التطورات الميدانية في الحرب السورية: إنعطاف جديد؟
منير بركات
28 سبتمبر 2016
يبدو أن التطورات السورية شكلت إنعطافاً حادا في موازين القوى لتنسف معها كل المحاولات للحل السياسي وأقلها الإتفاق على هدنة مؤقتة، وفي ظل التراجع الإميركي والتماهي العربي والتركي معه، وترك المبادرة للروسي والايراني في التحكم الكامل بمسار الحرب ونتائجها إنما يشكل هزيمة منكرة للعرب تحديداً، ولا يستفيد منه التركي الا بابعاد الخطر الكردي ومنع قيام كيانه المستقل، بالتعاون مع النظام السوري، مقابل تخليه عن دعم المعارضة في الوقت الذي تعتبر فيه حلب الخاصرة التركية ومجالها الحيوي في سوريا، مما سيسمح للإيراني الى المزيد من التقدم في سوريا والمنطقة وتأكيد معادلة بقدر تراجع اي من الطرفين التركي -الايراني يتقدم الآخر على حسابه.
وفي المقابل لا أعتقد بأن الأميركي سيترك للروسي إحتكار رسم الموزاييك الجيوسياسي في سوريا وانعكاسه على المنطقة بمجملها، وهو الذي كان يستفيد من التورط الروسي وإضعاف كل الأطراف وتكريس الفرز من خلال عمليات التهجير الفئوي والتي ستكون في خدمة المشروع الإسرائيلي- الأميركي والحفاظ على تفوقه، إلا أن التناقض يبقى على استثمار الحصص داخل مكونات ما سيترتب عنه الامر الواقع في ظل استمرار الصراع وما سينتج عنه من تطورات والتي ستتضح جزء من معالمها بعد معركة حلب.
اذاً الاميركي مباشرة، أم بالواسطة سوف يعوض للمعارضة دعماً من الاسلحة النوعية، لا سيما المضادة للطائرات والتي سوف تغرق الروسي بوحول الحرب في سوريا حتى ولو تمكن من حسم معركة حلب، ولكن ماذا بعد حلب، مما يسمح للاميركي التفاوض حول التسوية من موقع اقوى في الوقت الذي أرى فيه بأن الحرب ستكون طويلة وسوف تلقي بشظاياها المزيد من العنف والإرهاب في المنطقة والعالم.
أمام التخلي الدولي والعربي عما يحدث من مجازر وتهجير في مدينة حلب ومختلف المناطق السورية وامام ذهول الشعوب وتشكل الرأي العام الصارخ بوجه ما يحصل من الطبيعي أن تحصل تحولات في سياق الحرب ونتائجها.
رئيس الحركة اليسارية اللبنانية