تحية إلى شهداء 1958

وهبي أبو فاعور

لم تتخلف حاصبيا ومنطقتها يوماً عن المساهمة في نضالات الحزب التقدّمي الإشتراكي الذي رفعت رايته في تشرين الاول 1949 في دارة المغفور له نجيب شمس وكان لها في ثورة 1958 باع طويل في محاربة حلف بغداد وعملائه من السلطة وملحقاتها، وكانت قمتها معركة جسر ميمس ردّاً على التحدي الذي قاده بعض المهووسين وغلاة الإنعزال حينها، فكانت الحصيلة النهائية ثلاثة شهداء من البلدة الصامدة هم: أسعد محمد أبو دهن، حسن جبر أبو دهن، وأسعد علي خضر.

أبى الرفاق في الفرع إلا أن يكرّموا هذه القافلة من الشهداء الأبرار وقرّروا أن يبنوا مدفناً خاصاً للشهداء في زيتونات العيد في حاصبيا، إستجاب لطلبهم المرحوم المعلّم وأذن بالعمل تكريماً للشهداء الأبطال وشرعوا ببناء المدفن على يد المعمار الرفيق المتبرّع بتعبه حمد غازي من إبل السقي.

وفي الذكرى الأولى للإستشهاد كان الإحتفال بنقل الرفاة بحضور قادة كبار من المقاومة الشعبية يتقدّمهم المغفور لهم كمال جنبلاط، رشيد كرامي، صائب سلام، أحمد الأسعد والسفير الناصري عبد الحميد غالب والآلاف من كل لبنان.

هذه حكاية مدفن شهداء الحزب التقدّمي الإشتراكي في حاصبيا حيث أضيف إليه جثمانا الشهيدين نبيل علي هزيمة وتوفيق علي زويهد خلال سنة 1976 كما ضمّ المدفن رفاة شهداء المواجهة الأولى مع العدو الإسرائيلي في ثكنة مرجعيون في 18/10/1976 وهم الأبطال: كمال علي بدر، عصام حسين بدرالدين، أمين أسعد وزير الذين تسلّم الحزب وذووهم رفاتهم بعد الإنسحاب الإسرائيلي من مرجعيون عام 2000.

في ذكرى الأول من أيار تحية إلى أرواح القادة الكبار وتحية إلى أرواح المناضلين الشهداء الشرفاء وتحية إلى الأحياء من هؤلاء الرفاق وأخصّ الشيخ فؤاد محمد صياغة مدير فرع حاصبيا حينذاك.

(الأنباء)