غسان سلامة و”اليونسكو” وزواريب السياسة اللبنانية!

محمود الأحمدية

مساء الخميس 4 كانون الثاني عام 2001، دعا الشيخ محمد مهدي شمس الدين ثلاثة أشخاص للتشاور معهم وقال لهم: “لا تخذلوني وانتم لستم فقط أمل المسيحيين، أنتم أملي وأمل لبنان؟ والثلاثة هم: غسان سلامة وسمير فرنجية وطارق متري.

هو غسان فريد سلامة من مواليد 1951 في بلدة كفرذبيان الكسروانية متزوج من سيدة أرمنية هي ميراي بوغصيان وله ابنتان هلا وليا، وليا اعلامية تقدم برنامجاً صباحياً في اذاعة فرانس أنتير وضجت بها فرنسا عندما دعاها الرئيس هولاند مرتين للغداء ومناقشة برنامجها الصباحي الذي يصرّ على الإستماع إليه لجرأته ومستواه الإبداعي.

غسان سلامة هو عميد معهد باريس للشؤون الدولية واستاذ العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية في باريس وفي جامعة كولومبيا في نيويورك، درس القانون في جامعة باريس حاز درجة دكتوراه في العلوم السياسية في جامعة باريس الأولى ودكتوراه في الآداب جامعة باريس الثالثة، شغل منصب وزير الثقافة في لبنان بين عامي 2000 و 2003 وكُلّف بمهام خاصة إلى جانب حقيبته مثل تنظيم قمة بيروت العربية والقمة الفرنكوفونية في لبنان وكان في القمتين رئيساً للهيئة التنظيمية وناطقاً رسمياً. عيّن مستشاراً سياسياً لبعثة الأمم المتحدة في العراق عام 2003 ثم عيّن بعدها مستشاراً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة بين عامي 2003 و2006. اختير عضواً في مجموعة الأزمات العالمية (بروكسيل) ومؤسسة “اوبن سوسايتي” في نيويورك ومركز العمل الإنساني في جنيف.

له العديد من المؤلفات بالفرنسية والعربية منها: “المجتمع والدولة في المشرق العربي” و”نحو عقد عربي جديد، بحث في الشرعية الدستورية” و”من الإرتباك إلى الفعل: التحولات العالمية وآثارها العربية” و”أميركا والعالم: اغراء القوة ومداها” وغيرها من المؤلفات التي صبغت حقبة تاريخية انسانية ببعد ابداعي على مستوى الكوكب.

خطابه السياسي والفكري الثقافي ماثل في الذاكرة العربية بوصفه واحداً من أبرز النخب النقدية الموضوعية الجريئة على قاعدة معرفية وثقافة راقية، كان بعيداً عن التنظير ونائياً بنفسه عن متاهات الايديولوجيات والتطييف المذهبي والحزبي مما جعله شخصية سياسية اكاديمية علمية منتمية للحياة والمعرفة والثقافة.

GHASSAN

 وترشيح المفكر غسان سلامة يأخذ بُعْدَه العربي لأن منظمة اليونسكو لها ثقلها العالمي وحان للعرب أن يتبوأ أحد أبنائهم مركزاً يرتقي إلى سدة رئاسة اليونسكو ذات البعد الإنساني العالمي وآن للعرب أن يتبوأ أحدهم مركزاً يثبت أنهم ما زالوا يمارسون دورهم العالمي ولم يسبقهم العصر والتطور والأهم أن شخصية مثل غسان سلامة قادرة ببعدها التراكمي أن تثبت هذه الحقيقة الساطعة انه يحق لنا كأمة عربية أن يكون لنا مكان تحت الشمس.

وعندما تترشح السيدة فيرا خوري لمنصب المديرة العامة التنفيذية لمنظمة “اليونسكو” بعيداً عن غسان سلامة ومع احترامنا الكامل لها ولتاريخها القريب من “اليونسكو”، الواقع والعقل والمصداقية والتاريخ والإمكانيات تتناقض مع هذا الترشيح… وهذا يثبت وبكل بساطة وبمجرد طرح سؤال بسيط على مطلق أي مثقف عربي يقارن ويوازي وبكل ابعاد المقارنة وبتجرد كامل سيكون الجواب حتمياً: غسان سلامة. أين ستخبّىء الحكومة وجهها إذا سألوها: وماذا عن غسان سلامة؟؟ وكيف ستواجهين العالم أجمع؟؟ وهل جيلبر شاغوري مع احترامنا الكامل له وعلاقاته مع عدة دول افريقية يستطيع ايصال السيدة فيرا خوري إلى هذا المنصب؟؟

سؤال أخير مفصلي: هل الدولة بشكل عام تقف ضد المثقف اللبناني وتخاف منه والجميع وفي ضمائرهم يضج هذا السؤال؟؟ وهل بعض مواقف غسان سلامة السياسية قلبت المعطيات وعمقت الجرح؟؟

أين الجرأة يا عالم؟؟ الجرأة وباختصار في قول الحقيقة وتثبيتها والوقوف بجانبها؟؟

اقرأ أيضاً بقلم محمود الأحمدية

القلم الحر والانتصار في زمن القهر

عصام أبو زكي… الرجل الأسطورة… بطل من بلادي

انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ونتائجه الكارثية

في الذكرى 43 معلومات جديدة مذهلة عن عالمية فريد الأطرش

كمال جنبلاط البيئي: سابق لعصره

من كمال جنبلاط إلى الربيع الصامت إلى فرنسا

مَنْ أَحقّ من فريد الأطرش بنيل جائزة نوبل للفنون

كمال جنبلاط البيئي سابق لعصره

كيف لوطن أن يشمخ وفيه كل هذا العهر في مسلسلاته

حرش بيروت تحت رحمة اليباس… والتاريخ لن يرحم

مواسم التفاح بين الحاضر والماضي… قصة عزّ وقهر!

مصنع الإسمنت في عين داره ونتائجه الكارثية على البيئة والإنسان

كمال جنبلاط البيئي  وثقافة المواطن الحر والشعب السعيد

أولمبياد الريو والحضارة وعرب ما قبل التاريخ

مصنع الإسمنت في عين دارة: جريمة بيئية موصوفة

هل أحسنت؟ هل أخطأت؟ لا أعرف!!

حكايتي مع كرة القدم وفريق ليستر الانكليزي الذي هز اعتى الامبراطوريات

شكراً مسيو هولاند… أعطيتنا درساً في الحضارة والأخلاق!

أنا علماني ولكني لي ملاحظاتي!

الدلع السياسي … إن لم نقل أكثر!!