Advertise here

القائد والمعلم كمال جنبلاط

12 آذار 2024 16:12:51 - آخر تحديث: 13 آذار 2024 15:52:16

في ذكرى السادس عشر من آذار، ذكرى استشهاد المعلم كمال جنبلاط، يستفيق اللبنانيون، على خطابه السياسي. في هذه المناسبة يهب اللبنانيون، ليؤكدوا من جديد ولاءهم لمنهجه، وخطه، ومبادئه، ومواقفه الوطنية، إقامة للبنان العدالة، والحرية، والديمقراطية، والمساواة.

واذا كانت الجماهير، تنتفض من جديد، فإنما ليعلنوا، انهم على العهد باقون، وأنهم لن يحيدوا قيد أنملة عن ارثه الوطني، وعمّا اودعه في النفوس من ثقة، ومبادئ، وأفكار جوهرية ثابتةً ثبوت الدهر، واستمرار الزمان، إيماناً منهم برفع الفكر الى مصاف  الإنسانية، والارتقاء به الى نهاية  النهايات.

وعلى هذا، فإن استذكاره اليوم يعيدنا الى حسن قيادته للعمل الوطني، وإقامته للجبهات والحركات الوطنية، فضلاً عن تأثيره في حركة الاحداث والتغيير...

فالناظر الى حركة الاحداث عنده، يرى أنها شكّلت لنا زخماً، ودفعاً، ليبان لنا، ولنعم ما خفي، وما برز من عبقريته، وما تركه لنا من ارث فكري يصلح لأجيال وأجيال قادمة.

كذلك، ثاقب النظر والبصيرة، يرى ان خطابه السياسي، منذ اعتلائه سًدة العمل  السياسي والتحديث على كل الأصعدة والمستويات، سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً.. بحيث انه اول من تنادى الى تبنّي، ديمقراطية شعبية، وسياسية، واقتصادية... باذلاً الرخيص والغالي من اجل تحقيقها. وعلى سبيل المثال، فقد بدا ذلك، من خلال امتشاقه، برنامجاً اصلاحياً ديمقراطياً، لو طبِّق، وأُخذ به، لساهم على الأقل في انقاذ لبنان من براثن الطائفية المقيتة، ولحافظنا على لبنان الذي نريد، لا لبنان الجلد والعسف والظلم الاجتماعي، خاصة، وانه كان من أهم مضامينه، إلغاء الطائفية السياسية، ونهائية عروبة لبنان...والذي ما زال اساساً صالحاً  للحوار حتى اليوم.

بهذا، من الطبيعي، اجماع القوى المؤمنة بالتغيير، التحلّق حول خطابه السياسي، تثميراً لنضالاته، وصولاً الى إعادة إحياء لقاء جبهوي ديمقراطي من جديد، كان قد وضع أسسه المعلم كمال جنبلاط والذي تجسد اكثر ما تجسد في أفكاره وتطلعاته، واستشرافه للمستقبل، صناعة وقيامة للبنان جديد، وفجر جديد، طال الوقت ام قصر.

في ظل ما نعانيه، وفي ظل ما يجري، من مآسي وصعوبات،  لا بد من  العودة الى مثاليته وواقعيته، المازج بينهما بأسلوب قلّ مثيله. إنه المازج بين نضاله الوطني والقومي..

وبكلمات، كان المهدّئ يوم عصفت بلبنان حرب ضروس، كادت تقضي على مقوماته ومكوناته، ناهيك عن اننا كنا اعجز من ان نطفئ اوزارها، وهي في المهد، داعياً في بداياتها الى اتباع  سياسية الحوار والانفتاح، والالتقاء على قاعدة القضية والمصير...

باختصار، في ذكرى استشهادك نستذكرك مشعالاً وقبساً، حاملاً هموم الشعب، وفاء واخلاصاً على مذبح القضايا الوطنية الكبرى، مؤمنين بافكارك الرسولية التي ما كانت يوماً الا في  خدمة الناس، فكان العطاء، وكان البقاء.

من هنا، نستذكرك في ذكرى استشهادك، سيّد الحركات التحررية، والقائد السياسي، والديمقراطي، المؤمن بالوحدة، والتضامن، والمساهم في صنع القرارات الكبرى... والباحث عمّا هو مشترك بما يوحّد انسانياً وكونياً... فالمعلم الشهيد كمال جنبلاط لم ولن يغِب، انه ساكن في القلوب، في قلب كل مؤمن ، وفي قلب كل مثقف، وثائر وسياسي، يتلّهف، قيامة لوطن، وبناء لانسان...