ما فوق الرئيس وتحته وتعطيل انتخابه
منير بركات
11 أكتوبر 2016
اذا كانت معضلة انتخاب رئيس للجمهورية مرتبطة بالعقد الداخلية اقلها توزيع الحصص والحقائب الوزارية لا سيما شروط حزب الله منها المعلنة كحجة ظرفية ورفضه التنازل للقوات اللبنانية حول حقيبتي الداخلية والدفاع لا تلغي غيه في الفراغ والتعطيل، بالاضافة الى سلة دولة الرئيس بري، واعتراض الكتائب، وفرنجية، والضغط في الوسط الشعبي السني وداخل كتلة المستقبل الرافضة لمبادرة الرئيس الحريري، إلا ان مضمون الاعتراض الاساسي الذي يسحب نفسه على الواقع الداخلي، الموقف الاقليمي المتمثل بالإيراني الذي يريد كسر السعودي في لبنان وعدم تسهيل وصول الحريري الى رئاسة الحكومة والمتقاطع مع بعض القوى الداخلية بعدم تسهيل حراك الحريري وتجسيده كصانع للرؤساء .
اذن تشابك الالغام فوق انتخاب الرئيس وتحته متعددة ومعقدة وتبقى ضمن حاضنة الصراع الاقليمي وتطوره والتصعيد السعودي- الايراني المتبادل وعدم الحماس في انتخاب عون من كلا الفريقين وكل من موقعه وحساباته الداخلية والاقليمية في الوقت الذي ينتظر فيه تصعيدا في المواجهة داخل سوريا وما سينتج عنه من مفاعيل سياسية لن تساعد في انتخاب رئيس ليبقى الوضع في حال من المراوحة، لا سيما بعد اشارة المملكة المتناقضة مع انتخاب العماد عون ودور الحريري الذي يقع في فخ الصراع حول الدور اللاحق لقيادة السنة في لبنان مما يزيد من مأزقه ما بين سقفيته الاقليمية، ومصلحته السياسية اللبنانية التي تحكم مستقبله السياسي في ظل بروز حالات ليست بسيطة في الوسط السني وتحديدا اللواء اشرف ريفي الغير بعيد عن المملكة.
وإذا سلمنا بأن الموقف السعودي لا يخلو من المناورة من خلال ابراز بعض الخلاف مع الحريري لكي يلزم حزب الله ومرجعيته لتبني الحريري ومبادرته وموقعه كرئيس للحكومة في ظل الاحتقان بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي ستشهد مزيدا من التوتر في الايام القليلة المقبلة .
والجدير بالذكر، بأن المملكة في وضع لا تحسد عليه بعد اقرار قانون الارهاب قانون “جاستا” الذي يعتبر اعلان حرب مالية على المملكة العربية السعودية ومصادرة اقتصادها لعقود قادمة من خلال ابتزازها والمطالبة بالتعويض لضحايا ١١ ايلول واتهام الدول الداعمة مالياً للارهاب عمداً او اهمالاً مباشر او غير مباشر ومقاضاتها امام المحاكم الاميركية،كل ذلك يضعف الدور السعودي المحوري لا سيما في لبنان.
إذن في ظل هذه التطورات يتقدم الايراني في المنطقة على حساب السعودي، والتركي التقط لعبة الشراكة بإنفتاحه على الروسي وعقد اتفاقيات اقتصادية كبيرة بين البلدين والدخول السياسي مجدداً على الوضع السوري.
كل هذا الحراك والمتغيرات ترمي بثقلها السلبي في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بانتظار حلول ترسيها مراكز القرار الجهنمية.
(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية