ايها المسؤولون، إلتفتوا الى الناس/ بقلم سامر ابو المنى

البلد غارق في أزمة إقتصادية – إجتماعية ونسبة بطالة قد تكون الأعلى بتاريخه، وغالبية القوى السياسية غارقة في تركيب مشاريع قوانين انتخابية تضمن لها الفوز في اكبر عدد من المقاعد النيابية.

هذه القوى اعمت بصيرتها السلطة فلم تعد ترى الأرقام المخيفة لنسب الفقر في لبنان ولا أرقام نسب البطالة ولا أرقام نسب تراجع القوة الشرائية للعملة الوطنية لا بل العملة الأجنبية التي ضعفت قيمتها أمام الغلاء المتوحش المتفلت من اي رقابة.

الكل يشكو، والجميع يصرخ، ومواقع التواصل الاجتماعي تضجّ بالانتقادات والمطالبة، ولا أحد يسمع ولا أحد يقرأ، الكل يتلهى في ضمان حصته تحت قبة البرلمان، والكل يجهد في ضمان حصته من “البقرة الحلوب” اي الدولة، وقد لا نجد أحداً الاّ قلة قليلة تدرك الخطر المحدق نتيجة غياب المعالجات لهذه الأزمة، فلا مجلس اقتصادي – إجتماعي يرسم الخطط ويوصي بالحلّ، ولا حكومة تجتمع لبحث المشكلة، ولا وزارات تقوم بالحد الأدنى من واجبها، ولا مسؤولين يعون مسؤوليتهم، ولا ادارات ولا مؤسسات عامة ولا حتى بلديات تقوم بما عليها تجاه الناس.

بلد غارق بناسه ومسؤولوه غارقون بمصالحهم، ما همّ المواطن اذا كانت الكهرباء مؤمنة خلال فصل الصيف وهو لا يملك ثمن رغيف خبز يسد به رمقه بينما تتلألأ أنوار القصور من حوله؟ وما همّ الشاب اللبناني اذا نجحت دورة تراخيص النفط وهو لا يملك اي أمل في فرصة عمل في بلده؟ وما همّ الناس من قوانين انتخاب وهي لا تنوي الذهاب الى صناديق الإقتراع؟

فيا ايها المسؤولون، هلاّ توقفتم عن سنّ المشاريع الإنتخابية وإلتفتم الى مشاكل الناس قليلا ؟