الديمقراطية البوتينية والايرانية!

د. صلاح ابو الحسن

يبدو واضحا ان “الديمقراطية” المسموح بها في لبنان وفي الشرق الاوسط والعالم الاسلامي، وربما في دول ما كان يُسمّى “العالم الثالث” لها مفهوم مختلف عما تعلمناه او عرفناه..

والسبب بالمفهوم الغربي، الاميركي والاوروبي، ان الشعوب العربية غير مؤهلة لممارسة الديمقراطية في دولها.. ربما لأنهم اعتادوا على الأنظمة العسكرية الديكتاتورية والمخابراتية!!..

الغرب لا يرى دولة ديمقراطية “ناجحة” في الشرق الاوسط غير اسرائيل.. وديمقراطيتها واضحة من خلال الاستيطان وقتل الاطفال والشيوخ وهدم البيوت على رؤوس اصحابها والسجون والعنصرية “الفاقعة” والمجازر تجاه الفلسطينيين وكل العرب.. وكل من هم من غير “جنسهم”..

وثبت خاصة، بعد انطلاقة الثورات العربية ضدّ الانطمة المخابراتية، ان الغرب “الديمقراطي” “مغرم” بالدكتوريات، ولذلك خذل، بل عادى، كل الشعوب المقهورة والمظلومة في المنطقة..

على كل حال، فان كل الغرب وخاصة الاميركي دعم واحتضن وساند وسلّح كل الانظمة الفاسدة في العالم العربي على مدى اكثر من نصف قرن.. ولم يزل..

الغرب وخاصة الولايات المتحدة ترتاح الى التعامل والتعاون مع الأنظمة الفاسدة.. ولا ترتاح الى التعامل مع الشعوب الطامحة للحرية والتغيير.. الاولى سهلة “الإنقياد” والارتهان والتبعية.. يُغالون بـ”الشعبوية” لكنهم يقبلون بالقليل.. الثانية، صعبة “المراس” وغير مطيعة.. عندما يتعلق الامر بالكرامة والحرية…

بشار الجعفري رئيس وفد النظام السوري الى جنيف، استفاق بعد خمسين سنة من غيبوبة النظام وطلب من المبعوث الدولي دي ميستورا ادراج بند على جدول اعمال المفاوضات مع المعارضة يتعلق باسترجاع هضبة الجولان المحتلة من اسرائيل.. وكأن حل مشكلة الجولان من مسؤولية المبعوث الدولي والمعارضة.. انها مدرسة “البعث”.. وهذا استهبال للامم المتحدة..

الجعفري ودي مستورا

ما علاقة الحل السياسي للأزمة السورية ومرحلة الانتقال السياسي بصلاحيات كاملة والعودة الى مقررات “اتفاق جنيف”..  والدستور الجديد.. بعودة الجولان.. وهل المعارضة هي المسؤولة عن “بيع” الجولان.. وهل المعارضة ضدّ استرجاع الجولان؟؟!!…

مسكين الشعب السوري الذي حكمه حزب البعث وآل الاسد وعشرات أجهزة المخارات والأمن..

الابشع من الانظمة الغربية ومن الولايات المتحدة الاميركية.. هي تلك الانظمة وريثة الدول التوتاليتارية القيصرية وذات الحزب “القائد”..

هذه الأنطمة ترى ان اسباب التوتر في العالم العربي واسباب الدمار والخراب وسقوط الضحايا والتهجير، يعود الى مطالبة الشعوب بـ”الديمقراطية”.. وهذا ايضا رأي الروسي والإيراني.. بأنه لولا محاولة نشر الديمقراطية والمطالبة بالحرية لما زحف “المهجرون” من سوريا باتجاه اوروبا واحدثوا الفوضى وعدم الاستقرار فيها..

تقول ماريا زاخاروفا: “إن أزمة المهاجرين قد تسببت بها محاولات غير مسؤولة لنشر الديمقراطية الغربية في الشرق الأوسط”.

وتحذّر زاخاروفا، تلميذة لافروف، الاوروبيين، من نشر الديمقراطية في العالم العربي، “وإلاً سوف تغرق أوروبا باللاجئين” وبالتالي الفوضى..

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يدعو أوروبا الى التوافق مع روسيا واعتماد الديمقراطية الـ”بوتينية” والا لن تعرف اوروبا الراحة والاستقرار.. وعلى واشنطن أن تقلع عن نشر الديمقراطية في العالم العربي لانه غير مؤهل.. وهي تهمة زور لاميركا التي حاربت الديمقراطية والديمقراطيين في سوريا والعراق.. وكانه يدعونا الى الاستفادة من النموذج “البوتيني”.. نعم الديمقراطية “القيصرية” هي الحل..

على كل حال ثبُت للعرب بشكل قاطع، ان كذبة الديمقراطية الأميركية والاوروبية، لا تختلف بشيء عن الديمقراطية البوتينية والخامنئية والاسدية..

بوتين_وخامنئي_والأسد

فبعد الاتفاق النووي مع ايران، ستنتقل الجمهورية الاسلامية الى استبدال نظرية “تصدير الثورة” بنظرية جديدة: تصدير “الديمقراطية الملالية” الى العالم العربي.. بدعم اميركي غربي روسي..

ستنتقل الجمهورية الاسلامية الى استبدال نظرية “تصدير الثورة” بنظرية جديدة: تصدير “الديمقراطية الملالية” الى العالم العربي.. بدعم اميركي غربي روسي.. وستستورد ايران من روسيا، الديمقراطية “القيصرية”..

وستتحول اميركا والغرب من نظرية نشر “الديمقراطية الغربية” الى نظرية استيراد “الديمقراطية البوتينية”..

ألا يدعونا كل هذا الى الاستعجال بانتخاب رئيس للجمهورية.. بمناسبة الذكرى السنوية الثانية للفراغ في سدّة الرئاسة وقبل وصول زوبعة الديمقراطية المتعددة الجنسيات الى لبنان.. وكفانا هذ “الغنج” الذي تحوّل الى مأساة وطنية يتحمل مسؤوليتها المعطلون وفي طليعتهم حزب الله..

الى اين يتجه العالم وتتجه المنطقة في ظل الموجات والمتغيرات الزاحفة.. واين “العربان” الأشاوس من كل ما يجري ومن كل ما سيجري ومتى يستفيق أهل الكهف؟؟!!

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!