رسالة من طالب في ثانوية رسمية لبنانية إلى النواب والوزراء!

سيدي العظيم، ولا ريب بعظمتك لأنك من شعب لبنان العظيم..

منذ أسبوع وأنا أراقب واتأمل وأتفكر، والآن جلست لأخط هذه المدونة اكتشفت سر عظمتكم.

أيها المتسلطون_ بحكم القانون الممدد_على رقاب العباد،

أيها المؤتمنون بوكالة الشعب على حصانة الشعب من الفساد والاستغلال والقهر والتجويع.

أسألكم وأناشدكم بحق أولادكم عندكم، واحلفكم بضميركم، واستصرخكم باحبائكم..

_ لماذا تقتلون البراءة في نفوسنا التي زرعها فينا معلموكم؟

_ لماذا تشردون مئة الف طالب عن مدارسهم ومقاعدهم ومعلميهم؟

_ لماذا تتلاعبون بقراراتكم الجائرة بحق من هم اخلص البشر في تفانيهم بخدمة العلم والمعرفة؟

بالله عليكم…

من أنتم وما هذه الأقنعة التي تختبئون تحتها؟

ألا تخجلون من تبادل الأدوار في مسرحية مزيفة؟

ألا ترحمون من هم الضعفاء في وطن القوة؟

ألا تؤمنون بالرسل والأنبياء؟  ألا تعرفون صدق الرسول محمد؟ ألا تعرفون محبة السيد المسيح؟ الا تعرفون أمانة النبي يوسف؟

_ أليس من حقنا الحياة البسيطة؟ أليس من حقنا التعلم مثل أولادكم؟ (فنحن مقتنعون بثانوياتنا وبقدرات أساتذتنا ونعدكم ألا نزاحم أولادكم في الجامعات الخاصة).

_ اعطفوا على من وكلكم في الحياة الرغيدة وارحموا من هم عصب الحياة، يرحمكم الله.

هل سألتم أنفسكم  يوماً :

_ ماذا يفعل المعلم براتبه الزهيد؟

_ هل يلبس الأثواب الحريرية؟

_هل يسكن البروج والقصور المزينة بالفسيفساء؟

_ هل يرتاد الملاهي والنوادي؟

_هل يركب السيارات الباهظة الأثمان؟

_ هل يعلم أولاده في بلاد الخارج؟

أيها النواب والوزراء العظام، لقد جعلتم المعلم بقراراتكم الضريبية عظاماً خاوية. لقد اذليتم الآلاف من الشعب اللبناني العظيم.

أدعوكم بلسان حالي وباسم كل طالب في ثانوية رسمية:

_ قدموا إلى المعلمين الاعتذار عن خطاياكم.

_اقدموا على اقرار سلسلة عادلة واعطاء المعلم حقه الوظيفي ليعطينا حقنا التعليمي.

_افعلوا الخير الحقيقي وعندئذ ارفعوا رؤوسكم عالياً.

يكفيه الفقير المذلة التي يعيشها في بلد متجانس طائفيا، ولا تكونوا عليه كالسلاسل الحديدية، افرغوا ما في قلوبكم من رحمة ومحبة..

انهي كلامي بأبيات شعرية تحاكي واقع الفقير عساها تحاكي ضمائركم:

يمشي الفقير وكل شيء ضده

والناس تغلق دونه أبوابها

وتراه مبغوضاً وليس بمذنب

ويرى العداوة، لا يرى أسبابها

حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة

خضعت لديه وحركت أذنابها

وإذا رأت فقيراً عابراً

نبحت عليه وكشرت أنيابها

 

طالب ثانوي من ثانويات لبنان*