه إنتخابات مزورة في تاريخ لبنان”.

(الأنباء)