Advertise here

دموية إسرائيل في أبشع صورها... وأيام قلقة ميدانياً

28 آذار 2024 06:24:00

تستمرّ المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضدّ الشعب الفلسطيني في غزة ورفح وضدّ أبناء الجنوب، بما فيهم أفراد الطواقم الصحية والمتطوعين من المسعفين الميدانيين، كما جرى فجر الأربعاء في بلدة الهبارية، مرسخا الذهنية العدوانية والفجور والتعطش إلى الدماء الذي ينتهجه هذا العدو في دليل صارخ على خروجه التام عن كل ما يمت للإنسانية بصلة، وبما في ذلك كل القوانين والقرارات الدولية.

في السياق، لفتت مصادر أمنية في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أنَّ الهمجية التي تقترفها إسرائيل بحق النازحين الفلسطينيين في رفح وفي خان يونس ومحيط مستشفى الشفاء وفي اعتداءاتها المتواصلة على لبنان، خاصة ما جرى في الهبارية، تثبت النوايا العدوانية لإسرائيل ورفضها لكل محاولات السلام من تاريخ صدور القرارين 242 و 338 مروراً بكل الاتفاقات التي تم الإتفاق عليها في أوسلو ومدريد وجنيف، وصولاً إلى المبادرة العربية وحّل الدولتين.

وإذ رأت المصادر أنَّ إسرائيل ضربت عرض الحائط من خلال التصعيد في الجنوب وغزة، خاصة بعد قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، والذي لم تستخدم فيه الولايات المتحدة الأميركية "الفيتو" لكنها امتنعت عن التصويت احتجاجاً على الممارسات العدوانية لإسرائيل والتهديد باجتياح رفح، مشيرةً إلى أنّه بدل أن تقاضي الدول الخمس الكبرى إسرائيل على تعنتها وفجورها، نجد الأخيرة غير آبهة للقرارات الدولية وتتحدى من جديد قرار مجلس الأمن، ما يعني أنها اتخذت قرارها باجتياح رفح وتوسيع دائرة المواجهات في كل الجبهات، وهذا يضع المنطقة كلّها على فوهة بركان. المصادر حذّرت من أن الساعات المقبلة قد تكون حاسمة، فإما أن تضغط الدول العظمى على إسرائيل لمنعها من التهور واجتياح رفح أو الذهاب إلى الحرب الشاملة.

في المواقف، اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أنَّ التصعيد الذي تمارسه إسرائيل هو مقابل ما جرى في مجلس الأمن الدولي الذي طالب إسرائيل بوقف النار، كما أنّه جزء من آلية القتل التي تستخدمها عادة إسرائيل للتعبير السياسي، مخلّفةً عدواناً يطال المدنيين الأبرياء.

وإذ استبعد موسى أن تكون التطورات الأخيرة مقدّمة لحرب شاملة، خاصة بعد الموقف الأميركي الذي يعتبر رسالة موجهة لإسرائيل بغية أن تعيد حساباتها، معلّقاً على كلام نتنياهو بالقول إنه "لا يأبه للضغط الدولي"، بأنه قد وصل إلى درجة كبيرة من الانزعاج مما يقوم به، إذ إن هذا المسلك لم يحقق منه نتنياهو غير القتل وتحديداً قتل الأبرياء، وبالتالي فإنَّ إسرائيل تمارس كل ما هو مخالف للأعراف والقوانين الدولية.

وأشارَ موسى إلى أنّه تبين من خلال الحرب في غزة والجنوب أنَّ إسرائيل متنصلة من كل الاتفاقات الدولية والقانون الإنساني لا سيما وأن أكثرية القتلى من الأطفال أي ما نسبته 40 في المئة، بالإضافة إلى الحصار وإجبار الناس على الانتقال من مكان إلى آخر وقتلهم وهم يتلقون المساعدات الطبية والغذائية، وهذا كلّه مخالف للأعراف الدولية، داعياً المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف النار ومطالباً الرأي العام العالمي النظر أكثر بهذه الجرائم لأنها تشكل سابقة خطيرة وضرورة لوضع حد لإسرائيل.

أمّا في الشأن السياسي المحلي، فرأى موسى أن ليس هناك من تقدم على صعيد الملف الرئاسي، إلاّ في حال تطبيق الحوار بشكل أفضل لاتخاذ أي مبادرة إيجابية، والتعاطي في العمق للوصول إلى حلول مرضية تؤمن الإتفاق لانتخاب الرئيس.

وفي ظلّ التصعيد المستمرّ على الجبهة الجنوبية، وجب حماية لبنان من شبح الحرب الشاملة، بكونه باتَ على فوهة انفجار الوضع الأمني، ما يستدعي تحرّك المجتمع الدولي بشكل فعليّ للضغط على إسرائيل وتطبيق القرارات الدولية، خاصةً بعد عدم التزامها بتطبيق قرار مجلس الأمن في غزة، ما يُنذر برغبتها بالمضي في سياسة القتل.