التحالف يدمر قافلة للنظام السوري وفصيل تدعمه إيران

قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه ضرب  (الخميس) قوات موالية للنظام السوري كانت «تتقدم داخل منطقة عدم اشتباك متفق عليها مسبقاً» في جنوب سورية.

وقال التحالف إن القوات «شكلت تهديداً» للقوات الأميركية والقوات الشريكة في قاعدة التنف قرب الحدود السورية – العراقية – الأردنية المشتركة حيث تعمل قوات أميركية خاصة وتدرب مقاتلين من «الجيش السوري الحر».

وأضاف التحالف في بيان «اتخذ هذا الإجراء بعدما فشلت محاولات واضحة من قبل الروس لردع القوات الموالية للنظام السوري عن التحرك جنوباً باتجاه التنف… وقامت إحدى طائرات التحالف الدولي بإظهار القوة وإطلاق طلقات تحذيرية قبل تنفيذ الضربة».

وكان مسؤول أميركي قال لـ «رويترز» اليوم، إن الجيش الأميركي نفذ ضربة جوية اليوم ضد فصيل يدعمه النظام السوري بعدما تحرك ضد مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة في جنوب البلاد.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، إن الضربات وقعت قرب بلدة التنف وأعقبت طلقات تحذيرية أطلقتها طائرات أميركية بهدف ردع المقاتلين.

قال مسؤول في جماعة بالمعارضة المسلحة السورية تدعمها وزارة الدفاع الأميركية اليوم، إن طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربت قافلة لقوات النظام السوري وفصيل مسلح تدعمه إيران كانت تتجه صوب قاعدة التنف جنوب سورية حيث تتمركز قوات أميركية خاصة.

وقال مزاحم السلوم من جماعة «مغاوير الثورة» إن الطائرات نفذت الضربة بينما كانت القافلة تتقدم على بعد 27 كيلومتراً من القاعدة. وذكر أن قوات المعارضة أبلغت التحالف أنها كانت تتعرض لهجوم من «الجيش السوري والإيرانيين في هذه النقطة… وجاء التحالف ودمر القافلة المتقدمة».

وقال سيد سيف، وهو مسؤول في جماعة «الشهيد أحمد العبدو» التابعة لـ «الجيش السوري الحر» المدعوم من الغرب، إن التدخل الأميركي سيساعد المعارضة على التشبث بالأرض التي تسيطر عليها في مواجهة أي عمليات توغل في المستقبل من جانب الجيش أو الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران.

وقالت مصادر في استخبارات غربية، إن قوات خاصة أميركية وبريطانية توسع قاعدة التنف لطرد متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» من محافظة دير الزور شرق سورية على الحدود مع العراق.

وقالت مصادر استخبارات إقليمية إن الطريق السريع بين دمشق وبغداد ظل طريقاً رئيساً لإمدادات الأسلحة الإيرانية إلى داخل سورية حتى استولى «داعش» على أراض بمحاذاة الحدود العراقية – السورية.

وترسل قوات النظام السوري تعزيزات على مدى الأسابيع القليلة الماضية إلى المنطقة الصحراوية قرب حدودها مع العراق والأردن. واستعاد الجيش السوري بلدة السبع بيار قرب طريق بغداد – دمشق الاستراتيجي في محاولة لمنع سقوط الأراضي التي انسحب منها متشددو التنظيم في آذار (مارس) في أيدي مسلحي «الجيش الحر».

وتقول مصادر استخبارات إقليمية ومسلحون من المعارضة، إن الهدف النهائي لتقدم النظام السوري في البادية هو ربط قواته بميليشيات طائفية عراقية مسلحة على الجانب الآخر من الحدود.

بدوره، قال قائد في الائتلاف المؤيد للرئيس السوري بشار الأسد إن «غارة تحذيرية» للتحالف اليوم حاولت منع محاولة للتقدم صوب قاعدة التنف. وأضاف أن الغارة دمرت دبابة واحدة فقط ولم تستهدف إسقاط ضحايا أو إلحاق أضرار بل منع هجوم وتقدم لقوات النظام وفصيل مسلح موال له.

إلى ذلك، قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن مبعوثاً عراقياً اجتمع اليوم مع الرئيس السوري بشار ألأسد في دمشق لبحث التعاون العسكري المباشر ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقالت «الوكالة العربية السورية للأنباء» (سانا) إن مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض بحث مع الأسد «الخطوات العملية والميدانية للتنسيق العسكري بين الجيشين على طرفي الحدود في ضوء الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي في الموصل».

وتقاتل القوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة متشددي «داعش» في الأحياء المتبقية من الموصل ضمن حملة مستمرة منذ سبعة أشهر لاستعادة ثاني أكبر مدينة عراقية من التنظيم.

وقالت الوكالة إن الأسد والفياض بحثاً «آفاق التعاون القريب المباشر بين الجيشين السوري والعراقي في مكافحة الإرهاب بشكل مشترك بين البلدين».

وسبق أن قصفت طائرات حربية عراقية مواقع للتنظيم في سورية بالتنسيق مع دمشق. ويسيطر «داعش» على أجزاء من شمال غربي العراق وشرق سورية لكن الهجمات العسكرية التي تدعمها الولايات المتحدة نتج عنها استرداد أجزاء كبيرة من أراضي العراق خلال العام المنقضي.

وفي سورية يخوض تنظيم «الدولة الإسلامية» قتالاً ضارياً ضد أعداء كثر بينهم القوات المسلحة السورية المدعومة من روسيا في محاولة منها لتعزيز وجودها في الوقت الذي تتقهقر فيه في العراق.

وفي السياق نفسه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، إن بلاده لن تتردد في تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية على غرار حملة «درع الفرات» في شمال سورية.

وفي كلمة أمام مجموعة من رجال الأعمال في إسطنبول، قال أردوغان إنه أبلغ الولايات المتحدة أن تركيا ستطبق قواعدها للاشتباك من دون أن تستشير أحداً إذا واجهت تهديداً. وأضاف أنه أبلغ واشنطن أيضاً أن تركيا لا يمكن أن تكون جزءاً من عملية استعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم «الدولة الإسلامية» بسبب مشاركة «وحدات حماية الشعب» الكردية.

ميدانياً، قالت وسائل إعلام رسمية و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن تنظيم «الدولة الإسلامية» هاجم قرى قرب الطريق الوحيد الصالح للاستخدام بين مدينتي حلب وحمص اللتين تسيطر عليهما الحكومة اليوم وقتل الكثير من السكان.

وذكر «المرصد» الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا، أن 52 شخصاً من المدنيين والمقاتلين من الجانبين قتلوا بينما أصيب العشرات. وقال إن بعض القتلى كانوا أسرى لدى التنظيم. وأضاف أن 15 على الأقل من القتلى مدنيون، بينهم خمسة أطفال، وأن ثلاثة منهم أعدموا.

وذكرت «سانا» أن مقاتلي التنظيم قتلوا 20 شخصاً في قرية عقارب الصافية إلى الشرق من حلب قبل أن يتمكن الجيش والفصائل المتحالفة معه من صد الهجوم. وقال «المرصد السوري» إن التنظيم سيطر على عقارب الصافية وأجزاء من قرية المبعوجة مع احتدام الاشتباكات. وقال «داعش» على وسائل التواصل الاجتماعي إنه استولى على عقارب الصافية.

وقال «المرصد السوري» إنه في العام 2015 قتل التنظيم 46 مدنياً في قرية المبعوجة. وخسر التنظيم المتشدد مساحات كبيرة من الأراضي في سورية في الآونة الأخيرة خلال حملات عسكرية منفصلة منها حملة لقوات النظام السوري بدعم من روسيا وأخرى لفصائل مسلحة تساندها الولايات المتحدة. لكنه لا يزال يشن هجمات مضادة بما في ذلك التقدم الخاطف في كانون الأول (ديسمبر) للسيطرة على مدينة تدمر التي خضعت له لأسابيع عدة قبل أن يستعيد الجيش السيطرة عليها.

وتسيطر قوات النظام  والميليشيات الداعمة لها على الطريق وعلى شريط صغير من الأرض على الجانبين بينما يسيطر تنظيم «داعش» على المنطقة الشرقية وتسيطر جماعات سورية معارضة وجماعات إسلامية متشددة على المنطقة الغربية.

وقال «المرصد» إن هذا هو أعنف هجوم ينفذه التنظيم على الطريق حتى الآن هذا العام. وأودى الصراع السوري، الذي يمر حالياً بعامه السابع، بحياة مئات الآلاف من الأشخاص. واستدرجت الحرب المتعددة الأطراف قوى عالمية وشردت حوالى نصف سكان البلاد وسمحت لجماعات متشددة بالتوسع.