إلى المعلم كمال جنبلاط: ما أشبه اليوم بالأمس!
رامي الريس
19 مارس 2016
اليوم، نرى أن الطائفية السياسية لا تزال قائمة وتحولت إلى مذهبية مقيتة، وبالأمس أطلق كمال جنبلاط “البرنامج الإصلاحي المرحلي للإصلاح السياسي” من خلال الحركة الوطنية اللبنانية للتخلص من الطائفية السياسية.
ما أشبه اليوم بالأمس!
اليوم، نرى أن الخلاف بين اللبنانيين قد توسع وتعمق وأعاد فتح النقاش السياسي حول العروبة التي تطلب حسمها تضحيات هائلة في إتفاق الطائف، وبالأمس وقف كمال جنبلاط ينادي بالوحدة الإقتصادية العربية وبرفض التناقض بين اللبنانية والعروبة.
ما أشبه اليوم بالأمس!
اليوم، نرى كيف أن القضاء يتحرك لهذا الملف ويتغاضى عن ذلك الملف، وبالأمس طالب كمال جنبلاط بقيام السلطة القضائية المستقلة لإدراكه أنها المدخل الحتمي لتحقيق التعبير السياسي وتعزيز فكرة المحاسبة.
ما أشبه اليوم بالأمس!
اليوم، نرى أن الدولة تتحلل ومؤسساتها تنهار ومرافقها العامة تتعطل، وبالأمس طالب كمال جنبلاط بالإصلاح السياسي والديمقراطية ليؤكد على قيام مشروع الدولة، دولة المساواة والحريات العامة بين جميع اللبنانيين.
ما أشبه اليوم بالأمس!
اليوم، نرى تراكم الملفات الإقتصادية دون حلول، إرتفاع معدلات البطالة، نمو الدين العام، تنامي عجز الخزينة، وبالأمس طالب كمال جنبلاط بأن تحافظ الدولة على وظيفتها الإجتماعية وتقوم بدورها في حماية الشرائح المهمشة وتنمية المناطق الريفية وإحتضانها!
ما أشبه اليوم بالأمس!
اليوم، تنهار أعمدة السجن الكبير وتتداعى من خلال ثورات الشعوب ولو بسقوط أنهر من الدماء، فيما رفض كمال جنبلاط دخول ذاك السجن وواجه السجَان ودفع حياته ثمناً للحفاظ على مبادئه.
ما أشبه اليوم بالأمس!
اليوم، رأينا تجارب عدة خاضها وليد جنبلاط وعقد في سبيلها التسويات السياسية حفاظاً على الإستقرار والسلم الأهلي، وبالأمس علمنا كمال جنبلاط جمال التسوية ودورها في إيجاد الحلول وإجتراح المخارج.
بالأمس البعيد، واجه كمال جنبلاط أنظمة القمع والقتل والديكتاتورية، على طريقته. وبالأمس القريب، واجه وليد جنبلاط أنظمة القمع والقتل والديكتاتورية على طريقته أيضاً.
إنها الحقائق التاريخية التي كتبت بالدم والتضحيات والشهادة.
إنها 16 آذار.
———————————
(*) رئيس تحرير جريدة “الأنباء” الالكترونيّة
Facebook: Rami Rayess II
Twitter: @RamiRayess