خاص “الانبـاء”: تصاميم مسجد الأمير شكيب أرسلان ترتفع في إسطنبول والصين ودول أخرى

نال مسجد الامير شكيب ارسلان في المختارة إهتماماً واسعاً في الصحافة الدولية والمعارض الهندسية والمعمارية المختصة التي تتابع كل جديد في هذا المجال. أهمية المسجد من الناحية المعمارية أنه يقدم نموذجاً جديداً للعمارة الاسلامية ويؤكد أن ثمة استمرارية وتطور في هذا المجال على عكس السائد بين بعض الاوساط الهندسية. كما انه يعطي رسالة واضحة معاكسة لصعود “الاسلاموفوبيا” في الشرق والغرب.
“الانبـاء” إلتقت المهندس مكرم القاضي  الذي كان أحد مصممي مسجد الامير شكيب أرسلان في المختارة، فتحدث عن المشاركة في معرض اسطنبول ولاحقا معرض الصين 2017 .

وقال القاضي: “مشاركتنا في معرض “StudioX” في اسطنبول جاء تلبية لدعوة من جامعة كولومبيا في نيويورك التي تدير هذه المساحة في اسطنبول بالإضافة الى مساحات أخرى في ريو، الصين، عمان ومواقع أخرى، لتعكس البحث المستمر في العمارة الاسلامية التي بدأت في العام 2011 ولتسليط الضوء على مسجد الامير شكيب ارسلان الجديد الذي أقيم في المختارة”.

وأكد أن “المشاركة في هذا المعرض الشامل ستركز على العلاقة التي لطالما كانت مهملة في أوساط المؤرخين المعماريين وبين الاسلام والحداثة. هدفنا هو من جهة، إظهار انه ليس هناك نظام معماري واحد للإسلام إنما أنظمة متعددة. من جهة ثانية، ان التاريخ المعماري للمسجد يتقاطع مع حقبات تاريخية لديانات أخرى. من اهمية هذا العرض  في هذا الوقت بالذات هو انه يعكس المقاربة الاخرى للدين ويؤكد ان تمثيل الدين ليس مسألة دوغماتية وليس مسألة جامدة  كما قد يفترض البعض في عصر تغلغل التطرف في الشرق وفي الغرب وصعود الإسلاموفوبيا”.

وقال: ” تم افتتاح المعرض في 17 آذار ولمدة شهر كامل وسيكون مفتوحاً للعموم والمساحة نفسها تقع في قلب مدينة على شارع رئيسي قرب جامعة “معمار سنان” بالاضافة الى متحف جديد عن الفن المعاصر،  لذلك ستكون مناسبة لعرض الافكار حول الحداثة والاسلام لجمهور واسع  اكثر من الجمهور الذي يشارك في غرف المتاحف المغلقة مما يساهم في تعزيز النقاش حول هندسة الجامع وتاريخه في قلب العمارة العثمانية التاريخية الغنية”.

وتابع: “سوف نعرض مسحاً لحوالي 1400 سنة من تصاميم المساجد من الأيام الاولى للرسول حتى وقتنا الحاضر. ووضع تصاميم المساجد بالقرب من بعضها البعض يعطي فكرة واضحة عن التنوع في التصاميم لناحية الحجم والكثافة والتوجه ويكرس فكرة التعددية في تصاميم  المساجد على حساب التصميم الأوحد الذي يتم نقله من موقع جغرافي الى الاخر”.

وختم: “لقد سبق لنا ان قدمنا سابقاً نموذج عن ابحاثنا في “اوسلو” في ايلول الماضي ودعينا مؤخراً  للمشاركة في معرض Wuzhen Architecture Biennial في الصين في العام 2017. هذه الدعوات تعكس طموح المهندسين المعماريين لكنها ايضا تعكس من يعملون في الثقافة والحضارات بشكل عام لإطلاق الحوار بين الحضارات وهو خطوة مهمة لمواجهة المسارات السياسية الراهنة التي تبدو وكأنها إلغائية”.

(الأنباء)