الطفل العربي إن حكى…

يوسف أبو شهلا

أنباء الشباب

رباه…

لا إعتراض على حكمك، وحكمتك ولكن ..
ولا شك في عدلك ومساواتك ولكن…

هل كان سيتغير شيء في مجرى الكون لو أنك ما خلقتني في هذا الشرق البائس، أكانت ستهتز موازين الأرض لو أني لم أولد في هذا الجزأ من العالم…

رباه… أعلم أن هناك أطفال في زاوية من زوايا هذا الكون، يموتون جوعاً ونقصاً في الغذاء … ولطالما شَكرتُك على نعمتك بعدم وجودي بينهم…

اطفال5

ربما يا ربي قد غيرت رأيي اليوم…
خذني أموت بسبب معدتي الخاوية، فأرقد بسلام، بانتظار أن تسترجع روحي التي وهبتنيها… ليتناهش لحمي الطري الطير … لعلي أكون سبباً في غذاءه… خذني أموت جوعاً، أو عطشاً دون أن يعلم بي أحد …

عفوك ربي أنا لم أكفر، لكني في عالمي العربي…
أموت ذبحاً ….
أموت قنصاً …
أموت دهساً ….
أموت حرقاً ….
أموت غرقاً ….

syrian-children

ربااااه… أما يكفيني موتي وأنا ما أكملت ربيع عمري… ليعرض على شاشات التلفاز والهواتف… هل أستحق كل هذا يا ربي؟

أذكر حين إختبأت خلف أبي، لأحتمي من رصاصات عدوي الصهيوني… حينها نلت إستعطاف الدنيا بأسرها… شعرت بأن العرب لن يناموا ليلاً ولن يكملوا صلاةً قبل أن يأخذوا بثأري….

وبئس ما إنتظرت يا الله… فعدت ومت المرة تلو المرة تلو المرة… وما حركوا ساكناً …
رباه… أكثر ما يزعجني… أن أموت على يد جلاد يتكلم لغتي… أن أذبح وذابحي يقول “الله أكبر”…

 نيس

ربي، ليتك خلقتي في قطعة أرض أوروبية … فرنسا مثلاً… لا يضيرني الموت في إعتداء إرهابي فيها ….

أقله سأجد حول العالم من يرفع علم بلادي ويقيم لأجلي التحركات التضامنية …

اقرأ أيضاً بقلم يوسف أبو شهلا

الى متى؟

يا لها من صدفة!

وائل أبو فاعور: الأول مع أو بدون تصويت!