إعدامات ميدانية تحت جنح الظلام في حمص

قتل 15 شخصا بينهم إمام مسجد في «إعدامات ميدانية» بأيدي قوات النظام بعد اقتحامها حيا بمدينة حمص وسط سوريا أمس، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكر المرصد في بيان أن 15 شخصا؛ بينهم امرأة ورجل دين، قتلوا في حي الشماس بمدينة حمص «خلال إعدامات ميدانية في مجزرة جديدة من مجازر النظام السوري».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية أن قوات الأمن السورية كانت «اقتحمت قبل منتصف الليل حي الشماس في حمص وبدأت حملة اعتقالات ومداهمات شملت ثمانين شخصا».

وقال إن هذه القوات بدأت تنفيذ «الإعدامات الميدانية» بعد منتصف الليل، مشيرا إلى اقتياد الشيخ مرعي زقريط، إمام مسجد أبو هريرة، من منزله والعثور عليه مقتولا «في منزل مهجور».

وأكد عبد الرحمن أن الشيخ زقريط «معروف بأنه من دعاة التعايش والوحدة الوطنية، وهو محبوب من السنة والعلويين والمسيحيين في المنطقة، وناشط في مجال العمل الخيري». والشيخ زقريط له ستة أطفال، وهو في الثالثة والأربعين من العمر.

من جهتها، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن 35 شخصا قتلوا أمس إثر الاشتباكات والعمليات العسكرية المستمرة للقوات النظامية في معظم المحافظات السورية وبالتحديد في درعا وإدلب وحمص والحسكة. ويأتي ذلك غداة مقتل نحو سبعين شخصا يوم الثلاثاء بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان التي أعلنت أيضا عن أنها وثقت أكثر من 505 نقاط خرق لمبادرة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان بإطلاق نار مباشر على المتظاهرين وقصف مدفعي واقتحامات من قبل قوات الجيش السوري، مما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى واعتقال العشرات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خمسة أشخاص قتلوا أمس جراء إطلاق نار من رشاشات ثقيلة على مدينة خان شيخون في ريف إدلب، موضحا أن القتلى هم طفل ورجل وثلاثة مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة.

وقال الناشط أبو همام من خان شيخون: «لم ننم منذ أمس، وكنا نسمع أصوات القصف وإطلاق النار طيلة الليل»، وذكر أن «القصف توقف بين الخامسة والسابعة صباحا (4.00 ت غ)، ثم استؤنف»، وأن الناس في المناطق التي تعرضت للقصف «كانوا خائفين وحاولوا الفرار إلى أحياء أكثر أمنا».

وأوضح المرصد السوري أن أربعة أشخاص بينهم طفلة قتلوا إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل القوات النظامية السورية على مخيم النازحين في مدينة درعا. وأشار المرصد إلى سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في المدينة.

كما تحدث ناشطون عن مقتل شاب إثر إطلاق الرصاص خلال حملة مداهمات واعتقالات نفذتها القوات النظامية في قرية مليحة العطش بمحافظة درعا وشملت ستة أشخاص على الأقل.

وذكر المرصد أن مدينة إنخل في المحافظة نفسها تعرضت لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقذائف من القوات النظامية، تبعته حملة مداهمات، مشيرا إلى مقتل ضابط من القوات النظامية في اشتباكات بالمدينة بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء.

وفي محافظة حمص، كشف ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن عضو المجلس الوطني عمر إدلبي والناشطين هادي العبدالله وأبو جعفر الحمصي وسليم قباني نجوا من كمين نصبه لهم عناصر الأمن في مدينة حمص. وفي حين تعذر الاتصال بأي منهم، قال الناشطون إنهم أصيبوا بجراح طفيفة وإنهم بخير.

وبالتزامن، أفادت لجان التنسيق المحلية أن مواطنا على الأقل قتل جراء القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن منذ أيام، فيما تحدث المرصد السوري عن «سقوط قذيفة كل دقيقتين»، علما بأن الرستن التي تعتبر أحد معاقل الجيش السوري الحر، تعرضت لمحاولة اقتحام الاثنين، قتل فيها 23 جنديا نظاميا. كما تعرضت لقصف شبه متواصل خلال الأيام الماضية تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى.

ومن ريف دمشق، وبالتحديد من مدينة دوما، تحدث محمد السعيد لـ«الشرق الأوسط» عن انتشار للأمن في عدة مناطق وحملة اعتقالات عشوائية تنفذها قوات الأمن في المدينة، لافتا إلى أن حملة مداهمات شرسة انطلقت صباح أمس ولا تزال مستمرة على مزارع الريحان كافة، وقال: «يتم نصب حواجز وبشكل لافت في المدينة، كما تجري اعتقالات عشوائية للمزارعين، علما بأنه تم احتلال أحد المعامل في المنطقة حيث يتم أسر المعتقلين».

وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن اقتحمت بلدة دير العصافير وسط إطلاق نار كثيف، كما اقتحمت قوات أخرى بلدة حتيتة التركمان.

من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري أن قوات الأمن السورية حاولت أمس اقتحام قرية اللطامنة في ريف حماه صباحا من المدخل الجنوبي، ووقعت اشتباكات بينها وبين مجموعات منشقة.

في المقابل، قال مصدر رسمي سوري إن مجموعة مسلحة استهدفت أمس حافلة تقل مدرسين في محافظة الحسكة شرق سوريا مما أسفر عن إصابة خمسة، بينهم أربع معلمات، بعضهم إصابته خطيرة. وقالت «الإخبارية» السورية، إن مسلحين اختطفوا في حلب بشمال سوريا أمس مدرستين ومدرسا.

هذا، وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أنه تم أمس إخلاء سبيل 250 موقوفا ممن تورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء، مذكرة بأنه تم في 5 مايو (أيار) الحالي إخلاء سبيل 265 موقوفا تورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، كما أخلي في 21 أبريل (نيسان) الماضي سبيل 30 موقوفا، وسبق ذلك إخلاء سبيل 552 موقوفا في 5 يناير (كانون الثاني) الماضي.