13 تشرين الأول.. عون وحلم الرئاسة!

ناهي نصر الدين

أنباء الشباب

١٣ تشرين الأول ١٩٩٠؛ “عون يريد تحرير لبنان من الوجود السوري… والحلم في بعبدا.. عون الى باريس”.

١٣ تشرين الأول ٢٠١٦: “عون صديق النطام السوري الجديد… والحلم في بعبدا”…

من المتعارف أنه في العام ١٩٩٠ خاض الجنرال عون حربه ضد السوريين، لكن قرار الحرب كان إقليمياً – دولياً وبأداة سورية. فوفق ما نشرته جريدة “الحياة” قي 17/5/2015 ان العامل في السلك الدبلوماسي الفرنسي حينئذٍ دانيال هوسون قد صرح “الطيران السوري آنذاك كان بموافقة إسرائيلية- أميركية”  وبذلك يتضح أن قرار المعركة ضد عون كان دولياً وليس سورياً فقط.

أما اليوم في ١٣تشرين الأول ٢٠١٦، عون ما زال عون، وحلم الرئاسة بقي في وجدانه. ولكن في العام ١٩٩٠ كانت المعركة عسكرية، أما اليوم فأرادها سياسية ومهما اشتد ضغط الوطني الحر في الشارع، تبقى الساحة الدولية هي الحاسم.

بالمقارنة مع الأمس، من هم اللاعبون الجدد في معركة عون الرئاسية، وما هي تداعيات مواقفهم؟

في الساحة الحالية، اللاعبون هم السعودية المتمثلة وفقا للحقبات السابقة بـ “تيار المستقبل” في الداخل اللبناني من جهة، ومحور الممانعة أي النظام السوري وإيران وحزب الله الذي يمثل صوت فريقه في لبنان. بدءاً بالمملكة العربية السعودية، يجب العودة الى تاريخ عون والمملكة التي أثبتت نفسها كلاعب إقليمي قوي منذ اتفاق الطائف الذي عارضه عون ومن هنا قد وضع لنفسه علامة سوداء لدى السعودية.

من من جهة، أخرى ترشيح عون من قبل حزب الله، غير مقبول لدى المملكة وخصوصاً بعد ازدياد العلاقة سوءاً بسبب أزمة اليمن، وتوتر العلاقات مع إيران، وما تبعه من هجوم كلامي على السعودية من قبل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.

أما رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، فهو يسعى لتحسين علاقاته مع السعودية وخصوصاً بعد أزمة “سعودي أوجيه”. وهو يعمل على التنسيق والحوار مع جميع القوى السياسية الأخرى في الداخل اللبناني. وبهذا كان الرهان على الحريري من أجل أن يكسب عون المعركة. ولكن في خطاب نصرالله الأخير في ذكرى العاشر من محرم الذي شجع فيه الحريري على انتخاب عون، قال: “تفاهم المستقبل ليس صفقة، بل تفاهم على انتخاب عون كمرشح قوي للرئاسة وفلان (الحريري دون أن يسميه) كمرشح قوي لرئاسة الحكومة”. وبهذا التصريح، ان كان لدى عون احتمال صغير لتسميته من قبل المملكة، فأصبح هذا الاحتمال معدوماً.

أما عن موقف مجلس النواب نبيه بري الرافض تماماً لترشيح عون، فهو يثير الاستغراب نسبيا لبعده عن وحدة قرار ثنائية أمل/ حزب الله في الأمور الوطنية والمصيرية. مما يطرح التساؤلات ويطلق الفرضيات.

مواقف حزب الله، المؤيدة لعون والداعمة لوصوله الى بعبدا، هي ذاتها التي تحول دون حصول عون على كرسي الجمهورية. وقد يكون الفراغ الرئاسي من مصلحتهم  في انتظار حسم الأزمة السورية، ووجود رئيس للجمهورية يمثل مواقف الجمهورية اللبنانية ويرسم سياسة الدولة الخارجية، قد يعرقل سياستهم الحالية في التدخل في سؤون اليمن وسوريا.

%d8%a8%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7-90

على ما يبدو أن بين معركة ١٩٩٠ العسكرية و٢٠١٦ السياسية، قد تحول النظام السوري من مؤثر مباشر الى طرف خارجي ومن يخوض معركته في الداخل اللبناني هم حلفاؤه. وعون الذي خسر حلم الرئاسة أول مرة بسبب عداوته للنظام السوري، اليوم يخسر حلمه ثانية بسبب تحالفه مع “حليف عدوه السابق” أي حزب الله.

فهل سيستدرك “الوطني الحر” تداعيات مواقف حزب الله المؤيدة له؟ وهل من قوى أخرى ستقدم لعون العون؟