رسالة مسيحي تقدمي اشتراكي لكل اللبنانيين / بقلم طوني هيكل

بعد تكاثر الاحاديث حول حقوق المسيحيين ورفع شعارات غريبة عجيبة لا تمت بصلة لتاريخنا الوطني والعربي، واستعادة حقوق المسيحيين المسلوبة واعادة الحقوق الى اصحابها.

بات الصمت يشكل اهانة للمسيحيين اولا واهانة لدورنا الثقافي والادبي والسياسي في العالم العربي، وتنكرا للبابا يوحنا بولس الثاني الذي قال: “لبنان اكثر من وطن بل رسالة للشرق والغرب”. لم يقل الحبر الأعظم انه وطن لفئة من اللبنانين، فكيف تقبلون الإنحدار من رسالة للعالم الى تحجيمه وحصره في “شرنقة” ضيقة لا تتسع الا لبعض المسيحيين، وليس كلهم.

ورسالة البابا عاد واكدها سيدنا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي رفع شعار “الشراكة والمحبة”.. والشراكة تعني الشريك الآخر في الوطن بل في العالم، والمحبة تعني الإنسان كل انسان، بصرف النظر عن معتقداته ودينه وافكاره.

انتم تقولون: لكي تكون مسيحيا حقيقيا عليك ان تستمع فقط الى شاشتنا التلفويونية والإلتزام قطعا بتعاليمنا وان تقرأ في كتابنا فقط، ودعك من كل التعاليم الأخرى سواء كانت دينية او كنسية او فكرية او سياسية.

فانا مسيحي وانتسب للحزب التقدمي الاشتراكي بكل فخر واعتزاز، فهل انتم مسيحيون اكثر مني؟

فالسؤال كيف يمكن بناء وطن حر وسيد ومستقل على مثل هذه الأفكار والمبادىء؟

هل يُسمح لي باتباع تعاليم المسيح ام ان مسيحكم غير مسيحي؟ وهل يٌسمح لي بقراءة المفكر والفيلسوف كمال جنبلاط، الذي ربما يكون قد فهم المسيحية اكثر من بعض كباركم المدعين المسيحيية؟ اود ان اذكركم لان ذاكرتكم قصيرة على ما يبدو ان الجامعة اليسوعية كانت تخصص محاضرة سنوية لكمال جنبلاط يتحدث فيها في السياسة والأديان والفكر والثقافة.

واخيرا، أسأل مدعي الحرص على حقوق المسيحيين، هل دوري كميل شمعون وجورج عدوان وفؤاد السعد وهنري الحلو وفادي الهبر ونعمة طعمة وانطوان سعد هم مسيحيون اصليون ام لا؟

كفاكم كفرا بالمسيحيين وفرزهم حسب هواكم ورغباتكم الإلغائية.

انا مسيحي من الجبل الحريص على صيانة الوحدة الوطنية والتنوع ضمن الوحدة، والحريص على المصالحات التي رعاها كبيران من لبنان الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ووليد بك جنبلاط. وعاد وكرسها الكاردينال الراعي.

فالمسيحيون في الجبل اليوم اكثر اصرارا على الشراكة والتنوع والمصالحات الوطنية التاريخية. والمسيحيون في الجبل هم الذين عانو من السياسات التهورية اتركوهم وشأنهم …

هذه هي رسالتي لكم ولكل اللبنانيين.

(الأنباء)