أنا عَبْدُكَ يا الله!

عبدالله ملاعب

أنباء الشباب

أسترق النظر إلى أحداث العام وأحاديثه. أغوص بالتقارير الاخباريّة، وتحاليل أهل الصحافة والسياسة. أُراقب فأسترجع مشاهداً خرافيّةً بواقعها. أستذكرُ وقائعاً حيِكَ بإبرةِ التآمر، فألبس الدين ذوباً لطالما حاربه. كما وألصق بالمؤمن تهمةً حُرِبَ بها، فحاربَ لإقحامها وردعها.

تهمةٌ كوّنت للإسلام “فوبيا”. ديباجةٌ جعلت من ذكر الله، كلام ينذر بالخطر. فالقلوب تخفق خوفاً، والعقول تفقد عقلانيتها، والخيال يجود بكل ما أوتيَ بفقهٍ فيشكلَ سيناريو التطرف، خوفاً من التطرف. سيناريو سفك الدماء خوفاً من الارهاب. فإلى متى سيبقى الدين مستباح؟! الى متى سيبقى “الإسلاموفوبيا” مذهبَ من لا مذهباً لهم!

قتلٌ، دمارٌ، هتكٌ بالأرض والأعراض! مشاهدٌ اعادة إحياء النازية من قعرها، لا بل أحيت النازية وطورتها لتتماشى مع تكنولوجيا العصر وتعقيدات.

إرهاب “داعش” موضوعٌ كثر الحديث عنه في الصالونات السياسية وكافة الصالونات مع تعدد أنواعها تشعبها! لكنّ داعش ليست قابعة كأفعة بالظلام، لأنني أعتقد بأننا أدركنا أخيراً  من يقف وراء “داعش” ومن يمولها، أو بالأحرى من الذي تموله “داعش” سياسيّا وتحافظ على بقائه وأعوانه.

لكنّ “الإسلاموفوبيا” بوباءها تهدد عرش أمة بأسرها! فالوباء تغلغل وإستقرَّ في النفوس، خالعاً قوانين الطبيعة وإدراك الشعوب!

داعش1

فكيف نبرر تعليق رحلة جوية لإخراج ذاك الراكب الذي خاطب ربّه على مسمع الجميع؟! كيف نبرر إجبار محمد، عبدالله، عبد الرحمن، وغيرهم على تغيير أسمائهم للإندماج في المجتمعات الغربيّة! إندماجٌ إجتماعيٌ بات حلماً في ظل إنعدام فرص التكيّف مع مجتمع بعض من مكوناته يمجدّ الخالق بطقوس معيّنة، ويكفّر  من يمجّد نفس الخالق ولكن عبر طقوسٍ مختلفة

في هذا السياق، وبالرغم من ربط “الاسلاموفوبيا” بكل حبلٍ متفلّةٍ، وبالرغم من إستفحال هذه الظاهرة وإنتهاك حقوق الدين والافراد والعادات وحتى اللغة العربية التي إقترنت بإسلامٍ متطرف ذات نزعة إرهابيّة، لم نرَ بصيص نور يطمئننا أو يهدئ من روع التكفيريين الخائفين من التكفير! فالرياح بعواصفها تجري كما تشتهي سفن التعصب! أما الديمقراطيات فمنابرها  تفوح برائحة ترامب ومارين لوبن ومثيليهما ممن يجيّش الشعوب ضد العرب والإسلام!

islam-europe-600x330

تخوفٌ نجح من أطلق العنان له، أن يجني محاصيل الكراهيّة والحقد من الطرفين! جرثومة حلزونيّة فتكت المسيحيين بالمسلمين، والمسلمين بالمسيحيين. خطةٌ تاريخيّة أوقعت بالشعوب عبر زرع فتيل الفتن وإختلاق تنظيمات وجماعات

ختاماً، إن  استخدام الدين اليوم بات المحرك الاساسي لقلب الموازين بغية تغيير خريطة العالم السياسيّة. عنجهيّة، عدائيّة، عدوانيّة ربطت المسيحي  بالمسلم، و العكس صحيح. كرهٌ غربيٌ غريبٌ لشعوبٍ إسلامها حقيقي. إسلامها الإنسان والسلام بعيداً عن المذابح والمحارق.

%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%82%d8%af%d9%8a%d9%85%d8%a7

فالخطط  السياسيّة ما وفرّت ديانةً إلا و تاجرت بها! أما الشعوب ببساطتها تمجدّ التعصب وتؤمن بإقحام معتقدات الغير. عليه، ذاع صيت الإسلاموفوبيا في عالمٍ أفيونه لا يتجسدّ بالدين، بل بالخططِ الممنهجةِ المستحدثةِ التي خدّرت الإنسان وفصلت كل مقالٍ حسب مقامها الذي أطرب السامعين وألبس الماكرين المخدوعين، أثواباً دينيّةً…

(أنباء الشباب، الأنباء)