تعانق الصليب والهلال في المختارة

د. محمود صافي

تحيّة إلى الرئيس وليد جنبلاط الذي أعاد ما بناه أسلافه من إعادة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد. الدين لله، والوطن للجميع، الدين منطلق للمحبّة، للتقارب، لا للتناحر، هو العقيدة التي تترسّخ في النفوس والضمائر لتبني صروح المجد الشامخة، وإيمانًا من وليد جنبلاط أنَّ المحبّة والتلاقي هما كنه الدين، يعني الحصول على اليقين المنبثق من قلب الله عزّ وجل، الفيّاض بالخير والحقّ والجمال ليرفع الإنسان إلى إسعاد الإنسانية، ورفع رايات ألوية الأخوّة بين إخوة عديدين. الدين يدعو لتحرير الضمائر، وتقرير المصائر في الوطن، والويل لشعب باع الروحانيات بالمادّيات، وفرضت الأنانيات أنهار الأخلاق خلافًا لكتب الرسل.

IMG_٢٠١٦٠٩١٨_١٥٢٣٣٩

إنَّ الدين يفرض الثورة الاجتماعية غايتها الصلاح والإصلاح، وتلقين مبادئ التضحية ببذل الأرواح في سبيل الكرامة الوطنية. يا حضرة الرئيس، إنَّ العظماء الذين ناضلوا لصلاح الناس هم بشّروا بدين الإنسانية، ونادوا بالأخوّة الشاملة، والمعلِّم كمال جنبلاط من هؤلاء العظماء في التاريخ، وأنت ابنه المؤتمن على وحدة الشعب اللبناني وسيادته على أرض وطنه، ومن حرصك على لبنان قمت بعمل يفوق السياسة بكثير لأنّنا نحن في لبنان بلد العقائد والأديان يختلط رنين الأجراس بأصوات المؤذّنين للتوحّد والسير إلى الأمام بالحرّية والإخاء. ما غاية الدين كلّ الأديان سوى قصّ المخالب من أطراف إنسان الكفر مستبدلة بشرعة المحبّة والصدق.

إنَّ اللقاء كما فعلت يا حضرة الرئيس بوحدة اللقاء والدعوة للتآخي هي زبد كلّ العقائد، والويل لشعب تحوّل فيه الدين إلى حزبية سياسية وطائفية ضيقة، فلا تحصد سوى العجرفة والكفر، إنّه الخطّ المستقيم، والانفتاح ودحض التعصّب أقرب الطريق وثبتّها في محاولات الوصول إلى الهدف المنشود من أجل النجاح، والخروج من التقوقع، وكبح الشهوات والتغلّب على الأهواء.

كنيسة-آل-الخازن-المختارة

هنا اعذروني إذا قلت لمن يستحقّ العودة إلى الرشد والوعي، إنَّ القائد والزعيم هو من كملت في شخصه صفات القيادة بعد النظر في المواقف الدقيقة الحرجة والظروف العصيبة، القائد شعوره شفّاف وعظمته عطف ونبل ولطف ومحبّة فهو المسؤول عن أخيه الإنسان في وطنه، الضمير والوجدان والرأي السديد هم أدقّ ميزان في الحياة مهما قست الظروف، وجارت الأيام، وتكبّر أقزام الرجال، وقال أحدهم: “لن نجد أي دواء لمن يعشق داءه”.