محاولات جديدة لضرب الاستقرار الامني في لبنان

د. ناصر زيدان (الأنباء الكويتية)

الإنجازات الامنية التي حققها الجيش اللبناني والاجهزة المُختصَّة الأُخرى؛ اشاعت ارتياح في الاوساط الشعبية، على اعتبارها تعويضاً عن الاخفاقات السياسية والاختناقات الاقتصادية اللتين تعاني منهما البلاد منذ اكثر من سنتين. ولكن المُتربصين شراً بلبنان، او المتورطين بحسابات خارجية مُتشعِّبة؛ لا يروق لهم هذا الاستقرار الامني، وهم لا يتوانون عن اعادة المحاولة من جديد، بهدف ضرب هذا الاستقرار النسبي الذي يعيشه لبنان.

تقول مصادر على إطلاع بمجريات بعض التحقيقات؛ ان هناك مُخطط لإحداث اضطرابات امنية في اكثر من مكان، كما ان هناك عمليات بالغة الخطورة يجري التحضير لها لإستهداف شخصيات سياسية وازنة، كان لها دور اساسي في الحفاظ على التوازُن السياسي الذي انقذ البلاد من براثن الفتنة. والجهات الخارجية التي تقف وراء هذا المخطَّط، لا ترتاح لدور بعض القيادات التي تصنع من بعض المناسبات؛ جسوراً لتلاقي اللبنانيين وقواهم المُختلفة، برغُم التباينات الكبيرة بينهم. والكلام الذي قِيل في 6 آب 2016 عن: ان لبنان يمكن ان يكون نموذجاً لتلاقي وتعايُش للاطياف والمجموعات المختلفة، برغم تباين مشاربها السياسية وصداقاتها الخارجية؛ كان لهُ وقعاً سيئاً على بعض القوى الخارجية، وبعض هذه القوى تريد ان يكون لبنان ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية، وليس واحة استقرار عربية إضافية، ودائماً وفقاً لمعلومات المصادر المذكور اعلاه.

وتلاحظ الاوساط المُتابعة: ان بعض المُعطيات التي حصلت على الارض في اكثر من منطقة – ومنها رمي القنابل –  تُرجِّح صحة هذه المعلومات. كما ان التنامي الواضح لنشاط بعض مَن يُطلِقون على نفسهم “سرايا المقاومة” يندرجُ في ذات السياق التوتيري.

امَّا “حُماة الديار” اي الجماعات التي تدَّعي انها أُنشأت للدفاع عن الجيش؛ فقد إنحرفت اهدافها لتنفيذ آجندات غير واضحة، بل مشبوهة  وفقاً لرأي وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي سيُحيل ملف هذه الجماعة على مجلس الوزراء، بهدف حلِّها.

المشنوق: مُستنفرٌ على خلفية معلومات لدية تؤكد السعي لإعادة إنتاج اجواء فتنوية تُوقِع الاذى باللبنانيين. وقد زار عاصمة الشمال طرابلس لهذ الغاية، وعقد اجتماع موسَّع في مقر دار الافتاء في المدينة؛ ركز فيه مع المفتي مالك الشعار على ضرورة تفادي اي تفجيرات امنية، وعلى رفع الغطاء عن ايِ مُخلٍ بالامن.

امَّا التسريبات الاعلامية التي تحدثت عن مُخطط يستهدف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط؛ فلا يمكن فصلها عن النوايا العدوانية ذاتها. والكلام عن ان “داعش” تطلب من مناصريها قتال المسيحيين والموحدين الدروز؛ فيه رائحة تخطيط استخباري واضحة، وهو بطبيهة الحال رد على اللقاء الوطني الجامع الذي حصل في المختارة في 6 آب إبان زيارة البطريرك  بشارة الراعي.

بطبيعة الحال؛ فإن المنظمات التكفيرية والارهابية، لديها قدرات تفجيرية في لبنان، لكن إشارة جنبلاط “الى ان التهديدات يمكن ان تكون من قريبٍ او من بعيد، وهي لن تنال من عزيمته” اماطت اللثام عن اسلوبٍ قد تلجأ اليه بعض الجهات الاستخباراتية؛ تقوم من خلاله بأعمال تفجيرية، او اغتيالات، وتُلصِق التهمة بجهاتٍ ارهابية.

الاوساط السياسي والامنية المُتابعة لما يجري ترى: ان السجالات السياسية القاسية التي تحصل داخل الحكومة فيما يتعلق بقيادة الجيش؛ ليست في محلها على الإطلاق. فتحصين وضع الجيش في ظُل الفراغ الرئاسي والاختلال السياسي الحاصل؛ ضرورةٌ وطنية. فالجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام؛ مؤسسات وطنية تهم كُل اللبنانيين، وعليها يعتمد حفظ الاستقرار اللبناني المُستهدف في هذه اللحظة السياسية الحساسة.

اقرأ أيضاً بقلم د. ناصر زيدان (الأنباء الكويتية)

التوازن السياسي في لبنان

قراءة مختلفة لأحداث الأسبوع اللبناني الطويل

انفلات التخاطب السياسي في لبنان: أسبابه ونتائجه

هل هناك ما هو أبعد من تمثيل نواب «سنة 8 آذار» في الحكومة؟

الرأي العام اللبناني لا يريد التصعيد السياسي

هل انقلبت صفحة التفاؤل.. أم أن التعقيدات غيمة خريف وستنجلي؟

استحقاقات لبنانية داهمة

عن نظرية عدم حصرية تمثيل الطوائف في الحكومة

عن خطورة وخلفيات ما حصل في المطار

لقاء بكركي الذي حرّك السواكن الحكومية

ماذا تقول أوساط معارضة عن الأحجام السياسية؟

مصالح لبنان في سورية ومصالح سورية في لبنان

مواقف في خطاب عيد الجيش

ما مبررات مواقف «الاشتراكي» و«القوات» من تشكيل الحكومة؟

عن الانعكاسات الخطيرة لتوقف القروض السكنية

عن إشكالية حصة الرئيس الوزارية

عوامل التفاؤل والتشاؤم

مرحلة ما بعد الانتخابات والأحلاف السياسية

عن الآثار السياسية لاستبعاد النائب أنطوان سعد

لبنان: الحسابات السياسية تختلف عن الحسابات المالية