“في منزلنا المتواضع” … بقلم أصغر كتاب “الانباء”

صورة لشخص كنت أجهله او أحسبه فردا من أفراد أسرتي .. كانت صورته تتصدر غرفة الجلوس.

يقابلها صورة جدي في الجهة الاخرى وفي زاوية من زوايا الغرفة علم أحمر اللون تتوسطه دائرة مقطعة افقيا وعموديا بخطوط زرقاء شبيهة بخطوط الطول والعرض في الكرة الأرضية التي ما زلنا نتعلمها في دروس الجغرافيا … وفي وسط الدائرة تحديدا معول وريشة يلفها مثلث.

كنت دائما أتساءل عن هوية هذا الشخص وصلة القرابة به .. وكان والدي يجيب انه المعلم رحمه الله .. وانا اعود واسأل: “أهو معلمك فعلاً؟” … ويجيبني بنعم.

وأسأل من جديد: “ما سبب حبك له وانا معظم المعلمين في مدرستي لا أحبهم فهم يظلموننا كثيرا؟”.

فيضحك والدي كثيراً ويسرد قصة معلم غير المعلمين جميعا، يقول لي انه المعلم كمال جنبلاط أب الفقراء والمساكين، حبيب الشعب سند المواطن والفقراء … إنه قائد جمع بفكره وثقافته اللبنانيين وحارب من أجل الحفاظ على لبنان.

ويتابع والدي: “إنه القائد الذي لم يترك شخصا الا ووقف بجانبه، حارب لأجل المستضعفين في لبنان ووقف الى جانب قضايا وطنية وعربية اولها فلسطين، المعلم يا ولدي لم ينسَ أحداً ولم يعمل لنفسه على قدر ما قدم لهذا الوطن … أتعرف الآن من هو معلمي؟”.

أنا: أبي انه ملاك ليس معلماً .. انه بطل.

أبي: أجل يا ولدي هو ملاكي البطل ومعلمي ونور افكاري.

انا: ابي وكيف لي ان أعرفه اكثر ..

ابي: يا بني المعلم استشهد ولكن لم يمت فبامكنك ان تقرأ وتطالع في كتبه الموجودة في كل المكتبات فتستفيد من علمه وفقهه ووطنيته وحبه للناس.

(*) بقلم سيزار أبو عرم (16 عاماً)