يوم الوفاء الكبير/ بقلم سامر ابو المنى

المشهد الذي ظلل المختارة بالأمس، لم يكن غريبا عن جمهور الحزب، ولم يشكل مفاجأة إلا لمن اعتقد أو حاول ايهام نفسه والآخرين ان هذا الجمهور تعب وملّ، او ان هذا الجمهور تأثر بالدعايات المغرضة على مدى سنوات، وبالتالي بدأ يبتعد، أو على الأقل يستسلم أمام ما اعتقده البعض أو حاول تصويره على انه إحباط.مشهدية المختارة، أثبتت ان جمهور الحزب ما زال وفيا لمبادىء المعلم كمال جنبلاط، وكذلك ما زال وفيّا لمن كان عنوانا للوفاء، وما زال مؤتمنا على المبادىء والقيم التي ارساها المعلم.

مشهد المختارة بالأمس تخطى بمضامينه مناسبة إحياء الذكرى، وبعث من خلاله هذا الجمهور برسائل متعددة لمن يعنيهم الأمر، فهو أكد أولا لوليد جنبلاط انه ما زال مستعدا للتضحية، وما زال قادرا على العطاء، وأنه حاضر عند اي استحقاق، وأنه بحضوره الحاشد يجدد الثقة به، وبقيادته الحكيمة، وأن ما من شيىء يهز هذه الثقة، وثانيا الى كل الأطراف ولاسيما التي تحاملت وتتحامل وتوجه السهم تلو السهم الى وليد جنبلاط، بأنه من غير المسموح مجرد التفكير في تخطيه في اي شاردة وواردة تخص حاضر ومستقبل هذا البلد، فهذا الجمهور محض ثقته لهذا الرجل ليتحدث بإسمه ويدافع عن مصالحه، وبالتالي ما يقوله وليد جنبلاط إنما يعبر عن قناعات الناس المؤمنين بمبادىء وتعاليم كمال جنبلاط.

مشهد المختارة، بيّن لمن غفل وتغافل، ان جمهور الحزب لا يُحصر بطائفة أو منطقة، إذ كان المشاركون من كل المناطق اللبنانية، ومن كل الطوائف، حزبيون ومناصرون، تحمل بعضهم مشقة المجيىء من اماكن بعيدة ونائية، ثم ساروا مشياً على الاقدام مسافات طويلة ليصلوا الى المختارة، محجّة الوطنيين والمناضلين.

هذا المشهد برسم كل الساسة في هذا البلد، وما بعد ١٩ آذار سيكون غير ما قبله، وقراءته يجب ان تنطلق من معاني الوفاء الذي اظهره هذا الجمهور، قبل قراءة الارقام والأعداد، ويجب ان تشكل هذه القراءة، أساسا لأي بحث في اي مسألة وطنية، وان ترتكز أولا على المعنى الرئيسي لهذه المشاركة وهو التأكيد على المصالحة، والوحدة الوطنية، وعلى البعد العربي والقومي لنضال كل المنضوين تحت لوائه.. وكوفيته.

(الأنباء)