وتبقى الحاضر الدائم

جاد دلال

أنباء الشباب

ذات يوم، ذات سنة، انطلقت رصاصات الغدر تغتال الجسد للقائد المعلم الشهيد كمال جنبلاط، واستشهاده لم يعد ليُؤرّخ بتاريخ محدد، فحقل الصراع مفتوح وأعداء العقل والنور يخافون ضوء الوقت، فيتوهمون انهم باغتيالهم الفكر يغتالون  الوقت والضوء معا،  ويعودون بالناس والتاريخ الى الوراء.

أربعون عاماً مرِّت، وفي ذكرى استشهاده، يتأكد أن فكره أكثر انتشاراً وحضوراً، يُقرأ ويُدّرس ويتجدد، لأن فعله المتوِّج بنور العقل ازداد توهجاً بدم الشهادة. فهل غاب كبير الشهداء؟

أربعون عاماً مرِّت، وما زلنا نهرع اليه في مقامه الشديد البهاء، مأخوذين بجاذبيةٍ آسرة، مسبوقين اليه بحشودٍ من المريدين، نقف وسط الزحام نرهف السمع اليه والبصر والقلب وهو يحلّق بعيداً في فضائه الرحب داعياً وهادياً.

اربعون عاماً مرِّت، والخطر لا يزال هو الخطر.

فاذا كان فعل الاغتيال هو التعبير الاكثر عدوانيةً عن ذعر القتلة من نور العقل، فان فعل كلمة الحق هو التعبير الناصع على أن حركة المستقبل لا تُلجم، وأن اعادة التاريخ الى الوراء أصبحت مستحيلة.

نعم الخطر ما زال هو الخطر، والرحيل لا يزال بدء رحلة متجددة، ولن ينال رصاص الغدر وحامله اطلاقا، من فكر المفكر، ومواقف الرجال الرجال.

أربعون عاماً مرِّت، وحسبنا اليوم في طوافنا اليه أن يتقّبل منّا كلمات الوفاء نلونّها عبقاً من ياسمين الارض الذي أحب.

(أنباء الشباب، الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم جاد دلال

عفوك حلب!

إختناق العمل الوطني في لبنان!

سرّ المحبة