حلب تحترق وروسيا توقد النار.. واميركا!!..

د. صلاح ابو الحسن

من ينظر الى حلب “الشهباء” يدرك المؤامرة الكونية على الشعب السوري، كل الشعب، التي تقودها روسيا وايران وادواتها دون ان ننسى اميركا الشريك السلبي “الأقبح” في هذه المؤامرة.. وكل من يعتقد من هذا الشعب المسكين ان المؤامرة تطال الآخر فقط هو جاهل وغبي..

بعد خراب سوريا من هو الذي يعتقد انه سيخرج منتصرا؟؟ بعد ان دُمّرت كل سوريا شعبا وأرضا وتاريخا وموقعا وتراثا وموقعا..

أكثر من دمُر هم حلفاء نظامها.. هم أصدقاءها.. الذي يخرُب بلدا ويقتل شعبا ويمحي تاريخا ويلغي موقعا هم أعداء الشعب السوري.. هم فعلوا ما عجزت اسرائيل عن فعل جزء يسسير مما شهدناه على مدى خمس سنوات.. وما نشهده اليوم في حلب..

ما نشهده اليوم في سوريا من اصدقاء وحلفاء نظامها لم نشهده من أعتى أعدائها.. روسيا تثأر لاحلامها القيصرية ولتاريخها أيام الاتحاد السوفياتي “العظيم”.. وتثأر لارثوذكسيتها.. الم يعلن القيصر منذ البداية ان الحرب في سوريا “مقدّسة”.. وبوتين قال أمام وفد الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية: “يجب إعادة القسطنطينية للمسيحيين كما أراد القيصر نيكولا الثاني”… وهذا قد يختزل عداءه لتركيا!!..

ثلاث صور لنيقولا الثاني آخر قياصرة روسيا قبل عرضها في مزاد في سويسرا يوم 29 نوفمبر تشرين الثاني 2012 - رويترز

ايران تطمح الى استعادة دور الفرس.. وسوريا هي الممر الالزامي لتحقيق حلم ثورتها الخمينية باقامة “الهلال الشيعي”..

والولايات المتحدة قررت الانسحاب من المنطقة والابتعاد عن جهالة قادتها وحكامها.. ولولا اهمية حماية دولة اسرائيل لكانت طلّقت المنطقة العربية بأكملها..

الأهم ان أميركا أمّنت حماية صديقتها اسرائيل بعد أن شطبت سوريا والعراق وحتى مصر والخليح العربي من المعادلة السياسية والعسكرية ربما لعشرات العقود..

اما حزب الله الممثل الشرعي والوحيد لولي ولولاية الفقيه.. فمهمته الحفاظ على هذا الجسر الحيوي لإيران من خلال سوريا وتثبيت وجودها على شواطىء البحر الابيض المتوسط.. ولو كلّف هذا الجسر تقديم آلاف القتلى في سوريا من اجل حماية نظامها البائد.. تحت شعار زائف وكاذب ان من يموت في سوريا دفاعا عن “الجسر الايراني وعن الراقد الشيعية مثواه “الجنة”..

وأقول قتلى حزب الله وليس الشهداء انسجاما مع ما قاله الإمام علي بن ابي طالب في بيتين من الشعر.. حيث قال:

“لا دار للمرء بعد الموت يسكنها.. إلا التي كان قبل الموت يبنيها

فمن بناها بخير طاب مسكنه… ومن بناها بشر خاب بانيها”.

من قال ان من يملك السلاح يملك الحق والحقيقة؟؟ ومن قال ان طريق الجنة تمر في حمص وحلب واللاذقية او في الزبداني والقلمون والغوطة؟؟؟

من يملك السلاح قادر على تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية.. وعلى تعطيل المؤسسات الشرعية والدستورية.. وعلى تهديد اللبنانيين في لقمة عيشهم.. وعلى قتل شعب شقيق خدمة لوليه.. لكن هذا السلاح وكل الصواريخ لن تستطيع قتل ارادة شعب يطمع للحرية.. السلاح زينة الرجال المدافعين عن ارضهم وشعبهم ووطنهم.. والسلاح “شر الرجال” عندما يوجّه الى غير العدو..

كان غاندي يقول: “أنا على استعداد للموت، ولكن لا يوجد سبب من أجله أنا على استعداد للقتل.. إننا سوف نكسب معركتنا لا بمقدار ما نقتل من خصومنا ولكن بمقدار ما نقتل في نفوسنا الرغبة في القتل”. فكيف اذا كنا نقتل الأشقاء في “الدين والقومية”..

نعم، حلب تحترق.. وانتم احد وقّادي نارها الى جانب الروس والإيرانيين والحرس الثوري.. ثقوا ان التاريخ سيلعنكم وسيلعن مقاوتكم وممانعتكم.. وسيلعن كل من ساهم في تدمير سوريا.. وسيلعن كل المتفرجين على الحريق..

ما الفرق بين محرقة هتلر النازية ومحرقة الاسد في حلب بعد ان غدت شوارعها لا تتسع للقتلى من الاطفال والنساء والشيوخ المنتشرين عل قارعة الطريق؟؟؟

هتلر والاسد

اين الأمم المتحدة ووسيطها “غير النزيه” الذي يتشدّق بـ”الهدنة” التي تستثي حلب؟؟ اين العالم “الحر” الذي وضع كل اوراقه في سلة “القيصر” الروسي وفي عهدة “الولي الفقيه”؟؟ اين الجامعة العربية وهل أصابها الشلل واين ما يُسمّى بالعالم الاسلامي.. وهل سلّموا امرهم لداعش ومخترعيها؟؟..

وستبقى حلب وصمة عار على جبين روسيا وايران وحزب الله واميركا.. وعلى جبين امين عام الامم المتحدة وعلى جبين اوروبا.. والعرب.. فجميعهم سقطوا في امتحان حلب!!!…

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!