لماذا أنا إشتراكيّة؟

ريما صليبا

سُئلت مراراً و تكراراً: “ماذا تفعلين بينهم…؟؟؟”.

رغم شعوري بالاستفزاز من هذا النوع من الأسئلة، إلا أن جوابي كان دائماً: “وجدت نفسي معهم”…

إتٌهمت بأنني إبتعدت عن الله بسببهم!

لم يفهموا يوماً ما حاولت إيضاحه لهم، وهو ان الله لا يتواجد فقط في الإنجيل والقران ولا في التراتيل والترانيم.

فاتهم ما فهمته متاخرة: إن الله مرتبط بالانسان وبكل ما حوله أو ما يصدر عنه…

غفل عنهم أن الله نفسه لم يطلب منهم الاختباء وراء الصلاة والتردد إلى الكنائس والجوامع علنيا ومارسة “الداعشية” بشتى أنواعها وأشكالها خفية مع إخيهم الانسان.

“ما الذي افعله بينهم؟؟؟”

وجدتٌ إنسانيتي معهم. قواسم مشتركة عديدة لم اجدها عندكم، هم يؤمنون بالإخاء والمحبة اللامتناهية، أما أنتم فلم تكونوا يوماً سوى أرباب الانانية المطلقة والمفرطة. هم يجسدون الله في أعمالهم وعلاقتهم بعضهم ببعض، اما أنتم فتختبئون خلف المثاليات والأخلاقيات المزيفة!

PSP-01

هم إشتراكيون في تعاطيهم مع الآخر. أنتم فاشيون في تعاملكم مع أقرب المقربين لكم!

عذراً، لكني لم أًفهم الدين يوما ترداداً وتكراراً للطقوس!

فلطالما وجدتُ في التحدث إلى الله مباشرة علاقة أعمق دون التوسط لدى كاهن أو شيخ…”لي عقيدتي ولكم عقدكم”!

إشتراكية أنا… أؤمن بالمساواة وبالعدالة الاجتماعية، على يقين دائم بأن التفاوت بين البشر جريمة بحق الانسانية. إشتراكية أنا….لأَنِّي أحب بلا حدود، أساعد ما إستطعت، على ثقة تامة بأن الحرية حق من حقوقي، لذا فأنا وحدي أقرر كيف أعيشها، وما أنا إلا ما أردت أن أكونه يوماً.

إشتراكية أنا… لأَنِّي أيقنت “أن الحياة بأصالتها ثورة”، فقررت أن أكون ثائرة على الدوام، إشتراكية أنا…تعلمت مسامحة الاساءة وتقبلكم كما أنتم.

إبتعدتم عني بعد أن  قمعتم صراحتي وأستهزأتم بأفكاري، فكنتم لي خير درس تعلمته، فالمواجهة قاسية ولا يتقبلها إلا من يبغي الحقيقة…أما أنتم يا سادة فبات ما يفرقنا أكثر مما يجمعنا، هنيئا لكم عجرفتكم وأنانيتكم!

المعلم كمال جنبلاط

أما أنا فمع المعلم كمال جنبلاط أمشي وأقول لكم: “إن الحياة إنتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء”…

إشتراكية أنا… على قناعة ذاتية بأن الانسان هو سيد قرار نفسه  وأنا إخترت طريقي، ولن أحيد عنها، ولن يُلف نعشي إلا بعلم الحزب التقدمي الاشتراكي إعلاناً مني أن هذا الحزب بات منزلي وعائلتي وملجأي….

هم لي رفاق ورفيقات، آباء وأمهات، أخوات وإخوان… لهم مني ألف تحية!

أما أنتم فتأكدوا أن الله حق وعلى الحق دوماً أن يقال مهما بلغت نتائجه، ولن يعلو في النهاية صوت فوق صوت الحقيقة الانسانية!