أما يبس الغصن الأخضر بعد؟

محمد خالد

أنباء الشباب

عن شعب الكبرياء والإصرار، عن أمٍ لا تنجب سوى أبطال، عن شيخٍ يعاني الإحتضار، عن وطنٍ يواجِهُ بالتحدي ويرد عليه بالنار، عن حلم العرب الضائع والأمل المسروق… بفلسطين سأذكركم.

أما أوصيتم بالقتال حين تأتي الحرب، وبإعداد العدّة حين تأتي الهدنة؟ فلما جاءت الحرب ما عرفتم قتال، ولما جاءت الهدنة فشلتم في الإختبار. فلسطين يا أرض الرسالات السماويّة، ومهد الحضارات الانسانيّة نحن آسفون. فإما بطون العرب لم تنجب أبطال، وإما هناك من أخذ القرار ومنح فلسطين للإستعمار.

مخزٍ وعار ما نشهده اليوم في عالمنا العربي، فبعد خمسين عام على نكسة ١٩٦٧ ما زلنا لا نستطيع تخطي تلك المحنّة. وما زالت الدول العربية تتعامل بالأنانيّة الفرديّة وبالإنقسامات القبليّة البدويّة. ومستنقع الدم لا يزداد إلا إتساعاً، والجهل والحقد لا يزداد إلا تطرفاً.

من حرب لبنان الى حرب العراق واليمن وسوريا، مروراً بتفجيرات مصر والسعودية والبحرين وأزمات الإمارات وقطر وتونس وصولاً لتقسيم السودان ومجاعة موريتانيا، فلا نرى إلا دولاً مسلوبة الإيرادات وشبابٌ مهاجر مسلوب الإرادات، وابعدوها عن القضية الام فلسطين، فكم أحزن حين يكرم عالما سوريا وعراقيا ولبنانيا في الولايات  المتحده الأميركية لإنجازاتهم، وكم أخجل حين أجد آثارا عربية في متاحف أجنبية.

“لقد جئتكم بغصن الزيتون في يدي، وبندقيّة الثائر في يدي، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي”، قالها الرئيس ياسر عرفات عام ١٩٧٤ في الأمم المتحدة. أفما يبس وسقط الغصن بعد؟

بإسم الآلاف من شهداء النضال الفلسطيني الذين سقطوا في ساحة الجهاد والشرف، وبإسم إضراب الكرامة بسجون الاحتلال الإسرائيلي. بإسم الأسير مروان البرغوثي أدعوكم لتثوروا ولتعودوا لأصالة وعنفوان حضارتكم العربيّة، ولتتناسوا تفاصيل خلافاتكم أمام ثوابت قضيتكم.

فبعضكم قد مات، وبعضكم ما زال حيّاً، ولكن معظمكم لم يولد بعد.

(الأنباء، أنباء الشباب)

 

اقرأ أيضاً بقلم محمد خالد

تمنياتي لإنسان الغد!

لبنان والفساد التاريخي

من حرب بالكلمة لحرب عليها!

خلاصة عام