عن قصة حب ترويها المكتبة الوطنية في بعقلين!

في الطريق إلى بعقلين، يستقبلك هواء ربيعي يشق طبيعة مليئة بألوان الحياة، من أرض تروي حكاية وطن، وطن عاش برحمه حرف وولد منه لينشر العلم والمعرفة إلى العالم.

فعلى مشارف المكتبة الوطنية في بعقلين بدأ مشوار “الأنباء” للبحث في زوايا المكتبة عن الثوب الذي لا زال يحافظ على رونقه، ثوب العطاء والعلم والثقافة.

تشغل المكتبة الوطنية في بعقلين اليوم مبنى أثرياً مميزاً يعود بناءه إلى سنة 1897، بناه العثمانيون وكان يعرف بـ “سراي بعقلين” ويضم محكمة بدائية ومخفراً للدرك وسجناً، وبعد ترميمها وتأهيلها من الداخل والخارج وتجهيزها بكل المستلزمات الخاصة بالمكتبات العامة تم افتتاحها في 13 آذار 1997 بمبادرة من النائب وليد جنبلاط.

إن المكتبة الوطنية، مكتبة متعددة الوسائط، ومركز ثقافي مجتمعي، تجمع الناس والشباب خاصة من أجل تعزيز الثقافة وتوفير مصادر لهم للبحث عن العلم والمعرفة.

وفي جولة “الانباء” في أرجاء المكتبة تشعر وكأنك تعيش قصة حب مع كل كتاب قديم متكئى على الحائط يروي لك حكاية تحرر من الجهل والعبودية، حكاية بطلها كتاب وقلم ودفتر ينسج كل يوم قصة لقرّائه.

تتقسم المكتبة الوطنية إلى عدة أقسام منها: الإدارة، قسم الفهرسة والتصنيف، قسم الخدمات القرائية والمرجعية، قسم التوثيق والأرشيف، قسم التزويد والإقتناء، مكتبة الأطفال والناشئة، قسم الكمبيوتر والإنترنت، مكتب معلومات اللغة الإنكليزية والعلاقات التربوية: الملحقية الثقافية الأميركية/ المركز الثقافي البريطاني، قاعة النشاطان والندوات، ومسرح وصالة احتفالات مركزية (قيد الإنشاء)، كُل هذه الأقسام ترفع من شأن المكتبة لتزيدها جمالاً وعطاءً، وليبقى الكتاب منارة الشرق الأوسط، الذي يشع منه نوراً ليستوطن به العالم أجمع.

وأكد مدير المكتبة غازي صعب في حديث لـ “الانباء” ان “المكتبة لا تعاني من أية صعوبات خارج الإطار المادي، وعلاقاتها المكتبية والثقافية تتطور على الدوام، فمنذ تأسست التف المواطنون حولها وقام الأهالي في بعقلين والمنطقة باحتضانها وساندوا وجودها وعمليات تطويرها حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم”.

وأكد صعب أن المكتبة الوطنية هي المكتبة العامة الوحيدة التي تتبع لوزارة الثقافة منذ سنوات، وقد جعل إمكانيات تطورها وثبات موقعها وتنامي محتوياتها ومصادرها أكثر غنى وفعالية، وعزز موقعها الوطني على صعيد لبنان بأسره.

وفي الختام، يبقى الكتاب رفيق الدرب والوحيد للوصول إلى العلم والمعرفة، وتبقى المكتبة الوطنية مكتبة غنية بسلاح من الصعب هزيمته، سلاح يفتك بالجهل والظلمة.

وهكذا يكون قد انتهى مشوار “الانباء” في المكتبة الوطنية في بعقلين، مكتبة الحب والعطاء، فالعلم يرفع بيتاً لا عماد له، والجهل يهدم بيت العز والكرم.

مريانا سلّوم – “الأنباء”