مشروع مشترك لمعالجة النفايات في راشيا والبقاع الغربي

راشيا – عارف مغامس     

معالجة النفايات وفرزها من المصدر هم بيئي وصحي يسبق التحضيرات اللوجستية لإنشاء معمل فرز وتدوير النفايات المزمع إنشاؤه في منطقة جبلية في بلدة البيرة في قضاء راشيا لاحتواء ومعالجة نفايات قرى اتحادات قلعة الاستقلال والسهل وجبل الشيخ في قضاءي راشيا والبقاع الغربي، للتخلص من عشرات المكبات العشوائية المنتشرة في القرى والسهول والجبال، وانهاء معمودية الحرق التي طالما غطت سحب دخانها عشرات القرى.

إتحاد قلعة الاستقلال وبلدية البيرة:سالم

الخطوات العملية والميدانية التي تواكب الإجراءات القانونية والعقود الرسمية لإخراج المعمل من حيز التنظير الى مساحات الضوء، باتت على قاب قوسين أو أدنى من بلوغ مرحلة النضج بانتظار التلزيم بحسب ما أكده رئيس اتحاد بلديات قلعة الإستقلال رئيس بلدية البيرة فوزي سالم الذي أشار إلى أن مجلس الإنماء والإعمار الذي يشرف على تنفيذ المشروع انجز خطوة أخذ الأثر البيئي بعد توقيع العقود حيث سيمول البنك الدولي هذا المشروع بما يقارب 2 مليون يورو، بينما يدفع كل إتحاد بلديات 200 مليون ليرة لبنانية، حيث سيقام المعمل في منطقة جبل عربي على مساحة خمسين ألف متر، معتبرا أن ميزة المعمل أنه أشبه بمستوصف صحي حيث لا أثر للروائح ولا طمر فيه، خاصة أن الفرز من المصدر يشكل خطوة أولية تسبق الفرز في المعمل، الذي يتولى فرم الكرتون والدواليب والبلاستيك، وطحن الزجاج وتصدير هذه المواد الأولية  إلى المعامل لإعادة تصنيعها، وترحيل الحديد والخردة،والبطاريات ونفايات المستشفيات، وتخمير المأكولات وفضلات الطعام وتحويلها إلى أسمدة عضوية.

وأكد سالم أن ثمة عقبة كبيرة تواجه المشروع وهي الطريق التي توصل القرى بالمعمل والتي تقدر بطول 10 كلم تحتاج إلى تأهيل وتوسيع وتعبيد، حيث نتواصل مع وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور والنائبين زياد القادري وأنطوان سعد والنواب الذين يواكبون انشاء هذا المعمل بالتعاون مع مرجعيات المنطقة آملا إيجاد التمويل اللازم لتعبيد الطريق بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والوزارات والإدارات المعنية، لأن الحاجة ملحة للتخلص بشكل نهائي من مشكلة مزمنة تقض مضاجع قرانا الجميلة، التي حتى اللحظة لا تزال بمنأى عن التلوث الحقيقي، ومن شأن معمل الفرز أن ينقذ جماليات قرانا ومياهنا الجوفية ومناخ بلداتنا والمعالم البيئية والتربة والغابات من التلوث والعبث والإنتشار العشوائي لعشرات المكبات والمحارق التي تسبب الأمراض وتهدد الأمن الغذائي والصحي والإجتماعي.

3

وأوضح سالم أن المعمل فرصة للتوظيف ولتغيير واقع المنطقة البيئي معتبرا أن أهالي بلدة البيرة ومرجعياتها رحبوا بهذا الحل العلمي المدروس وأهالي قرى راشيا معنيون جميعا بانجاح هذا المشروع الحيوي داعيا الى تعميم ثقافة فرز النفايات من المصدر لتسهيل مهام المعمل.

ورشة آفاق- السيقلي:

ورشة العمل حول “معالجة النفايات الصلبة في راشيا والبقاع الغربي” والتي عقدت  جلستها الثالثة أمس بدعوة من جمعية آفاق وبالتعاون مع مؤسسة فريدريش أيبرت في مطعم ليالي وادي التيم، والتي راسها مدير الوكالة الأميركية للتنمية الاقتصادية في البقاع كمال السيقلي سلطت الضوء على إقتراحات وتوجهات الاتحادات البلدية لمعالجة أزمة النفايات ومقاربتها بحلول عملية تمحورت بمعظمها حول أهمية إنجاز معمل الفرز والتدوير في البيرة، بحسب السيقلي الذي اعتبر ان النفايات الصلبة من اهم المشاكل التي تواجه النظام البيئي العالمي ومصدر من مصادر التلوث لعناصر الطبيعة، مشيرا الى وجود نفايات منزلية وزراعية وصناعية ومعدنية ونفايات مستشفيات.

إتحاد جبل الشيخ: أبو منصور

  رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ، الشيخ صالح أبو منصوراشار في مداخلته الى ان إعادة تدوير النفايات موجودة منذ القدم في الطبيعة، ففضلات بعض الكائنات الحية تعتبر غذاء لكائنات حية أخرى، وقد مارس الإنسان عملية استرجاع النفايات منذ العصر البرونزي، حيث كان يذيب مواد معدنية لتحويلها إلى أدوات جديدة، والمقصود بإعادة التدوير هو إعادة استخدام المخلفات لإنتاج منتجات أخرى أقل جودة من المنتج الأصلي فمنذ أن لاحظت المجتمعات المشكلات البيئية، فإن العديد من البلدان اتخذت إجراءات لإعادة تدوير النفايات، مشيرا الى فوائد انشاء معمل فرز ومعالجة النفايات في المنطقة، في حماية الموارد الطبيعية وتقليص كمية النفايات، وخلق فرص عمل جديدة، لافتا الى انه من سلبيات التدوير كلفة اليد العاملة حيث أن تحويل النفايات يتطلب فرزها حسب نوعية التحويل، مواد سيلولوزية كالورق والورق المقوى (الكرتون)، ومواد زجاجية كالقوارير الزجاجية، وبالتالي يحتاج ذلك الى يد عاملة، وحتى إذا كان هناك فرز أولي منزلي، فإن الفرز الثاني في مراكز التدقيق ضروري للحصول على فرز جيد لأنواع النفايات (بلاستيكية، زجاجية عوادم وغير ذلك).

وأشار الى لقاء سيجمع الاتحادات الثلاثة مع مجلس الانماء والاعمار لمتابعة انشاء المعمل والبدء بتنفيذ المشروع بعد ان يتم تلزيمه وبالتالي شرح آليات العمل وتحديد المسؤوليات حيث سيحقق المشروع وفرا على الاتحادات والبلديات، لافتا الى مراسلات قامت بها الاتحادات البلدية والبلديات مع جهات مانحة للإستحصال على آليات ومعدات لنقل النفايات من المصدر الى المعمل بطرق سليمة.

وأوضح أبو منصور ان الأعباء الإضافية لهذه العملية تكون عادة على عاتق البلديات والجماعات المحلية وغيرها.

ولفت الى أن نوعية المواد المنتجة عن طريق استعمال مواد تحويل النفايات وفق تجارب معامل الفرز في بعض الدول إن تكون فيها نوعية المادة الأولية رديئة، حيث تم تحليلها عن طريق عملية الاسترجاع، فمثلا تحويل الورق يعطي لنا موادا سيلولوزية ذات نوعية أردأ، وبالتالي ورق جديد ذو نوعية متوسطة ،ا يستحسن تكرار هذا النوع من العمليات ل أكثر من عشرة مرات متتالية.

2
وتابع:”بالرغم من أن عملية استرجاع النفايات تقلل من عمليات الدفن والحرق، إلا أنها ليست وحدها كافية لتقليص إنتاج النفايات. ففي كندا مثلا عملية تحويل النفايات ارتفعت من %8 الى %42 ما بين عامي 1988 و2002، ولكن إنتاج النفايات ظل هو الآخر في ارتفاع، حيث ارتفع من 640 كلغ/ سنة/ للفرد الواحد إلى 870 كلغ/سنة/ للفرد الواحد أي ارتفاع بنسبة 50%، وهو ما حصل تقريبا في فرنسا، حيث ارتفع بالضعف ما بين عامي 1980و2005 ليصل 360 كلغ/سنة/ للفرد الواحد.

أبو منصور أشار الى أخطار النفايات حيث ان تحلل النفايات يؤدي إلى تسرب ما تحتويه من سموم إلى مصادر المياه سواء كانت جوفية أو سطحية وتلوث التربة بصورة تؤثر على دورة الطعام إلى جانب تلوث مياه الشرب وبالتالي تمثل أخطاراً على سلامة الناس.كما أن النفايات تبعث غازات ملوثة للجو تؤدي إلى مخاطر كثيرة على الإنسان والنبات والمخلوقات الحية، إلى جانب انبعاث الروائح الكريهة. كما أنها تؤذي النظر بما تسببه أكوام النفايات من طغيان على المناظر الطبيعية وتشويه للقيمة الجمالية التي يجب أن يحرص الإنسان عليها.

 واعتبر ان من فوائد إعادة التدوير التقليل من الحاجة إلى ضرورة استنزاف المزيد من المصادر الطبيعية لاستخراج مواد أولية جديدة مثل: قطع الأشجار لصناعة الورق، والفولاذ المسترجع يؤدي الى الاقتصاد من استعمال الحديد واستنزاف المناجم من هذه المادة الحيوية.

ولفت الى ان كل طن من البلاستيك المسترجع يمكننا من اقتصاد 700 كلغ من البترول الخام. واسترجاع 1 كلغ من الألمنيوم يوفر لنا حوالي 8 كلغ من مادة البوكسيت و4 كلغ من المواد الكيماوية يوفر 14 كيلووات / ساعة من الكهرباء.

وكل 5 طن من الكارتون المسترجع يمكننا من توفير 2.5 طن من خشب الغابات.

وكل 6 ورقات مسترجعة تقتصد لنا 1 ليتر من الماء، 2.5 وات/ ساعة من الكهرباء و15 غرام من الخشب.
وقال :”نظريا كل المواد قابلة للتحويل، ولكن اقتصاديا بعض أنواع التحويل تعتبر ذات مردود أقل، لذا لا يمكننا تحويل أي شيء فمثلا تكاليف تحويل المواد الإلكترونية مكلف جدا. وفي حالة عدم إمكانية استرجاع مادة من المواد، من الممكن استعمالها لإنتاج الطاقة بحرقها واستعمالها كوقود للتدفئة مثلا، كما يوجد إمكانية استخراج مادة غاز الميثان بواسطة عملية تحويل بعض المواد الغذائية وبعض الفضلات.

عين عرب: الهادي

تجربة بلدية عين عرب استعرضها رئيس البلدية ونائب رئيس اتحاد بلديات قلعة الإستقلال عصام الهادي الذي قارب المألة من معجم سائل الاعلام ولسان حال الناس” زبالة، نفايات، مطامر، مكبات، براميل وحاويات، ترحيل وتدوير، كنس وجمع، فرز وحرق، تسبيخ وتخمير، مصطلحات تناولتها الالسن وتقدمت نشرات الاخبار والسبب واحد أزمة النفايات، والعجز عن حلها الا بالحلول الترقيعية فتراكمت النفايات في الشوارع والساحات وانتشرتالمكبات العشوائية في الجبال والسهول والاودية، بعد عجز المسؤولين عن الاتفاق وانسداد الافق، ولفت الهادي الى الاتصالات واللقاءات التي عقدت من اجل ايجاد حل لمشكلة النفايات في راشيا وقسم من البقاع الغربي فكانت فكرة المعمل في البيرة الذي يسير على قدم وساق للشروع ببنائه وتجهيزه معتبرا ان العائق المالي كان دائما هو المشكلة والحل هو بدفع مستحقات البلديات والاتحادات البلدية من عائدات الخليوي وعائدات الصندوق البلدي المستقل وهذه الاموال كفيلة بانشاء معامل فرز وتدوير في كافة الاقضية، مشيرا الى الانعكاسات السلبية لاثر النزوح السوري الي ضاعف تراكم النفايات ورفع منسوب الاعباء البلدية، واكد ان معمل الفرز هو حل علمي متطور وتقني والمطلوب ايضا تزويد البلديات بالآليات والمعدات التي تسهل عملها.

IMG-20160831-WA0012

ونوه الهادي بتقديمات البنك الدولي بعد فوز الاتحادات الثلاثة بمشروع معمل الفرز في البيرة، والعمل جار على تحديد مسؤولية البلديات وكل اتحاد الخطوات التي يجب ان تتخذ للوصول الى الهدف المرجو والى الغاية التي تخلصنا من النفايات العشوائية، لافتا الى لقاء بلدية البيرة مع الاهالي لشرح الية فرز النفايات من المصدر واعتمادها ثقافة يومية حيث تم توزيع نوعين من اكياس النايلون مع مستوعبات بلاستيكية لكل وحدة سكنية للبدء بالفرز، وهو خطوة اولى على طريق الفرز المثالي، واستنتج الهادي ان نسبة قليلة جدا من المواد العضوية يتم رميها لان تربية الدواجن والحيوانات الاليفة موجودة في غالبية المنازل فتقدم لها فضلات الاطعمة وهي خطوات راقية وتخفف من الضرر البيئي، بانتظار ان تنطلق الاشغال في المعمل لتتحول النفايات من المكبات والمحارق الى المعمل.وكانت مداخلة عن تجربة عين عرب وبعض القرى للناشط البيئي ليد سيف الدين الذي استعرض تجارب بعض القرى ودور المجتمع المحلي في تنمية الوعي البيئي والثقافة التي تؤسس لفهم عميق لاهمية حماية البيئة ونشر الوعي.

إتحاد البحيرة وبلدية القرعون: ظاهر

رئيس اتحاد بلديات البحيرة رئيس بلدية القرعون في البقاع الغربي يحيا ظاهر أوضح أن  بلدية القرعون تأخذ على عاتقها إدارة النفايات الصلبة والتي تبدأ من عملية جمع النفايات، ومن ثم نقلها إلـى المكب والبلدية  بدأت العمل علـى وضـع خطـط لمعالجة مشكلة النفايات. تشمل تحسين طرق جمـع النفايـات لجعـل الـشارع أكثر نظافة ووضع نظام لإدارة التخلص من النفايات الصلبة بطريقة فعالة، حيث عمدت بلدية القرعون الى تأسيس لجنة البيئة دورها تعزيز مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين من خلال تحسين العلاقة بـين البلديـة والمواطنين أما في مجال إعادة تصنيع النفايات، فأن البلدية تجري بعض المحاولات لفرز النفايات التي بدات من المدارس الى جمع الكرتون من المحال التجارية او فرزها في المكب، لتوفير خدمة جمع النفايات بكفاءة، فيتم جمعها يوميا في الشوارع الرئيسية وثلاث مرات في الأسـبوع داخل البلدة، ولا نزال نواجه تحديات كبيرة، فمشاريع الفرز تتسبب أعباء مالية على البلديات من جمع ونقل ودفع رسوم وهي أعباء جديدة على كاهل المواطن .

ولفت ظاهر إلى أن أهـم عقبة تواجهنا كيفية تغيير سـلوكيات المـواطنين الذين يتخلصون من النفايات بشكل غير سليم، وضعف قدرات التواصل مع المجتمع المحلي.

وقدم اقتراحات لرفع منسوب الوعي بماخطر النفايات وكيفية التخفيف من مخاطرها عبر انشاء لجان مجتمعية لتسهيل التواصل بين البلدية والجمهور، والعمل علـى تعزيـز مشاركة الجمهور في التصدي لتحديات إدارة النفايات الصلبة، وعقد جلسات استماع عامة دورية مع المواطنين لمناقشة القـضايا المتعلقـة بتقديم الخدمات العامة، بما في ذلك جمع النفايات والتخلص منها وإعادة تصنيعها، اضافة الى تعزيز برامج الثقافة العامة، والسلوكيات الصحيحة وتعزيز القيم الاجتماعية في حفظ النظافة العامة والإدارة السليمة للتخلص من النفايات لجميع أطفال ومواطني المجتمع، وتشجيع الشراكة بين القطاع الخاص والبلديات ومنظمات المجتمع المدني لإنشاء مشاريع إعادة تصنيع النفايات، وتوفير التمويل للحوافز والمساعدات التقنية وتسهيلات  للمـستثمرين مـن القطاع الخاص أو المنظمات غير الحكومية للمشاركة في حل مشكلة إدارة النفايـات الصلبة، وركز ظاهر على ضرورة بدء برامج تعليم وتدريب لتعزيـز القـدرات الفنيـة والإداريـة للبلديات، وخاصة العاملين في مجال إدارة النفايات الصلبة. داعيا الى تشجيع فرز النفايات وبرامج إعادة التصنيع في المصدر مثـل المنـازل والـشركات والمؤسسات والمصانع من خلال استخدام إستراتيجية فرز ملائمـة لجمـع النفايـات والتخلص من الممارسات السلبية بفعالية

وشدد ظاهرعلى اهمية تفعيل الإطار القانوني الفعال لإدارة النفايات الصلبة وتعديل القوانين، معتبرا إن قانون البيئة يفتقر للقوانين أو العقوبات المتعلقة برمي النفايات في الشوارع أو أي سلوك مزعج وخاطئ للتخلص من النفايات من قبل المواطنين أو المؤسسات، مؤكدا العمل على تحسين كفاءة البلدية في تحصيل الضرائب العامة عن طريق تحسين القدرات التقنية ومهارات التواصل مع الجمهور، واقامة شراكة بين مؤسسات القطاعين العام والخاص والمجتمـع المـدني لغـرض الشروع في صناعات التدوير المختلفة.

0

المجتمع المدني: غطاس

أما عن دور المجتمع المدني في المساهمة بفرز النفايات في المنزل فلفت مدير مشروع تشجيع وتطوير الحرف والصناعات اليدوية في وزارة الشؤون الاجتماعية حافظ غطاس الى ان  الفرز المنزلي أو المعالجة من المصدر تعد الخطوة الاولى والسليمة في مسار عملية التخلص من النفايات المنزلية، وهو يشكل اللبنة الأولى في أي خطة علمية لمعالجة النفايات في القرى والبلدات اللبناني. وقبل أن يكون الفرز المنزلي مجرد تعميم إداري من قبل الاتحادات والبلديات، هو ثقافة اجتماعية وتنشئة دائمة لأولادنا وتوعية لربات المنازل ولكافة أفراد الأسرة، وهنا يكمن الدور الحقيقي للبلديات في إطلاق ورشة التوعية الدائمة بالاشتراك مع الجمعيات والاندية ومجموعات السيدات والشباب والناشطين البيئيين.وكلما ازداد الوعي بأهمية الفرز المنزلي وتأمن التدريب السليم على هذه العملية كلما خفت الاعباء في الجمع والمعالجة.

غطاس اكد إنّ نجاح أي خطة يبدأ بإقتناع المجتمع بأهمية الفرز من المصدر، فعندما يتم الفرز بشكل صحيح يمكن تخفيف النفايات التي تُرسل إلى المعامل تقريباً بنسبة ٣٥% (أوراق – بلاستيك – معادن) ويمكن للبلديات جمعها من المنازل وبيعها إلى مراكز إعادة التدوير، وتكون بذلك خفّفت من كلفة معالجة نفاياتها.

وتابع”  ان الفرز المنزلي للنفايات يتم عبر توزيعها على ثلاث مستوعبات وتقسيمها الى نفايات عضوية: الخضار، الفاكهة، بقايا الطعام، المحارم الورقية، الورق، أوراق الشجر، نفايات غير عضوية: بلاستيك، نايلون، زجاج،معدن، كاوتشوك، ادوات كهربائية وكرتون: ويفرز بعد طيه لوحده.

وقال غطاس: “في إطار بحثنا في موضوع دور الاتحادات والبلديات في تعميم ثقافة الفرز المنزلي والتدريب الدائم وتأمين مستلزمات هذه العملية يمكن ان نقترح مجموعة من الخطوات البسيطة والعملية والتي تؤمن الشراكة الفعلية بين البلديات والمجتمع مثل تشكيل لجنة متابعة من الاتحادات والجمعيات والناشطين لمتابعة هذا الموضوع وعقد ورشة عمل تدريبية على صعيد كل اتحاد تضم اعضاء المجالس البلدية وناشطين من كل القرى وهم من المولجين فيما بعد بشرح اهمية واهداف وجدوى الفرز المنزلي لأهالي القرى والبلدات حيث تناط بالبلديات والجمعيات مهمة البحث عن التمويل الكافي لشراء المستوعبات الصغيرة الملونة للاستخدام المنزلي بغية توزيعها على المنازل أو تأمين الاكياس الملائمة بالحد الادنى كما يمكن استدراج عروض لشراء هذه اللوازم وتوزيعها بأسعار رمزية او مجانية اذا أمكن وبصفة الزامية على كل منزل او وحدة سكنية. وتأمين ما يلزم من مستوعبات وبراميل صغيرة او كبيرة في الاحياء لاستيعاب عملية الفرز، اضافة الى اطلاق حملات التوعية داخل القرى وفي المنازل لارشاد السكان حول كيفية الفرز والتوجه بشكل خاص الى المدارس والجمعيات النسائية، وإعادة تنظيم عمليات جمع النفايات من قبل عمال النظافة واستلام كل نوع مفرز على حدى بهدف نقله الى اماكن المعالجة وفق رزنامة اسبوعية، والإفادة من تجارب البلديات التي بادرت الى هذه الخطوة سابقاً.

واقترح غطاس اختيار بلدة واحدة في نطاق كل اتحاد من البلدات الصغيرة من الناحية السكانية، لتكون بلدة نموذجية. تؤمن بلديتها قطعة أرض ملائمة للفرز ويقوم الاتحاد بدعمها، لناحية تأمين المستوعبات للمنازل والأحياء، ويتم تنفيذ بنود هذه الخطة فيها في فصل الخريف القادم. لتكون نموذج أمام البلديات الباقية للإفادة من التجربة ومعالجة الثغرات. على أمل أن تنتهي التحضيرات خلال فصل الشتاء علنا نصل مطلع الصيف القادم الى تطبيق خطة المعالجة من المصدر في كل القرى ريثما يبصر مشروع فرز النفايات وتدويرها النور فيصار الى نقل هذه النفايات الى المعمل.

ونقل رئيس بلدية عانا نجم نخلة الاجراءات التي باشر اتحاد بلديات السهل باشراف رئيسه محمد المجذوب والتي من شأنها التخفيف من الضرر الكبير للنفايات الصلبة وغير الصلبة لا سيما تلك التي ترمى على جانبي نهر الليطاني وفي مياهه الامر الذي ادى الى نشوء كارثة بيئية لا بد من حلها معتبرا ان انشاء معمل الفرز للاتحادات الثلاث يخففمن حجم الضرر ولا بد من معالجة جذرية ومسؤولة لمجرى الليطاني وبحيرة القرعون وبالتالي منع التعديات والانتهاكات التي تتعرض لها المنطقة من المسيئين لبيئة المنطقة من اصحاب معامل ومصانع وكسارات ومستشفيات ومؤسسات غير مسؤولة عن نفاياتها.

توصيات آفاق

مداخلات رؤساء الاتحادات البلدية حملها مسؤولو آفاق حيث سجلت مداخلات ورفعت توصيات ناقشها منسق الورشة وهبي ابو فاعور ورئيس آفاق احمد ثابت والنقابي عاطف موسى حيث ستكون الاتوصيات بمثابة اقتراحات عملية لتفعيل دور المجتمع المحلي والبلديات للتعاطي الايجابي مع معمل الفرز والاستفادة من الخبرات والتجارب لنشر الوعي البيئي وحماية المنطقة من هذا الغزو الذي بات يهدد غالبية المناطق.