الجوهر واحد… ولو تعددت الأديان!

غسان غرز الدين

أنباء الشباب

نستيقظ وننام يومياً على عبارات الموت والقتل والدمار والحرب والتنكيل والتهجير والتشريد.

كأننا أصبحنا في عالم انعدم فيه السلام والحياة والمحبة.

أصبحنا في زمن لا مكان فيه للأمان والسلام.

الصراع الديني في المنطقة بدأ يأخذ ابعاده في الدول الغربية، فتعريف الغرب الإسلام هو ارهاب.

اذا كان الإسلام المتطرف من خلال “داعش” و”النصرة” و”القاعدة” يمثل الإسلام، فالمسيحية المتطرفة التي مثلتها كلوكس كلان (KKK) وهوتاري تمثل المسيحية.

01

اذا فسر الدين كما كان ينبغي تفسيره لما وصلنا الى ما نحن عليه الآن.

عندما سئل المعلم كمال جنبلاط عن الدين الأفضل في لبنان، قال: تخيل انك تقف على ضفاف النهر الكبير وتريد اجتياز النهر للوصول الى الضفة الثانية، ويوجد على الضفة التي تقف عليها 18 قارب فلو استقليت اي واحد من القوارب ستصل الى الضفة المقابلة”.

تتعدد الاديان لكن الجوهر واحد.

كل يوم نسمع الكلام عن حقوق الإنسان ولكن هل سمعنا يوما عن حقوق الانسانية؟

أليس الموت جوعاً وعطشاً جريمة؟

أليس الموت من قلة الدواء جريمة؟

أليس الاستعباد والاستغلال جريمة؟

ما نفع الحضارة الإنسانية والضمير الإنساني اذا كان كل هذا يحصل؟

“لم يخلق الله وحشاً أسوأ من الإنسان ولم يخلق الإنسان وحشاً أسوأ من الحرب”.

ألم يحن الوقت لوقف برامج التسلح حول العالم؟ الم يحن الوقت لإستثمار الأموال والطاقات لخدمة الحضارة الإنسانية؟ اليس هذا من حقوق الحضارة الإنسانية؟

اني لست احاول ان احاضر عن الانسان وحقوقه وعن الإنسانية، لكن هذا الكلام هو اقل ما يطلبه وجداني.

قال محمود درويش: “سلام لأرض خلقت للسلام وما رأت يوماً سلاماً”.

وهناك في شرق الكرة الأرضية في الصين قول مأثور ان أصعب ما في الدنيا ثلاثة:

“ان تنتظر شيئاً ولا يأتي، ان تحاول أن تنام ولا تقدر أن تنام، وأن تحب شخصاً لا يحبك”.

إننا بإنتظار سلاماً لن يأتي وهذا هو الصعب والمحبط، فلا هذه الأرض خلقت للسلام ولا الإنسان خلق ليراه.

سلاح

حذر الكثير من الاشخاص في السابق ان المستقبل المروع  قادم وخاصة ان لم تحل المشاكل بحوار ونقاش وان لم يتوقف ضخ السلاح، فها نحن اليوم نعيش في هذا المستقبل الذي حذر منه أسلافنا.

أصبح صوت السلاح ولغة التهديد هي السائدة في يومنا هذا، فكل المشاكل لا تحل الا بالحرب والدمار.

متى سيستيقظ العالم ويقرر بحزم وقف كل اشكال التسلح، وان تكرس كل الطاقات الموجودة لحل مشاكل ومعضلات هذا العصر،من اجل بقاء الانسان والإنسانية؟

أترى هل نحتاج الى عالم جديد أم ان هذا العالم يحتاج الى شعب جديد؟