الأحزاب وحركة الجماهير

د. محمود صافي

لا يسع الشعب الواعي لحقيقة الحياة وأهدافها، إلاّ التكاتف الدائم الشبه اليومي، والعمل البنّاء مع الأحزاب العلمانية لتحقيق طموحاته بنعمة الاكتفاء والاستقرار والسلام الداخلي.

 من هنا على الأحزاب الالتفاف حول نضالها التفافًا مرتبطًا بمصالح الشعب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فإنّ هذا الترابط مظهر من مظاهر الرقيّ والتقدّم، ومن هذا المنطلق لا يلحقه صدأ، ولا يصيبه ذبول وانتكاس.

إنَّ الالتزام بالمبادئ هو تناغم فيما بين المتّحدين، ويصبّ في قاعدة “التنوّع ضمن الوحدة”. الشعب جزء لا يتجزّأ من القيم التي تجمع بين أفراده، على مختلف أفكارهم ومعتقداتهم ومشاربهم ضمن مبادئ عادلة من أجل الاستمرار.

مظاهرات-لبنان-1

إنَّ وحدة التلاقي ما بين الاحزاب والشعب يوفّر الراحة، ويعود بالفائدة على الطرفين. وعليهما العمل الذي يعدّ لقدسية الوطن والحياة ونبالتها، فالإنسان حاجاته متعدّدة من المستحيل أن يؤمّنها بمفرده بدون التعاون المنسّق لمصلحته والمصلحة العامّة. وعلى الأحزاب التي تمثّل شريحة من هذه الجماعة أو تلك المتنوعّة الآراء والتطلّعات الحيّة، التي تنشد تعزيز قيم المساواة والعدالة في السياسة والاقتصاد، أن توثّق عرى الأخوّة.

 إنَّ تحقيق مجتمع الكفاية والعدالة لا يقوم إلاّ على معطيات النضال من أجل الإصلاح، والقبول بالآخر ضمن منطوق التوافق الوطني أوّلاً واحترام القوانين التي تولد شعورًا عميقًا بوحدة الآمال والمصير والطموحات الكبار، دائمًا المتّحد الشعبي هو قائد عملية التطوّر، ولا يمكن أن يكون القائد عظيمًا مناضلاً إلاّ إذا كان جنده توّاقًا للتغيّر والتطوّر مهما بلغت التضحيات في وطن تشوبه المكوّنات المذهبية والتعصّب، كلّ في موقعه ومرقده.

على الشعب اللبناني الحزبي منه والمدني القضاء على الأدران السياسية والاجتماعية والطائفية المزمنة، وأقول لا ديمقراطية خارج الدولة المدنيّة.