رسالة الى وليد جنبلاط!

وهيب فياض

وليد جنبلاط، ما أطول بالك وما أوسع صدرك، وما اهم خبرتك في السياسة والسياسيين، وما ابعد نظرتك الى الآتي من الأحداث.

وليد جنبلاط يحسدك الكثيرون على ما اعطاك إياه الله، كما الخبرة والتجارب والإرث التاريخي في السياسة، من بعد نظر، وان كانوا يكتمون.

منذ بدأت معارك قانون الانتخاب، والجميع يحاولون الهروب الى الامام، وتصوير عقدة هذا القانون على انها عقدة وليد جنبلاط، والدروز، كما فعلوا ايام الوصاية، وبقيت على خطابك رغم كل التجني ونبرات التحدي ومحاولات إخراجك عن طورك  بالاشارة إليك مباشرة حينا  وبطرح قضية رئاسة مجلس الشيوخ حينا اخر.

بقيت العاقل الكبير، في زمن قل فيه العقلاء، والهادئ الرزين بعد ان عز الهدوء والرزانة، والداعي الى الحوار مع علمك انه حوار طرشان، على أمل ان يستعيد المحاور حاسة السمع، بقدر ما يتقن فن الكلام.

لقد بقيت مؤمنا ان الفراغ في السلطة، هو نتيجة الفراغ في الروؤس، ولا زلت تحاول مع اصحاب العقول، ولو كانت روؤسهم حامية، ان تصل الى حلول وسط، في بلد التسويات المستحيلة.

لله درّك ما أطول بالك وما أوسع صدرك.

علمتنا ان إلقاء تهمة التعطيل عليك جزافا يمكن نفيها بالإيجابية وبالصبر الجميل حتى يتبين القلب الأبيض من القلب الأسود والمعطل من الساعي الى التوافق.

علمتنا ان السياسة فن الممكن لا فن المستحيل، الا عند من لا يقدّر مسؤولية صيانة وطن.

علمتنا ان من يرفع سقف مطالبه الى المستحيل، سيتصدى له المستحيل نفسه، دون ان يقارعه خصومه.

اقدم أيها السياسي المخضرم: على الاستمرار في الحوار، وعلى تقديم الحلول الوسط،

وعلى حث المتحاورين على طلب الممكن ورفض المستحيل، وعلى منع الفراغ وأسبابه بالإيجابية لا بالسلبية.

واحجم حيث كنّا لقصر نظرنا نطلب منك الأقدام.

أحجم عن المقارعة السلبية لمن يطلب المستحيل، اولا: لانه لن يحصل عليه وثانيا لان طالب المستحيل لا بد ان يدرك انه يصارع طواحين الهواء.

أحجم كما عادتك عن الشحن الطائفي والمذهبي المدمر.

لعمري انك الوحيد او تكاد تكون الوحيد الذي علمته الحرب المشؤومة الا ينفخ في حطبها ولو كان رماداً.

كثيرون جداً من يَرَوْن كم انت مصيب في أقدامك واحجامكً، وكم انت مصّر على ان كل التسويات ولو كانت مرة، لا تساوي خسارة مصالحة الجبل او العيش المشترك والانصهار الوطني.

أنقذ من يطلبون المستحيل من اللعب على حافة المجهول الذي قد يكون لديك معلوماً.

والسلامً.

(الأنباء)

 

اقرأ أيضاً بقلم وهيب فياض

جنبلاط يهادن مجدداً وينعي اتفاق الطائف

أيها المعلم المشرق علينا من عليائك

نزار هاني: أرزتك أطول من رقابهم!

ما وراء خطاب العرفان!

عن الفتح المبكر للسباق الرئاسي: قتال بالسلاح الأبيض والأظافر والأسنان!

عهد القوة ام العهد القوي؟

من موسكو: تيمور جنبلاط يجدل حبلاً جديداً من “شعرة معاوية”!

لجيل ما بعد الحرب: هذه حقيقة وزارة المهجرين

حذار من تداعيات إزدواجية المعايير!

عن دستور ظاهره مواطنة وباطنه عفن سياسي!

لا تحطموا برعونتكم أعظم إختراع في تاريخ الديمقراطية!

رسالة من العالم الآخر: من أبو عمار إلى أبو تيمور!

لتذكير من لا يذكرون: تجارب وزراء “التقدمي” مضيئة وهكذا ستبقى!

يحق لوليد جنبلاط أن يفاخر!

تبيعون ونشتري

إنه جبل كمال جنبلاط!

إلا أنت يا مير!

ادفنوا حقدكم لتنهضوا!

الإصلاحيون الحقيقيون: إعادة تعريف!

مطابق للمواصفات!