الثنائية الشيعية والتناقض الاقليمي والملف الرئاسي
منير بركات
20 أكتوبر 2016
في ظل أوهام حسم الحرب السورية، تتفاعل المواقف الإستباقية على مختلف المستويات لا سيما من قبل الأطراف المستفيدة من نتائج الحرب الموهومة. الملفت في موقف الحرس الثوري الايراني الذي عبر مؤخراً عن حصرية القرار وتحديد رسم الخريطة في سوريا، وهذا ما يعكس التناقض مع الروسي وحليفه الاسد.
الاتفاقيات القائمة بين ايران والولايات المتحدة الاميركية حول الملف النووي، وثلثي اتفاق في العراق وسوريا، ونصف اتفاق حول صفقة الطائرات الاوروبية الى ايران بموافقة واشنطن تتضمن قطع غيار اميركية، وخطة اميركا في التوازن السني الشيعي في المنطقةً من خلال الحفاظ على الدور الايراني وبذلك تخدم التفوق الاسرائيلي، والتناقض الروسي – الايراني حول النفوذ داخل سوريا ورفضها قطع الهلال الشيعي، بالاضافة الى الصراع الاستراتيجي بين روسيا وايران حول بحر قزوين وتصنيفه وتغليب استثماره لمصلحة كلا الدولتين حسب القانون الدولي، كل ذلك يشير الى المكابشة بين اصطفاف قائم بين ايران واميركا من جهة وطموحهما في الحصول على الحصة الاساسية وكل من موقعه، وروسيا ونظام الاسد من جهة اخرى، والذي امن النظام كل ما يتيح لموسكو من ان تكون اللاعب الاساسي في ظل القواعد العسكرية الروسية وتأبيد الاتفاقيات التي تسمح للرئيس الروسي من تشديد قبضته على سوريا.
حيال هذا المشهد الذي يعكس صراع لا تخلو منها الساحة اللبنانية وتشير الى تناقض في الثنائية الشيعية بعيداً عن نظرية المؤامرة، وتوزيع الأدوار مما يعيدنا الى ذاكرة المواجهة بين حركة أمل وحزب الله كتظهير عن الصراع السوري -الايراني حول النفوذ في لبنان وقتذاك إبان الوصاية السورية .
في هذا السياق، مهما تم تبسيط وتسخيف التناقض بين أمل وحزب الله حول الملف الرئاسي في لبنان الا انه في الواقع حقيقي، مما سيؤدي الى تسوية على حساب الحريري يمر بها ميشال عون الى الرئاسة ويطير بها الحريري ان لم يكن من التكليف بل من استحالة تشكيل الحكومة وهذا ما عبر عنه امين عام حزب الله في “تضحيته” بتكليف الحريري يعني بذلك امام الاعتراض السوري ورفض بري.
ولكن من المؤسف أن تتقاطع مختلف المواقف الدولية والاقليمية والمحلية لا سيما الموقف السعودي منها والذي عبر عنه مجلس الوزراء في المملكة بملاحقة حزب الله في ملف الارهاب، في توقيت لا يساعد الحريري في انجاز اتفاقه مع الاطراف الداخلية حول الملف بكامله خاصة القسم الآخر الذي يعنيه وإمكانية تشكيل الحكومة العتيدة المنشودة .
في الإستنتاج يتبين بأن الضحية سيكون لبنان في سلوك سلطته اللاحقة المتماهية مع المشروع الايراني وما سينتج عنها من صراع تحته على الساحة اللبنانية اثناء التفرغ في تقاسم الحصص ربطا بتطورات الوضع السوري.
اما المتضرر الاول سيكون سعد الحريري وسيدفع ثمناً كبيراً في مستقبله السياسي، ليبقى الوضع في لبنان مفتوحاً على كل الاحتمالات.
*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية