عين عنوب: حكاية استقلال ترويها قصائد من فرح

اثناء زيارتك إلى قرى قضاء عاليه، ومع كل خطوة تستقبلك طبيعة خلابة يفوح عطر ترابها لتستنشق عبق الأرض وأصالتها، تظن أن مشوارك الحقيقي قد بدأ من هنا، من أرض وُلد فيها مبدعون كثر، من سهول تروي حكاية وطن ومن تراب يعشق الحرية وسماء تخطفك بآفاقها إلى مدى أرحب… هنا عين عنوب.

عين عنوب قرية من الضياع اللبنانية التي تقع بين الساحل والجبل، تبعد عن بيروت حوالي 14 كلم، تتميز بكثرة المساحات الخضراء فيها، فكيفما تمشي تعانقك شجرة وغصن زيتون.

تبلغ مساحتها حوالي 4000000 ونصف متر، تحتل المساحة الخضراء فيها اكثر من الثلثين، وعدد سكانها ما يقارب الـ 5000 نسمة يعيشون في اجواء من الالفة فيما بينهم من دروز وموارنة وروم كاثوليك وأرثوذكس.

عين عنوب

تحيط بعين عنوب بلدات بشامون، بسابا، كفرشيما، عيتات، شويفات، ديرقوبل، ويمكن الوصول اليها من اكثر من طريق.

لعين عنوب حكاية مع التاريخ ترسم بها ملامح أول شهيد خلال الإنتداب الفرنسي الذي استشهد من أجل الوطن والاستقلال، فسعيد فخرالدين أحد أكبر الأبطال الذين ولدوا بهذه البلدة واستشهد دفاعا عن الكرامة والحرية وهناك ضريح له في وسط البلدة على شكل أرزة لبنان … فشهداء الوطن صامدون كالأرزة أينما حلّوا.

في عين عنوب ولد الأطباء والمهندسون والنواب والقضاة وكتّاب العدل والشعراء، فشعر طليع حمدان يجول في أزقة الضيعة كالنسمة التي تهب بعد غياب، طليع حمدان الملقب بشاعر المنبرين هو أحد شعراء المنبر الزجلي ويعتبر أمير الزجل اللبناني لما يطلقه من ابداعات شعرية، وتكريما لفنه وشعره الراقي أقامت البلدة له تمثال كبير وحصنته بالمحبة والإحترام لكل ما قدمه من إبداعات.

عين عنوب1

“الانباء” التقت” رئيس البلدية جمال عمار، الذي اشار إلى أن السكان في عين عنوب متمسكين بأرضهم وهم دائماً يداً واحدة في السراء والضراء، تربوا على الحب والمودة وحب الوطن، والجميع أهل ولا تفرقة في الدين فعندما تجلس مع أهل البلدة لا تعرف الدرزي من المسيحي، كما  أن لعين عنوب تاريخا راقي تشهد له العصور فهي كانت مركز قائم مقام لسرايا الأمير مصطفى ارسلان وبيته الذي سيصار الى إعادة ترميمه.

image

وتوقف عمار عند دور البلدية من أجل المحافظة على رونق القرية وطبيعتها، مؤكداً على أن عمل البلدية هو عمل إنمائي، تربوي، خدماتي إجتماعي، ودعم للجيل الجديد من أجل حب الضيعة والبيئة، كما أن البلدية  عملت على شق حوالي 30 كلم من الطرقات الزراعية، وأقامت جدول أعمال من أجل البنى التحتية والماء والصرف الصحي وغيرها من الخدمات التي تساند السكان. ولا ننسى الجمعيات الشبابية التي تجمع شباب الضيعة وتقربهم من بعضهم البعض.

وتمنى عمار أن يصبح هناك إتحاد بلديات للقرى المجاورة لعين عنوب من أجل التعاون لانجاح المشاريع كافة، مؤكداً أن البلدة مفتوحة للجميع وأن أهلها متمسكون بها ويعيشون مع بعضهم على أنهم عائلة واحدة.

انتهى “مشوار” الانباء في هذه البلدة الجميلة المليئة بالالوان والفرح، على امل اللقاء في قرية جديدة من قرى لبنان الصاخبة بالحكايات من الجنوب الى الشمال.

مريانا سلوّم  – “الأنباء”