العريضي: اقرار السلسلة بلا ايرادات يتسبب بكارثة اجتماعية

دميت – “الأنباء”

بمناسبة الذكرى الـ 40 لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط، اقام الحزب التقدمي الاشتراكي ومعتمدية المناصف، ومنظمة الشباب التقدمي في الشوف لقاء سياسيا في بلدة دميت الشوف، تحدث فيه عضو اللقاء الديموقراطي النائب غازي العريضي، بمشاركة عدد كبير من الفاعليات والشخصيات السياسية والحزبية والاجتماعية والاهلية ورجال الدين، وحشد غفير من المحازبين والمناصرين وابناء المنطقة.

النشيد الوطني استهلالا، والقى معتمد المناصف عمر غنام كلمة حيّا فيها الذكرى، وقال:”أربعون عاما مرت وما بدلنا تبديلا وها نحن نقف في يومك و في كل يوم، لنقول إنك كنت وما زلت وستبقى “المعلم” وإنك عنوان عزتنا و كرامتنا وإننا تعلمنا منك الرجولة والبطولة والشهامة والتضحية والشرف والشهادة. سرنا دربك لأنه درب الحق والخير والجمال، درب الحرية والأحرار، درب الإنسانية والمحبة والتسامح، درب التقدمية الإشتراكية، درب الفكر المتنور المنفتح، درب التطور والإزدهار، درب العمال والكادحين والمحرومين، درب أمل الفقراء والمساكين بغد أفضل، درب المواطن الحر والشعب السعيد، درب الفلاحين الذين يمتشقون معاولهم مع الشمس في الصباح، درب الذين تفيض ريشتهم علما وفكرا وإبداعا، درب الشباب الى جامعاتهم ومعاهدهم، درب النشء الصالح الى مدارسه، درب الثائرين على الظلم والعبودية، درب الثائرين على الجهل والتخلف، درب الثوار الذين يحطمون في كل يوم أصنام و أسوار هذا السجن الكبير، درب لبنان الحر السيد المستقل… لبنان الرسالة، درب العروبة المنفتحة، درب فلسطين وثوار فلسطين، فلسطين القدس والناصرة وبيت لحم، قضيتنا المركزية وجرح أمتنا النازف، فلسطين التي نسوها وتناسوها و باعوها بأقل من ثلاثين من الفضة، لكنك يا معلمي لم تنساها يوما وأسكنتها في ضميرنا ووجداننا، فلسطين التي أحببتها وأحببت شعبها و بادلتك الحب و الوفاء، هذه دربك يا معلم التي لم و لن نحيد عنها، ففكرك وعقيدتك وتعاليمك باقية فينا ما مرت الايام و دارت الأفلاك، هذه دربك يا معلمي التي خططها لنا و سرنا عليها خلف قاءد مارد صامد فارس شامخ راسخ رسوخ الأرز في جبالنا خلف الوليد، وليد جنبلاط عين الزمان وعز المكان و رمز الأمان، وسنكمل الدرب مع تيمور. تيمور وعد الشباب وفخر الشباب، في ذكراك معلمي نقول انك إرتحلت بالجسد وأنه شبه لهم أنهم قتلوك، انت فينا باق ومنتصر منتصر منتصر، عاش الحزب التقدمي الإشتراكي، عشتم وعاش لبنان”.

ثم القى كلمة منظمة الشباب التقدمي أمين سر مكتب الشوف سامر الفطايري، فقال: “تمر الأيام، تمضي السنين و لا يزال وهج كمال جنبلاط يلمع في سماء الأمة العربية تغادرنا أجيال وتنشأ أجيال و لا يزال فكر كمال جنبلاط يهدي الضمائر الوطنية. تذهب حكام، تسقط أنظمة و لا تزال شمس كمال جنبلاط تشرق ثورة وحرية. أربعون عاما” على إغتيالك و لا تزال منظمة الشباب التقدمي في طليعة المنظمات الشبابية. أربعون عاما على تغييب جسدك و لا يزال طيفك يرافقنا في كل محطاتنا النضالية. أربعون عاما على جريمة العصر وبقي كمال جنبلاط للعلم رائدا” و للثورة قائدا. نقول لك وأنت في عليائك و الفخر يزين جبيننا، نحن شبيبة كمال جنبلاط، نحن مدرسة الوفاء، نعاهدك أننا على العهد باقون، بأفكارك مستنيرون، بتواضعك ملتزمون و على نهجك سائرون. إلى رفاقي في منظمة الشباب التقدمي أقول: في يوم كمال جنبلاط ننحني خشوعا لثورة ولدت فينا، لتكسر الجهل والعبودية فأنارت ظلمة ليالينا”.

والقى كلمة بلديات المناصف رئيس بلدية سرجبال انطوان ابو رجيلي، فقال: “نريد نخبة تستطيع أن تقول للأجيال الطالعة: “قمت بواجبي”. نحلم بالمسؤول الفريد الذي يتجرأ على توقيف كل لبناني يقوم بدعاية طائفية، إن القيادة الجديدة القادرة على بناء إستقلال لبنان الحقيقي ليست قيادة مسيحية، ولا قيادة إسلامية، إنما قيادة وطنية لبنانية، علاقتها هي بشعب لبنان الواحد و بلبنان الشعب الواحد. كمال جنبلاط: الوفاق في الجبل أهم من كل شيئ و أهم من التفاصيل السياسية الأخرى، علينا أن نورث الأجيال اللا حقة سلاما و محبة وعيشا مشتركا ضمن التنوع في لبنان. قد نختلف في مقاربة الملفات، لكننا نتمسك بثوابت المصالحة والوحدة الوطنية والعيش المشترك” .

العريضي

وختاما، القى النائب العريضي كلمة، جاء فيها:  “انتم تمثلون قيما روحية كبيرة بالعمامات الناصعة وأحزاب سياسية لبنانية متنوعة وفعاليات اجتمعت في هذه المنطقة من اجل وحدتها و تكريس مصالحتها، تشاركوننا اليوم كما يشارك غيركم كثيرون في مناطق لبنانية مختلفة ذكرى أليمة، وتؤكدون بحضوركم أنكم متمسكون بالمبادئ والتوابت وبمعرفة ركائز الوطن وتاريخ رجالات الوطن الكبار وقضية هذا الوطن، رغم كل الأعاصير والعواصف التي هبت عليه وعلينا وكانت أياما صعبة مريرة وكان اليوم المشؤوم في السادس عشر من آذار اليوم الذي نفذ فيه قرار الحقد والقتل فتوهموا انهم انتقموا من عقل هو لا يغيب، وإلى جانب هذه الجريمة سقط أبرياء ليسوا مسؤولين هم والأهل وأبناء المنطقة الكرام عن تلك الجريمة.

اضاف: “ما حصل كان المقصود فتنة وكان المقصود تعميق الجرح، وكان المقصود إشعال الحرب، الدم ثقيل وغالي، لكننا تعاملنا معه بأمانة التعامل مع دم معلمنا وقائدنا ورمزنا لأنه كان يحبكم ويحب منطقتكم وأهلها ويتفاعل مع الجميع ويستوعب الجميع فمهما بلغ الخلاف السياسي حدته صاحب هذه الذكرى كان يعرف الحدود وكان يعرف لبنان وحدوده الجغرافية والسياسية الحاضرة والمستقبلية، وحدود لبنان الوطن التنوع الموحد المتكامل بطاقات أبنائه. الوطن الذي حمل همومه من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، في الحدود الجنوبية شاهدنا تلك القامة العملاقة الكبيرة على تلال كفرشوبا وفي مزارع شبعا وفي كل منطقة من مناطق الجنوب كان يصول ويجول بين أهل تلك المنطقة الكريمة الأبية يدعو الدولة إلى حمايتها وإلى تقديم كل العون لها ولأبنائها ويدعو لبناء المستوصفات والملاجئ والمؤسسات لتعزيز صمود الناس في وجه الإحتلال الإسرائيلي، الذي لم يكن يرى غيره عدوا لنا في لبنان وكان يريد حماية لبنان بعزة وكرامة وعنفوان، وأن يضمن الإستقرار والأمان فيه من هذا العدو المتربص بنا جميعا، والذي قرأ منذ اللحظة الأولى كمال جنبلاط معنى إغتصاب فلسطين وقيام دولة الإرهاب الإسرائيلي على أرضها، كنا نراه في الوقت ذاته في عكار، في الحدود الأخرى وفي البقاع الأوسط وفي الشمال والغرب وفي الجبل بكل مناطقه وفي الساحل وفي قلب العاصمة بيروت يحمل قضايا واحدة وهموما واحدة، ينادي الناس لكي تكون الإهتمامات واحدة لأن قضايانا واحدة في العيش، في الحياة اليومية في المدرسة في الجامعة في الصناعة في المعامل في المؤسسات، كان رمز كل القضايا الوطنية بكل ما للكلمة من معنى، وكان الجبل في فكره وفي عقله أساس هذا البلد وكان يعرف تماما ميزان البلد وكيف يجب وينبغي أن نحافظ عليه مهما كانت الخلافات السياسية كبيرة بيننا، كان لبنانيا وطنيا بكل ما للكلمة من معنى وصاحب الرؤية الإصلاحية الوحيدة في هذه المنطقة ليس على مستوى لبنان فحسب”.

تابع: “خرج أحد المفكرين الفرنسيين المعروفين التاريخيين في العقود الماضية ليقول لحظة إغتيال كمال جنبلاط “إنه آخر رجال الدولة بل رجل الدولة الوحيد في المنطقة العربية ” كنا نعلم أننا أصبنا بإغتياله نحن كحزب وكمنطقة، وأن ما جرى يؤسس لمرحلة خطيرة جدا و للأسف تأثرنا كثيرا وتحقق الكثير من هذا الشيئ، لكن لم يكن يعلم آخرون وكثيرون أن فينا إرادة لا تكسر وأن فينا عزيمة لا ترد  ولا تصد، وأن إيماننا بهذا الرجل ومشروعه وعقله وفكره وجهاده ونضاله وأن إلتزامنا بدمائه هو الضمانة بأن نستمر”.

واضاف: “ها نحن بعد أربعين عاما نقول للجميع، كان هنا وكنا معه غاب عنا ونحن هنا باقون هنا وسنبقى هنا، كيف لا وقد إستلم الراية رجل مقدام شجاع أمين، أبي، كريم، وطني وقف في أصعب المعارك كان له مواقف عز في كل الساحات، كان رجل المهام الكبرى رجل التحديات الكبيرة، كان رجل القرار، كان رجل الإنتصار وإنتصارنا كان بكم ومعكم ولأجلكم ومن خلالكم وفي هذا اللقاء يتأكد إنتصارنا أيضا بعد كل الجراح التي أصابة جسدنا في لبنان أو في هذا الجبل” .

وتابع: “واجهنا الكثير من التحديات والكثير من المتاعب والمصاعب، لكن كان إصرارنا وخيارنا وقرارنا أن لا رصاصة في العالم ولا قوة في العالم تقفل مدرسة أسسها عالم كبير هو كمال جنبلاط. قدموا كل أنواع السلاح، استخدموا كل أنواع السلاح في حقدهم ضد الآخرين وصفحوا أنفسهم و سياراتهم ومقراتهم بكل أنواع وتقنيات التصفيح لكننا كنا نعلم أن ليس تمة في الحياة أي قوة أي مصنع، أي إرادة يمكن أن يصفح ويحمي من لم يعطه الله عقلاً وإرادة وكفاءة وقوة في النفس وإيمانا بقضية محقة عادلة لديه كل الإستعداد للدفاع عنها، محصنا بأوفياء بكبار بصادقين بمناضلين برجال أشداء أعزاء، آمنوا بهذه القضية وبهذا الفكر وبهذا العقل وبهذا المنطق هذا زرع كمال جنبلاط بعد أربعين عام . هؤلاء هم أبناؤه وشبابه وأحفاده ورفاقه الكبار الذين كانوا حوله والذين جاؤوا بعده وأكملوا المسيرة مع من حمل الراية بعده، هؤلاء هم الناس الأوفياء في كل المناطق اللبنانية يشهدون لتاريخه، أنه كان الرمز الأول المدافع عن سيادة البلد وعن وحدة البلد وعن تنوع البلد وعن كرامة البلد وعن حرية البلد وعن حرية كل الناس في البلد، لأنه كان حرا” في ذاته و كان يريد الحرية لكل الناس بذلك كان كمال جنبلاط شهيد الحرية.

وتطرق العريضي الى الوضع السياسي العام، فقال: “كان كمال جنبلاط رجل دولة يريد حماية القضية الفلسطينية وينبه الاخوة الفلسطينيين الى اي تجاوز في لبنان، ولا يقبل الانزلاق الى اي صدام، وبين الادارة والارادة جسد كمال جنبلاط هذا المثال الكبير وكان يريد مثل هذه الارادة كي لا يساء الى الاحلام الكبرى. اليوم بعد 40 عاما من قلب القدس وساحة المسجد الاقصى ترفع التحية لكمال جنبلاط. باسم الحزب وكل المؤمنين بهذه القضية نوجه التحية الى جميع الفلسطينيين والاطفال الذين يواجهون بقلم الرصاص اعتى قوة عسكرية. فستبقى فلسطين قضيتنا والقدس قبلتنا ويبقى الصراع مع اسرائيل”.

اضاف: “عندما نقارب قضايانا السياسية موضوعان يشغلان اللبنانيين قانون الانتخابات وسلسلة الرتب والرواتب. فقانون الانتخاب كنا مطمئنين وربما ساوركم قلق لكن نحن ذهبنا الى حوار نقاش علمي للوصول الى قانون يكرس التنوع والتعدد والشراكة ويؤسس الى تطبيق اتفاق الطائف، مجلس نيابي خارج القيد الطائفي ومجلس شيوخ لتبديد هواجس الطوائف. تبين للجميع ان المشكلة ليست عندنا ولم نكن ننتظر ارضاء من احد. ثمة مشاريع قدمت من قوى ورفضت من قوى حليفة لها. المسألة ليست حسابية بل سياسية تعالوا لنتفاهم اذا كان من نية صادقة. لكن وصل الامر اليوم الى درك كبير، لكن موقف وليد بك والحزب عدم الدخول في السجالات، نريد المحافظة على التنوع وروحية الشراكة، لكن لسنا مرتاحين الى التأخير في ايجاد القانون والتمديد فضيحة بعد انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة، لذلك يجب الاتفاق على قانون يمهد لمسيرة سياسية جديدة، ومن غير الممكن الوصول الى فراغ وانقسام، والاتفاق يكمل المسيرة وهي مسؤولية كل الاطراف في لبنان. نريد لبنان موحدا والميزان دقيق بحاجة الى كبار والى شركاء بعقل المصالحة للخروج من الازمة التي نعيش”.

وتوجه الى الشباب، قائلا: “ان مشاكلكم واحدة مع باقي شباب لبنان فلتكن الاهتمامات بينكم واحدة، خرجنا من الحرب ونريد الذهاب الى مؤسسات وطنية وتعزيز مؤسسات القوى الامنية وتلتزم بدورها حيث تمكنت في تعاونها من انجازات في حماية اللبنانيين. اليوم موضوع سلسلة الرتب والرواتب والامر يشمل كل الموظفين من كل المناطق، لذلك يجب ان تكون النظرة واحدة، والتعاون لتحقيق مطالب الناس. وكان نقاش في المجلس النيابي مشهدا معيبا اثناء النقاش وبعد رفع الجلسة وليس ثمة مسؤولية في كل ما للكلمة من معنى في مقاربة الامور، كثيرون يجنحون تحت الشعبوية ويقولون لنا نحن تحت الامر الواقع، كلما ندخل الى المجلس نفتقد لكمال جنبلاط الذين يرفعون اصواتا ذات قيمة والتمثيل السياسي وليس التمثيل على الناس، نحن ليس هكذا نتصرف مع الناس تدار الامور ونوافق على انفاق بمليارات ولا نملك جزء منها نحن لا نفعل ذلك وكنا نسمع بالقاعة ذاتها كثيرين يهددون ان ثمة هدرا وفسادا وتهربا من الضريبة، ويردون زيادة الضرائب على الناس لا . نحن قلنا مع السلسلة لانها حق للناس وواجب علينا، ولكن ان نذهب الى اقرار سلسلة يجب ان تتلازم مع تأمين واردات ثابتة وليس وهمية”.

اضاف:  “النقاشات في المجلس النيابي كان صعبا حول التهريب، من يقوم بالتهريب؟! سوى اشخاصا محميين. ما جرى في موضوع السلسلة هو ارضاء لهذا وذاك وهروب الى الامام في استحقاق انتخابي مطروح. نأمل عودة النقاش الى العقلانية، وتأمين الموارد الثابتة واما سنعرض الناس الى مشكلة اقتصادية وكارثة اجتماعية”.

وختم: “وليد جنبلاط الذي امضينا معه 40 عاما من النضال في اصعب التحديات الذي حمل الراية على الدم يسلم الراية في السلم بعقل وارادة المصالحة، هؤلاء القادة نعتز بهم في كل المحطات والساحات والمواقف والمراحل هو تاريخنا وسجلنا والكرامة والشهامة والوفاء وامانة الشهداء وامانة كمال جنبلاط”.

(الأنباء)