من قال أن المقاومة تكون بالسلاح فقط؟ 

نضال شمس الدين

أنباء الشباب

يبدو أنّ مفهوم المقاومة مشوّهٌ في أوساط المجتمع اللبناني، ويقتصر على المقاومة بالسلاح والعنف والتضحية بشباب البلاد في معارك لبنان بغنى عنها.

فثقافة السلاح الجاهلية المنتشرة في أوساط المجتمع اللبناني، أصبحت مستهلكة وهالكة، ألا وهي المخاطر الخارجية أو براكين الحدود أنهكت كيان الدولة وأذلّت الشعب وهجّرته. فبالنسبة للبعض لا يجوز مقاومة إسرائيل سوى بالسلاح! لكن الإشكالية تبقى: ألا تجوز مقاومة العدو الصهيوني بالعلم؟ والثقافة؟ ألا يمكن فتح مراكز أبحاث علمية عوضاً عن مخازن السّلاح؟ من الصعب فتح فرص عمل للشباب عوضاً عن إرسالهم إلى معارك عبثية بدأت بقرار خارجي وستنتهي بقرار خارجي؟ فكم نتمنى يا قادة البلاد أن نكون وقود علم وأدب عوضاً عن وقود حروب، ومصالح فردية أو خارجية!!

war

ثقافة السلاح دمّرت الإقتصاد وفكّكته، هرّبت السياح فأصبح لبنان في نظر العالم نسخة مصغّرة عن الوحول السورية وجعلت من لبنان ساحةً لتصفية المعارك فمن حرب الـ٧٥ إلى السابع من أيار وخلالها مسلسلات التعطيل والتدجيل والكذب.

حرب 1975

على ما يبدو أن كل ما طرح في ما سبق يبدو مستحيلاً. فالدول الصديقة لم ترغب يوماً بإزدهار لبنان وكل هدفها أن تبقى الأطراف اللبنانية قطع “شطرنج” على رقعة الشرق الأوسط، دون الإكتراث لمصلحة الشعب اللبناني. فسلطتنا وزعماؤنا قد أذلّونا وتاجروا بدمائنا على أبواب المحافل الدولية بحجّة مقاومة إسرائيل أو التطرف وأحياناً بحجة مقاومة سلاح الداخل!!!