رحيل المناضل جورج البطل: صفحة مضيئة طويت!
منير بركات
1 سبتمبر 2016
كم نفتقد إلى القادة الذين حملوا هم الوطن لعقود طويلة، وكم كان جورج بطل بثقافته وانتمائه اليساري منفتحا يواكب التطور وميزات العصر متجاوزاً كل أشكال الجمود والتحجر، محاولاً إلى جانب صديق عمره الشهيد جورج حاوي مواجهة كل ظواهر التزمت الحزبي والقرارات الادارية التعسفية والاسقاطات النظرية الجامدة.
وكان لنا شرف مساهمة المرحوم جورج البطل في صياغة وثيقة الحركة اليسارية اللبنانية في الوقت الذي كان منزله مرجعا لكل حالات الاعتراض التي كانت وما زالت ترفض نهج الحزب من موقفه تجاه الثورة السورية ونظام بشار الاسد والمسألة الوطنية وتحالفاته الداخلية والاقليمية وتخليه عن التراث الوطني.
وكان الرفيق جورج البطل وكل القيادة التاريخية ومعظم رموز الحزب وقادة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية الى جانب الشهيد ابو انيس تأخذ خيار التغيير والتجديد لتصل الى مرحلة اليأس من النجاح في انقاذ نفس الاطار والهيكلية، انطلاقا من ازمة الهوية، والقيادة، والتنظيم، مرورا بالفكر والاسم وصولا إلى القناعة في تأسيس وسائل تلفظ معها كل حالات الشرنقة والعزلة والذي حكم عليها آلاف الشيوعيين قبل ان يحاسبهم المجتمع بضرورة بقاء هذا الشكل أو عدم بقائه.
الرفيق جورج البطل رهن حياته بالعطاء والنضال وتصويب المواقف ودفق المعلومات والتحليل، وفي لقائنا الاخير معه كوفد من الحركة اليسارية اللبنانية في زيارة تفقدية بمنزله، عبر عن مراهنته على فشل القيادة الجديدة خلال سنة إن لم تتمكن من خرق سقفية القيود التي تحكم الحزب الشيوعي اللبناني وخياراته السياسية والتنظيمية .
لا يسعنا إلا أن نشكر الوزير وائل ابو فاعور لاهتمامه في استشفاء الرفيق جورج وهو الذي كان رفيق درب المعلم الشهيد والزعيم وليد جنبلاط. ولا يسعنا إلا ان نعبر عن حزننا ومواساتنا لأقارب الفقيد الكبير ورفاقه وهو الذي ترك بصماته في صفوف اليسار والوطن، وبوفاته طويت إحدى الصفحات المضيئة من تاريخ الحزب الشيوعي واليسار وفقدنا احد القادة التاريخيين للحركة الشيوعية.
نقول له نم قرير العين الى جانب رفيقك الشهيد جورج حاوي وهو الذي عرفه في إحدى التظاهرات وواكبه طيلة حياته النضالية في لبنان والخارج، وسوف تبعث حيا كما ابو أنيس، والحكم للتاريخ والمستقبل لليسار الحقيقي.
(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية