97 الف زائرا في محمية ارز الشوف… ومشاريع بمليون دولار

نورا جنبلاط: فخرنا كبير بتطور المحمية واهدافها المختلفة

الشوف- “الأنباء”

 حققت محمية ارز الشوف الطبيعية- المدى الحيوي، خطوات نوعية عكست تطور القطاع السياحي – البيئي في لبنان، رغم حالة اللااستقرار السياسية الراهنة والفراغ المتنقل بين المؤسسسات الاساسية والدستورية في الدولة، اذ بلغ عدد زوّار المحمية في العام2016 حوالي 86 ألف زائر على مداخلها الأربعة (المعاصر، الباروك، عين زحلتا، بمهريه) بالإضافة إلى 11 الف زائرا في طاولة عميق، اي بزيادة 14 ألف زائرا عن العام الماضي على المداخل بالاضافة الى زوّار طاولة عميق ليصبح العدد 97 الفا.

وبالتوازي نفّذت المحمية مشاريع  بقيمة مليون دولار أميركي تركزت على دعم وتحسين البنية التحتية للسياحة البيئية، ضمنها إعادة تأهيل النظم الإيكولوجية من تحريج وإدارة للكتلة الحيوية لحماية الغابات من الحرائق، فضلا عن التنمية الريفية والتسويق السياحي الريفي والتوعية البيئة، وحماية التنوع البيولوجي. وفي هذا السياق لفتمدير المحمية نزار هاني لـ”الأنباء” الى القيام بزرع وتأهيل 160 هكتارا تخلله تشحيل وتقليم حوالي 30 هكتارا من أحراج الصنوبر والسنديان و130 هكتارا زرع بواسطة الشتول والبذور التي تخطت أعدادها 100 الف شجرة، توزعت على إرتفاعات مختلفة في المحمية والقرى المجاورة، ويأتي ذلك ضمن خطة إعادة تأهيل النظم الإيكولوجية التي تهدف إلى تكيف المحمية ونظمها الأيكولوجية مع المتغيرات المناخية.

مشاريع

واشار هاني الى ان،”الكتلة الحيوية الناتجة عن تشحيل الغابات وتشحيل الاراضي الزراعية المحاذية للمحمية،تشكل العناصر الاساسية لمشروع صناعي، بعدما يتم فرمها بواسطة الفرامات الصناعية الكبيرة التي جهزتها المحمية ويتم نقلها إلى معمل السيمي (في بلدة كفرفاقود الشوف) وتخلط النشارة الناتجة مع جفت الزيتون لتحويلها إلى حطب صناعي يؤمن إلى اهالي القرى بأسعار لا تتعدى 200 دولار للطن الواحد.الامر الذي من شأنه التخفيفمن كلفة التدفئة في المنازل من جهة، والحد من قطع الأشجار التي تستخدم أخشابها كوقود للتدفئة في الشتاء من جهة ثانية. وقد اصبح المعمل قادرا على إنتاج حوالي مليوني حطبة،على ان ينتج مستقبلا 5 ملايين حطبة خلال الأعوام الثلاثة القادمة لتغطي حاجة كافة منطقة الشوف.

c8-n2

محمية ارز الشوف التي فازت بالجائزة الأولى في المسابقة التي نظّمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز IPT  للطاقة للطاقة المتجددة عن مبنى طاولة عميق كأفضل مبنى بيئي في لبنان، وأعلنت نتيجتها في 23 أيلول الماضي، نفذت هذا العام سلسلة مشاريع مموّلة من الإتحاد الاوروربية، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والوكالة الإيطالية للتنمية الدولية، ومؤسسة “مافا” السويسرية، فضلاً عن القطاع الخاص بنك بيبلوس، وباتشي، ومؤسسة فتّال، ومدارس الليسة ناسيونال، ونادي البورش، بالأضافة إلى وزارتي البيئة والزراعة والفاو،  تتنوع تدخلات تلك المشاريع بين ما يصب في خانة السياحة البيئية والبنى التحتية ودراسة الحياة البرية والتنوع الحيوي في المحمية فضلا عن مشاريع أخرى تعنى بالمزارعين والأراضي الزراعية المهملة وحسن استخدامها وإدارة المياه في منطقة التنمية أي القرى المحيطة بالمحمية. اما المشاريع المهمة التي انتهى تنفيذها في العام 2016 يلفت هاني الى مشروع “بلدي كاب” الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والذي كان له الأثر البالغ في تقدم المحمية – جمعية أرز الشوف وتطورها على الصعيد الإداري،لتتمتع بمواصفات إدارية كبيرة وتخضع لمعايير تعتمدها الجهات المانحة لاسيما برنامج USAID.

تنظيم الصيد

ونظرا لتعثر تنظيم الصيد في لبنان والعشوائية التي تحكمه، ومن اجل الحد من عبث الصيادين بالطبيعة وقتل الطيور دونما ادنى تمييز، اطلقت المحمية حملة توعية كبيرة من أجل منع الصيد والتعريف بأهم مبادئ قانون الصيد الجديد، بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي– شعبة العلاقات العامة، تخللها إقامة حواجز توعية مشتركة بين قوى الأمن الداخلي وفريق عمل المحمية والمتطوعين لديها وتوزيع منشورات، كما تم تسيير دوريات في القرى المحيطة بالمحمية لقمع مخالفات الصيد العشوائي وتعليق لافتات وتركيب لوحات تشير إلى هذا المنع.

أنشطة

وفي مجال آخر تعطي المحمية اهمية للنشاطات والمهرجانات المحلية، الهادفة إلى نشر الوعي، والتنمية الإقتصادية المحلية وبالتعاون الكامل مع البلديات والتي تستقطب آلاف الزوار سنوياً مثل، يوم المياه العالمي في عين زحلتا بالتعاون مع شركة نستله، نشاط كبير في الباروك – مركز رشيد نخلة الثقافي بمناسبة عيد الإستقلال الوطني بمشاركة مئات الطلاب، افتتاح درب للملكة إليزابيت كمبادرة من قبل جامعة MUBS، نشاط مشي للصليب الأحمر اللبناني في غابة عين زحلتا، ومسابقة التصوير من تنظيم Green Your Screen، استقبال عياش للطفولة بمشاركة 600 تلميذ في غابة عين زحلتا – بمهريه، استقبال العديد من الشخصيات مثل وفد السفراء مع المغامر مكسيم شعيا وبحضور السيدة نورا جنبلاط، استقبال وفد الشركات السياحية من بلاروسيا من أجل تشجيع السياحة المتبادلة في المستقبل، استقبال ملكة جمال المغتربين وهي محطة سنوية في المحمية، مساندة العديد من المهرجانات المحلية مثل مهرجان جبلنا – المعاصر، مواسم مرستي، مهرجان الخريبة، مهرجان شوف لبنان بالباروك، ونشاطات سليم سعد الثقافية حيث وككل عام يتم إلقاء محاضرة عامة عن المحمية.

2-6

أما فيما يتعلق بالمعارض، فقد شاركت المحمية بالعديد منها مثل، معرض جامعة الحكمة، معرض وزارة الزراعة – وسط بيروت،معرض Le Mall – ، معرض زيت الزيتون في المكتبة الوطنية بتنظيم من وزارة الزراعة، المعرض السنوي في Garden Show سباق الخيل – بيروت، معرض مهرجانات بيت الدين، معرض BIEL بتنظيم من الـUSAID، معرض الأسبوع اللبناني في مسقط بتنظيم من غرفتي التجارة والصناعة في كل من لبنان وعمان وبرعاية السفارة اللبنانية في مسقط.

ورش العمل

وعلى صعيد ورش العمل، فقد نظمت محمية أرز الشوف العديد من ورش العمل وفي مواضيع مختلفة، كما شارك فريق عملها بالكثير منها محليا وخارجيا، منها، سلسلة من ورش العمل ضمن برنامج بلدي للتدرب على تطبيق السياسات المختلفة والتي تتعلق بالمشتريات والأمور المالية والإدارية وشؤون الموظفين، إضافة إلى الرصد والتقييم وغيرها، حيث شارك معظم الفريق الإداري في تلك الورش كل فيما يتعلق بمهامه ومسؤولياته. وورش عمل تتعلق بالمزارعين من أجل رفع قدراتهم وإمكانياتهم وتدريبهم على وسائل الزرع الحديثة منها من تنظيم المحمية ومنها بالتعاون مع وزارة الزراعة ومركز الإرشاد الزراعي في دير القمر مثل ورشة العمل حول الإدارة المتكاملة لذباب الفاكهة. كما تم تنظيم العديد من ورش العمل التي تتعلق بالسياحة البيئية مثل تدريب المرشدين وأصحاب بيوت الضيافة والنساء اللواتي يعملن بمنتوجات الحرف اليدوية والمنتوجات البلدية التقليدية. كما كان ورش عمل للمتطوعين حول كيفية الإستفادة من أوقاتهم وخبراتهم في مجالات مختلفة.

444

ورش عمل متخصصة بالحياة البرية مثل النباتات ذات القيمة الإقتصادية، إعادة إدخال وعل الجبل إلى المحمية، مراقبة الوشق وحمايته، ورش عمل تدريبية حول التخلص من النفايات الصلبة والفرز من المصدر بالتعاون مع البيت اللبناني للبيئة وإتحاد بلديات الشوف الأعلى، ورشة عمل تدريبية للحفاظ على التراث المعماري في قرى الشوف الأعلى، ورشة عمل حول قانون الصيد البري بالتعاون مع وزارة البيئة وشعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي، ومشاركة في مؤتمر التطوع في خدمة البيئة.

البنى التحتية

وعلى صعيد البنى التحتية في المحمية فقد كان العديد من الإنجازات والأعمال إن كان على صعيد التجديد أو وإعادة التأهيل، منهاتركيب كاميرات مراقبة على كافة المداخل إضافة إلى بيت المحمية وكاميرات لمراقبة الحياة البرية حيث تم توزيعها في أماكن مختلفة من المحمية. كما تم وضع آرمات جديدة وصيانة القديم منها والتي تتعلق بالإرشاد ومنع الصيد وبعض المواقع مثل درب الكرم الخ… – كذلك تم وضع سواتر ترابية في بعض الأماكن لمنع التعديات والتجاوزات إضافة تركيب بوابات حديدية. كذلك تم الحصول على ثلاث سيارات جديدة من نوع بيك أب – تويوتا اثنان منها عبر المشروع الإيطالي وواحدة من أحد أصدقاء المحمية. وتم وضع تصميم جديد لمدخلي أرز الباروك والمعاصر من أجل التحسين وإعادة التأهيل وعرض أفضل للمنتجات التنمية الريفية إضافة إلى شراء حافلتين لنقل الركاب تعملان على الطاقة الكهربائية عبر مشوع MEET كما تم تجهيز المداخل الأربعة وبيت المحمية بالطاقة الشمسية وتجديد الزي الموحد لفريق العمل للحفاظ على مظهر لائق لاستقبال الزوار.

555

وعلى صعيد آخر فقد تم تنظيف بعض الدروب القديمة التي تستخدم في المشي ضمن نشاطات السياحة البيئية، تنظيف 42 كلم من الدروب في الباروك ونهر الباروك وتنظيف طريق مزرعة بمهريه.

الخطوات المستقبلية

واستكمالاً لتلك الإنجازات وبعد أن شهد العام 2016 تقدماً إدارياً بامتياز، فان فريق عمل المحمية إدارة وموظفين يتطلعون إلى الخطوات اللاحقة لاستكمال ما تم البدء في تنفيذه فضلاً عن تنفيذ مشاريع واقتراحات جديدة.

ومن المقرر أن يشهد العام القادم بعض النشاطات المتقدمة مثل، تنفيذ إعادة إدخال وعل الجبل إلى المحمية، تشكيل فريق متخصص للحماية من أجل متابعة ومراقبة الحياة البرية بشكل أكبر، الإنتهاء من إعداد الخطوط التوجيهية لإعادة تأهيل النظم الإيكولوجية  تشمل خارطة مفصلة للمواقع التي تحتاج إلى تأهيل تشمل الأراضي الزراعية المهملة، إدارة أفضل للمياه الجوفية في المحمية والمنطقة المجاورة، الإستمرار في تحسين إدارة الزوار وتشجيع الإستثمار في هذا المجال وإفتتاح مدخل جديد في جباع الشوف وبيت ضيافة جديد في مرستي الشوف، دراسات معمقة للغطاء النباتي وخاصة النباتات الإقتصادية، الاستمرار في اكتساب المهارات والمشاركة في الورش التدريبية في كافة المجالات، تحسين وضع الأراضي الزراعية المهملة في محيط المحمية بالتعاون مع أصحاب تلك الأراضي، إستكمال النظام المعماري الجديد للحفاظ على الطابع العمراني في محيط المحمية بالتعاون مع كافة البلديات والمعنيين. وقد تم هذا العام  زيادة عدد أفراد فريق العمل الذي يستمر بالتدريب بشكل دائم ويشارك في ورش عمل محلية وإقليمية ودولية. كما تمت المشاركة في العديد من المعارض المحلية والخارجية. كل تلك المواضيع سيتم تفصيلها في هذا الملخص تباعاً بالأرقام والوقائع.

????????????????????????????????????

نورا جنبلاط

كما كل عام اجتمعت عائلة محمية أرز الشوف لجنة وموظفين بحضور السيدة نورا جنبلاط ورئيس لجنة المحمية شارل نجيم ورؤساء بلديات قرى المحمية، لتقييم وعرض نتائج العام 2016 الذي شهد تقدماً كبيراً وإنجازات عديدة وتعاون كامل مع وزارة البيئة على كافة الصعد. بعد الترحيب والشكر من رئيس لجنة المحمية للجهود التي يبذلها فريق عمل المحمية للإستمرار في التقدم الدائم، عبرت السيدة نورا جنبلاط عن “فخرها وإمتنانها لفريق عمل المحمية، للتقدم الملفت الذي تحققه المحمية سنة بعد سنة على صعيد حماية الطبيعة والتنوع في خدمات التنمية المحلية ولا سيما التسويق السياحي للمنطقة، والتي تمثلت في حملة الشوف الأصيل العام الماضي. وكرّمت المحمية أحد أعضاء فريق عملها شفيق مرشاد الذي تقاعد عن عمر 64 سنة بعد مسيرة في المحمية تجاوزت العشرين عاما من العطاء والجهد والنجاح حيث كان يدير مدخل قلعة نيحا التاريخية.

(الأنباء) عامر زين الدين