الاطفال السوريون في مشهد إنساني مخزي بقاعاً… وجمعية “بيوند” تتحركّ

مشهد عمل الاطفال السوريين النازحين إلى قرى البقاع الغربي والاوسط وراشيا وتسكعهم في الشوارع وانتشارهم على الطرقات العامة وداخل القرى وفي الحقول الزراعية، بات طقسا يوميا تمارس فيه هذه الشريحة أسوأ أشكال عمل الاطفال، من بيع المحارم الى العمل في المواسم الزراعية مرورا بمهنة الميكانيك بكافة اشكالها وصولا الى تلميع السيارات والاحذية وليس انتهاءا ببيع العلكة والثياب والألعاب وما لا يخطر في بال المواطنين.

لكن الأسوأ شكلا ومضمونا مشهدية انتشارهم على حاويات ومكبات النفايات ما استدعى تحركا انسانيا من جمعية “بيوند” التي بحسب مديرها العام جوزيف عواد الذي اعلن في حديث لـ “الانبـاء” أننا وضعنا هدفا ساميا هو حماية هؤلاء الاطفال المشردين وتواصلنا مع الوزارات والمنظمات المعنية للحد من هذه الظاهرة التي تتهدد الاطفال والبيئة اللبنانية في غالبية المناطق والمحافظات.

ونتيجة الجهود والمتابعة الدؤوبة لفت عواد الى أن الجمعية افتتحت منذ أيام “مركز حماية” يعنى بمكافحة اسوأ اشكال عمل الاطفال في بلدة سعدنايل برعاية وزير العمل محمد كباره ممثلا بمستشاره ربيع كباره، مشيرا “الى ان المركز يعد جزء من الخطة الوطنية التي وضعتها وزارة العمل وتهدف الى تفعيل وتطوير مكافحة اسوأ اشكال عمل الاطفال”.

20170310_131736

وكان تحدث عواد عن “شراكة استراتيجية وحقيقية مع البلديات وخصوصا مع بلدية سعدنايل التي لها كل الامتنان على ما قدمته لصالح انشاء هذا المركز الذي يعود الفضل ايضا في انشائه الى اندية الليونز التي لم تقصر في دعمها لمشاريعنا في مجال حماية الاطفال”.

وكان مركز الحماية قد شهد احتفالا لمناسبة افتتاحه وسط عروض مسرحية وغنائية جسدت واقع الاطفال المرير في العمل وضريبة تشردهم والتحول الايجابي الذي طرأ على حياة من اصبح داخل المركز.

وتخلل الحفل كلمة لرئيس بلدية سعدنايل خليل  الشحيمي الذي شدد على “الاستمرار في دعم المشاريع التي تعمل على تطوير وحماية المجتمعات المحلية”.

20170310_131639

ثم تحدث الدكتور ربيع كبارة باسم وزير العمل فأكد “على الدور الكبير والمطلوب من الدولة اللبنانية على الرغم من امكانياتها الضئيلة، مشددا على  دور الجمعيات ومنهم بيوند والبلديات وكل من يتحسس مشهد انتشار الاطفال على الطرقات للعمل على مكافحة هذه الظاهرة والحد من انتشارها”، مؤكدا ان “وزارة العمل ستعمل على فتح عدد من المراكز آملا ان يصل لبنان الى مرحلة الاستغناء عن هذه المراكز وزوال هذه الظاهرة المقيتة.وانفراج الوضع السوري من اجل عودتهم الى ديارهم. معربا عن سعادة عميقة لانخراط الاطفال بالمركز وقبولهم تحدي الشارع وحيا اهاليهم على الاستجابة الشجاعة لوضع حد لحياتهم البائسةرغم الضائقة الاقتصادية والمعيشية”.

المديرة التنفيذية في الجمعية ماريا عاصي لفتت الى  ان مركز سعدنايل هو الثالث في لبنان، بعد مركزي طرابلس والاوزاعي، وتشرف عليها جمعية بيوند الممولة من منظمة العمل الدولية والليونز النروجي، بالتعاون مع وحدة مكافحة عمل الاطفال في وزارة العمل. واشارت ان المركز خفف من تداعيات عمل الاطفال السلبية حيث يقوم المركز باعدادهم عبر مدربين وخبراء واخصائيين ليكتسبوا مهارات ومهن وخبرات وليتعلموا بالظرجة الاولى كي لا يبقوا مشردين وعرضة للمخاطر وللآثار السلبية للنزوح وللعمل المضني .

20170310_131718

من جهتهم، أعرب عدد من أولياء المستهدفين من نازحين سوريين ولبنانيين عن شكرهم لخطوة جمعية “بيوند” وادارتها على هذه المبادرة الإنسانية التي اكدت أن الخير لا زال موجودا رغم المآسي والجراح وأن الأمل كبير بهذا الانجاز الذي لملم جراحاتهم وبلسم قلوبهم وغرس بذور افطمئنان في نفوسهم وفي وقف استنزافهم في الشوارع وفي العمل المضني والذي كشف وجود مئات الإنتهازيين الذين يستغلون ظاهرة عمل الأطفال لتحقيق المكاسب والرباح على حساب صحة الاطفال وكرامتهم ونفسياتهم.

(*) عارف مغامس – “الانباء”