هل المنظمات الشبابية جزر لا تصلها البواخر؟

غسان غرز الدين

أنباء الشباب

في احدى زياراتي لواحدة من المنظمات الشبابية الأوروبية تفاجأت بالدور الهائل للشباب في الحزب الذي يأوي هذه المنظمة.

فالسياسة الشبابية للحزب تضعها قيادة المنظمة الشبابية وفي الانتخابات يأخذ الشباب الدور الأكبر، فهم على معرفة بمتطلباتهم وطموحاتهم. واي قرار للحزب عكس السياسة الشبابية ينعكس على نتائج الانتخابات، لأن الشريحة الاكبر في العالم اليوم هي للشباب.

من هنا نرى كم ان العلاقة بين الحزب والمنظمة الشبابية يجب أن تكون مباشرة ومتواصلة وذات طابع المصلحة. ان ابتعاد القيادة الحزبية (التنفيذية أو التشريعية) عن الشباب هي المشكلة الرئيسية التي تواجه الأحزاب.

header_youthrights

هل المطلوب في لبنان ان تكون المنظمات الشبابية جزر لا تصلها البواخر؟ ام انه مقدر على الشباب اللبناني البقاء بعيدا عن العمل السياسي المباشر، والمشاركة فيه بطريقة غير مباشرة؟

ان نضوج مؤسسات المجتمع المدني له دور اساسي لكن ان يأتي على حساب عمل الشباب في الاحزاب فهذا خطأ بنظري المتواضع. إبعاد الشباب عن الاحزاب من خلال القيادات الحزبية التي لا تتفق مع تطلعاتهم يولد نوعاً من الاحباط والثورة الداخلية.

كثيرة هي الاحزاب التي تعطي الشباب دورا في العمل السياسي من خلال منظماتها او بعض المناصب في الحزب، لكن مهما قدمت يبقى قليلاً إن لم نقل لا يذكر. وهج الحراك زاد لأنه اخذ نخبة من الشباب التي لفظتها الاحزاب واستثمرهم في سياسة سلبية تجاه احزابهم السابقة.

020

على الاحزاب ادراك كيف تستوعب الشباب وحماسهم وكيف تضع تطلعاتهم على اجندتها السياسية واعتبار متطلباتهم من سلم الاولويات، فالحزب الذي يلبي طموحات الشباب هو الرابح الاكبر.

يمكن أن يعد كلامي متطرفا تجاه الشباب ودورهم، الا انه يجب ان يكون للشباب مشاركة اكبر في الحياة السياسية.

فلا يمكن الغاء جيل كامل من الذين قدموا في احزابهم، ولا يمكن للاحزاب ان تضع اشخاصا ينقصها الخبرة في المراكز المؤثرة، والأهم من كل هذا هو ان على الشباب تحييد طموحاتهم الشخصية وانانيتهم  في هذه المرحلة الاساسية، والعمل بجهود متظافرة لما هو في خير الوطن اولا” يليه الحزب فالمكاسب الخاصة.