سحب “جائزة نوبل” من اوباما او الغاء الجائزة

د. صلاح ابو الحسن

 منح جائزة نوبل للسلام تكون عادة للشخصية التي قدمت الكثير والكثير.. في خدمة شعبه والانسانية جمعاء وقادت معارك على خطى التحرر من العبودية والاستعمار في بلدها وفي العالم او ساهمت في ارساء السيادة والاستقلال لشعبها وللشعوب المقهورة ومساندتها سياسيا ومعنويا للانسانية من اجل الوصول الى مجتمع افضل واكثر انسانية من حيث العدالة الاجتماعية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.. ومن اجل تحقيق العدالة الاجتماعية.. وهي عادة تُمنح للأفراد والمنظمات “ذوي الاسهامات البارزة في مجالات الكيمياء والفيزياء والادب والسلام”.. حسب مبادئها الاساسية..

والسؤال هنا، على أي قاعدة  تم منح  الرئيس الاميركي باراك اوباما “جائزة نوبل” وهو ما زال وقتها في بداية عهده ولم يكن العالم بعد عرف شيئا لا من “خيره” ولا من “شرّه”.. علما ان العالم فيما بعد عرف الكثير من شروره.. فتماهى بالممارسة وبالفعل مع أعتى الأنظمة الديكتاتورية  التي تقتل شعوبها وتخنق حرياتهم..

الم يكن من الأجدى يان تُمنح له جائزة “أضعف” و”اخبث” و”اسوأ” و”أعهر” رئيس.. وهو بذلك، يمكنه تقاسم الجائزة مع وزير خارجيته مستر جون كيري الذي بات ذيلا وملحقا بوزير خارجية “القيصر”؟؟!!

obama

نعم، كم هزُلت ورخُصت “جائزة نوبل للسلام” بعد ان بات منحها لأي كان وكيفما كان “مهزلة” معيبة…

ومن هنا، فاننا نقترح منح جائزة هولاكو لبشار الاسد وجائزة نيرون لروسيا وجائزة هتلر لخامنئي وجائزة داعش للفارسي قاسم سليماني؟؟!!..

الرئيس “القيصر” بوتين الذي يفعل في حلب ما فعله في الشيشان وفي كروزني بالتحديد.. فبعد “غروزني” اعلنت الأمم المتحدة يومها بأنها “المدينة الأكثر دماراً على وجه الأرض”.. لكن بعد مجازر حلب ودمارها وقصف المدارس والمستشفيات فيها فقد تكون حلب هي اليوم الأكثر دمارا بعد هيروشيما بفضل قصف طيران النظام السوري وطيران الحليف الروسي.. فهل تستحق سوريا وحلب كل هذا العهر “القيصري” دفاعا عن الديكتاتور وعن مجرم الحرب بشار الاسد؟؟.. نعم ما أشبه حلب بـ”غروزني”..

وبالمناسبة ما الفرق بين الحفل الموسيقي الذي أقامته الفرقة الروسية في تدمر وبين الركام والجثث التي خلّفها القصف الروسي والأسدي.. وبين الرقص فوق جماجم السوريين، وبين محارق ونازية هتلر.. ولماذا لم يُدع الى الحفل مثلا، الولي خامنئي والجزار بشار الاسد.. وماذا كان يمنع القيصر بوتين من قيادة الفرقة الموسيقية شخصيا.. بدل الاتصال بقائد الفرقة لتهنئته باقامة الحفل على انقاض جماجم الاطفال والشيوخ والنساء؟

وماذا يفيد اهل حلب “قلق” دي ميستورا وجون كيري وبان كي مون والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي؟؟.. وهو قلق ممزوج بعهر كل هؤلاء الجهابذة، فيما بوتين يطرب على انغام عازفي الموسيقى الروسية؟؟

والرئيس بوتين يذكرنا هنا، بالجنرال الاميركي “كاستر” الذي كان يُطلق جنوده لإبادة الهنود وهو يعزف على “الهارمونيكا” “متلذِّذاً” بالمشهد.. وكان كلما أراد الجنرال كاستر أن يعزف لفترة أطول، كان يطلب من جنوده قَتل المزيد من الهنود كي يمتِّعوه بالموسيقى..

فما أشبه الجنرال فلاديمير بوتين والجنرال بشار الاسد والجنرال قاسم سليماني بـ”كاستر” وكل “جنرالات” الخبث السياسي أمثال كيري ولافروف ودي ميستورا وبان كي مون “القلقون”؟؟.. دون أن ننسى “جنرالات” العرب، مما يجري في حلب!!!.. فكلهم يتلذذون بمشاهد القتل والخراب والدمار.. تماما مثل “كاستر”..

320162112274

وبشار يكرّر ما فعله والده حافظ الاسد في حماة الذي قصف اهلها بالطيران الحربي “الروسي الصنع”.. والفارق ان روسيا دعمته يومها بالسلاح والخبراء ولكنها لم تشارك مباشرة بالقتل.. الابن تخطّى والده في الاجرام وحوّل كل سوريا الى حماه وقصفها بالكيماوي والبراميل وكل انواع الاسلحة، وبدعم روسي وايراني الذي بدأ دعما سياسيا وانتهى الى دعم عسكري مباشر.. وللتذكير فان البراميل المتفجرة اختراع روسي واستُخدمت للمرة الاولى في سحق الشيشانيين..

أما الخامنئي وملحقاته، فانهم يمارسون في حلب وفي كل سوريا ما فعله تنظيم داعش في العراق وسوريا.. لكن ايران لا يهمها بشار الاسد كشخص كما يدعون.. وما يهمها بقاء سوريا محافظة ايرانية لتكون جسر عبور الى حزب الله وبالتالي الى البحر الابيض المتوسط لانجاز حلمها الفارسي التاريخي بتحقيق “الهلال الشيعي”.. وكان أول من نبّه من خطورته الملك الاردني عبدالله الثاني..

ما يجري في حلب وفي سوريا يفوق كل تصور وخيال..

وهنا نتذكر ما قاله المصوّر الفرنسي وليم دانيال قبل سنوات، والذي جرح في سوريا: ان “القصة الحقيقية ليست نحن. انها الشعب السوري. وهي، ويا للأسف، قصة لا يمكن ان تُروى بكاملها، وحيث الحداد على الضحية يعاقب بالقتل”..

كلهم، من داعش الى القيصر الى بشار الاسد الى المرشد وصولا الى باراك اوباما يستحقون ان يتقاسموا “جائزة هتلر” او “جائزة البراميل” المتفجرة للدمار الشامل..

فهل تعيد “لجنة نوبل  النروجية” النظر باصول وقواعد منح هذه الجائزة لحصرها بمستحقيها؟؟ علما ان هذه الجائزة سبق ان مُنحت لقتلة ومجرمين موصوفين أمثال شيمون بيريز وإسحاق رابين وبيغن قتلة الشعب الفلسطيني.. ومغتصبي ارضه.. وربما ستُمنح يوما ما لذوي الاسهامات “البارزة” في ذبح أطفال سوريا.. مثلا، لخامنئي وفلاديمير بوتين، ولا عجب أن تُمنح للزرقاوي وحليفه بشار الاسد!!..

وماذا كان ليقول داغ هامرشولد ومارتن لوثر كينغ وويلي براندت واندريه ساخاروف والأم تيريزا ونيلسون مانديلا وتوكل كرمان وغيرهم العشرات.. لو علموا ان هذه “الجائزة” باتت تٌمنح اليوم لمن ساهموا بالقتل والدمار مباشرة أو مداورة؟؟..

ربما لكانوا اعلنوا تخليهم عن الجائزة.. او سحبها من غير مستحقيها او الغاءها احتراما للانسان والانسانية..

اسحبوا “الجائزة” المهزلة أو غيّروا عنوانها…

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!