“مضايا” كشفت “المستور”

د. صلاح ابو الحسن

واخيراً، تظهّرت الصورة بشكل جلي في سوريا.. بشار الاسد وحزب الله ومعهما قيصر روسيا وملالي ايران، وكلهم “ميليشيات”.. لا يختلفون بشيء عن الدواعش والقاعدة.. ومختلف انواع “الشبيحة”.. المحليين والمستوردين.. فكلاهما مرتزقة ومأجورين..

“مضايا” كشفت “المستور” ولو كان معلوما ومكشوفا منذ اربع سنوات.. فهؤلاء جميعهم اتخذوا قرار محاربة الشعب السوري.. وليس الثورة السورية وحسب..

داعش واخواتها قتلوا السوريين ذبحا ثم “عولموا” الذبح.. عندما تمددوا صوب اوروبا ومصر وسوريا وليبيا وتركيا و..

نظام بشار الأسد قتل الشعب السوري بالكيماوي والتعذيب والتنكيل والبراميل والصواريخ.. وبالتهجيرين الداخلي والخارجي.. واخيرا بالتجويع..

سمعت قبل يومين منظرين مأجورين لصالح النظام السوري، الاول يقول، صور مجاعة مضايا مفبركة ومستوردة.. ولا وجود لمجاعة.. الثاني يقول، الصور صحيحة وحزب الله والنظام ارسلوا الغذاء والدواء الى مضايا ولكن “المقبور” زهران علوش باعهم و جوّع الناس؟؟!!..

Untitled

حزب الله قتل الشعب السوري وقُتل ايضا في سوريا.. منذ العام 2012، يوم دعم النظام وأمدّ عمره، وقتل وهجّر المزيد من شعبه.. اضافة الى مساهمته في رسم خريطة الفرز السكاني الديموغرافي على اساس “النقاء” المذهبي كما حصل في منطقة الزبداني.. ويوم قرر الدفاع عن الست زينب والمراقد الشيعية في سوريا.. ولم تكن آنذاك مهددة من احد.. حزب الله هو من افتتح “المزاد” وبورصة تسعير الحرب الاهلية والمذهبية والفرز السكاني في سوريا..

ملالي طهران قتل الشعب السوري وبشكل مباشر.. من خلال حرسه الثوري وخبرائه.. وسلاحه وعتاده وماله.. واعلن سوريا محافظة ايرانية.. واعلن ان بغداد هي عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية.. الممتدة الى البحر المتوسط عبر وكيله حزب الله..

القيصر الروسي، بدأ بقتل الشعب السوري باكرا.. منذ بدأ باستعمال حق النقض في مجلس الامن الدولي.. حماية للنظام السوري المجرم.. ثم تكررت “الفيتوات”.. حتى انتهى الامر بالتدخل العسكري المباشر منذ اربعة اشهر.. وباسقاط آلاف الصواريخ على رؤوس المدنيين وعلى معارضي النظام السوري وعلى المستشفيات والمدارس.. وقلما استهدف داعش، شأنه في ذلك شأن النظام.. ولكن بامكانيات وقدرات تدميرية اكبر وافضل وأدق.. النظام كان على وشك السقوط.. فشل الايراني عن انقاذه.. فـ”طرح الصوت” على الصديق الروسي فهبّ لانعاش النظام ولانقاذ دوره “المسلوب”..

نعم كلهم، القيصر والنظام والملالي وحزب الله.. اخترعوا داعش والارهاب.. لتحويل النظام الى بديل مقبول.. لكنهم وبحجة مقاتلة الارهاب.. قاتلوا “الشعب السوري” الذي اعلن الثورة على الظلم والقهر والاستبداد.. ولكن لنعترف ان المعارضة وقعت بالفخ عندما استعانت بالارهاب، الذي صدّره اليها النظام.. لمواجهة الارهاب بالارهاب.. السن بالسن.. والعين بالعين… أخطأت الثورة يوم قبلت هدية النظام المسمومة..

وان اختلفت الشعارات والاهداف.. فالقوى “الاريعة” روسيا وايران والنظام السوري وحزب الله.. حموا اسرائيل بشكل مباشر او غير مباشر.. الاسد والقيصر حريصون على اسرائيل التي تفضّل نظاما تعرفه جيدا وهو “متعاون” منذ عهد الاب.. على نظام تجهله.. واسرائيل كانت دائما حريصة على الاسد ونظامه خاصة بعد ان انتزعت انيابه وتحولت سوريا الى ركام سياسي وعسكري.. ومن دون جيش قادر..

putin-and-hizbollah

ايران باتت بحاجة الى تاشيرة مرور او اذن من القيصر الروسي للوصول الى الجولان او الى جنوب لبنان.. روسيا وضعت يدها اليوم على “الخط العسكري” او الجسر الايراني – السوري – الحزب اللاهي.. وباتت مسؤولة عن جبهتي الجولان والجنوب اللبناني.. الرد على اسرائيل بات محكوما بالاذن الروسي وليس الايراني.. ولذلك جاء الرد على اغتيال سمير القنطار متواضعا واقل من التهديدات التي طُرحت..

ولكن، لا ننسى ايضا، الولايات المتحدة وما يسمى زورا “اصدقاء الشعب السوري”.. الشركاء للنظام السوري.. ويساهمون بشكل مباشر او غير مباشر.. في تحقيق أهداف النظام الاسدي وتسهيل اللعب بتركيبة السكان.. بغض النظر عن مخططاته بالفرز المذهبي او بتجويع المدنيين.. لا يمكن تصديق انهم كانوا غير قادرين على اسقاط الدواء والغذاء والمساعدات الضرورية من الجو الى اهالي “مضايا” الذين يموتون نتيجة الجوع والمرض.. فاسقاط المساعدات اسهل بكثير من اسقاط القنابل “غير المجدية” فوق رؤوس السوريين..

انهم شركاء مباشرون مع الايرانيين وحزبهم، ومع النظام السوري والقيصر في قتل وتجويع وارهاب الشعب السوري.. وكل كلام غير هذا هو كذب ودجل وخبث ورياء وخداع..

واخيرا، يجب ان لا ننسى ان كل حكّام العرب وحكّام منطقة الشرق الاوسط.. تمكنوا لعقود من إيهام شعوبهم واقناعهم ان النظام أهم من الدولة والقائد اهم من الدستور.. والراعي او الزعيم أهم من الرعية.. والحزب أهم من الارض ومن الضمير.. والسلاح المقدّس اهم من السيادة والحرية..

قال وزير الخارجية السوري الاسبق الدكتور إبراهيم ماخوس بعد هزيمة ١٩٦٧، وبعد احتلال الجولان: “ليس مهماً أن نخسر المدن لأن العدو هدفه القضاء على الثورة” (ثورة 8 آذار التي أوصلت البعث إلى السلطة).. او القول “المأثور” لجهابذة البعث: “الحمد لله خسرنا أكثر من خمسة آلاف شهيد وخسرنا بعض الارض ولكن ربحنا النظام”..

واخيرا، يبدو ان الانظمة الديمقراطية ترتاح اكثر للتعامل والتعاون مع الانظمة الديكتاتورية والمخابراتية والعنصرية في الشرق الاوسط.. والمؤكد ان اسرائيل ترتاح ايضا لهذه الانظمة.. لاستسهال التعاطي والتواصل معها.. والانظمة التوتاليتارية او الكلية او نظام الحزب الواحد، مثل روسيا والصين، كذلك تستسهل التعاون مع الانظمة الندية والشبيهة..

نعم، حتى الانظمة الديمقراطية تعشق غالبا الديكتاتورية والعنصرية.. فهي غالبا ما تكون تابعة ومرتهنة.. وغير عصية على الانقياد..

مسكينة شعوب العالم العربي!!!…

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!