بشامون: من بيت إستقلالها بدأت الحكاية!

بين غابات الصنوبر وأزهار الربيع استقبلنا هواء بشامون بنسماته الهادئة، نسمات تروي لنا قصة عشق بين أرض وتراث وعادات وتقاليد ترسخت بقلوب أبناء هذه البلدة.

فعلى مشارف هذه البلدة بدأ مشوار “الأنباء” للبحث في أزقة بشامون عن الثوب الذي لا زال يحافظ على لمعته وعطائه، ثوب الحرية والاستقلال.

تقع بشامون في منطقة الشحار في قضاء عاليه على متوسط ارتفاع 550 متراً عن سطح البحر، وعلى مسافة 18 كلم عن بيروت و7 كلم عن مركز القضاء، وتبلغ مساحة أراضيها 700 هكتار، وعدد سكانها حوالي 4500 نسمة، كما يقدر عدد الوافدين اليها بأكثر من ثلاثين ألفاً.

تعد بشامون من القرى التي تهتم بالزراعة، فكانت زراعتها الرئيسية الزيتون، كما فيها اللوز وبعض الخضار الموسمية، ولكن بسبب العمران الكثيف الذي اجتاحها في ربع القرن الأخير والذي غيّر معالمها، نشطت فيها الزراعات البيتية، وشيدت الابنية وبنيت القصور والمدارس والمصانع الكبيرة فاصبحت كالعروس بحلتها الجديدة تمزج بين جو ريفي ومديني راق جداً.

إرتبط اسم بشامون وتاريخها بمعركة الاستقلال اللبناني، ففي بيت بشامون بيت الإستقلال والحرية حكايات وقصص تاريخية عريقة رُسمت بكل زاوية وعلى كُل مقعد، هذا البيت كان يعرف ببيت حسين الحلبي، وهو المكان الذي انتقل إليه وزراء حكومة الإستقلال الذين نجوا من الإعتقال في العام 1943 والذي أصبح يطلق عليه بعدها “بيت الإستقلال”، وما زال أول علم لبناني محفوظاً فيه ليرسخ قيم ومبادئ ورثناها من هذا البيت العريق فهو الآن أصبح مقصداً من قبل المسؤولين والمؤسسات التربوية والشعب اللبناني أجمع، تًقام به الإحتفالات كُل سنة في عيد الإستقلال من أجل المحافظة على هذه البصمة التاريخية التي حققتها هذه البلدة.

ودعت “الانباء” هذه البلدة العريقة بغمرة من العلم اللبناني الذي يرفرف في بيت الإستقلال والذي ما زال صامداً رٌغم كل شيء، على ان يكون لها محطة جديدة في قرية جديدة من لبنان.

مريانا سلوّم – “الأنباء”

(*) ملاحظة: “الانباء” بانتظار تحقيقاتكم حول القرى اللبنانية من مختلف المناطق على العنوان التالي: [email protected]