Advertise here

كريم مروّة بستان فكر ومعرفة

13 كانون الثاني 2024 15:24:23 - آخر تحديث: 20 شباط 2024 14:35:00

غداً سيفتح الرفاق الأوفياء خزائن ذاكرتهم ليغرفوا منها ما نهلوه من تفاصيل تُعنى بالتطور والتقدم للأستاذ المفكر والمناضل كريم أحمد مروة ، في وقتٍ كان فيه من القلائل في الفكر والسياسة الذين لم يلقوا ردوداً سلبية على نتاجهم لأنه إلى الحقيقة أقرب من الآخرين...

كم كان يتباهى جيلنا بالحديث معه والحوار حول نقاطه وهو الممتلئ عروبة عبأ ذخيرتها من فلسطين الجارة والحبيبة وعدالة وهو ربيب الكادحين الذين لا يأكلون إلا من عرق جبينهم.

وفي وداع الأستاذ الكبير سأورد لقاء جمعنا في ديار الأعزاء الروس في خريف 1985، وكنت من مدعوي حزبينا التقدّمي الإشتراكي والشيوعي اللبناني لرحلة اْستجمام وراحة في ضيافة الإتحاد السوفياتي العظيم النصير لحركات التحررالعربية والعالمية، وكنّا في أوتيل أوكتوبر الجديد مع مضيافنا الطيب جداً المستشرق سلافا ماتوزف أطال الله عمره.

طال اللقاء عن مدّته لسبب فصله الرفيق الياس عطاالله في مذكراته مع نجم الهاشم في نداء الوطن- الأسبوع الماضي ويتعلّق باْختطاف رجال أمن سوفيات في بيروت الضبابية حينذاك واليوم،

كانت العصبة المناضلة يتكاثر عددها ويقل خلال شهري أيلول وتشرين أول يومذاك وكان نجومها مفكرون وكتاب ومناضلون وقادة أذكر منهم إن لم تخني الذاكرة: الأستاذ يوسف خطار الحلو والأستاذ محمد دكروب والفقيد الأستاذ كريم ومن حزبنا اللواء رياض تقي الدين والرائد رجا حرب لأن العمادة لم تزده إلا ألقاً وصفاء وعرّاب ضيافتنا مجتمعين الرفيق يوسف مرتضى عدا العشرات من طلاب الدراسات العليا في الطب والهندسة وفنون القتال يعيشون على الرحب والسعة في المضافات السوفياتية الفائضة أنساً وكرماً وسخاء.

كان الرفيق ماتوزون حريصاً جداً على اللقاءات المشتركة لهذا الفريق مع آخرين من ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية ومع بعضنا البعض، حيث يطغى جو النكات بعد سجالات العقل ونقد الخطى للتصويب والتنفيذ، أما الأستاذ كريم فشغلنا معه من نوع آخر بعد الكلاسنوست والبريسترويكا فهو في مناداته بالأبوة فهو في اللقاءات والجلسات والحوارات يُنادي بأبي أحمد تيمناً بالمرحوم والده الذي عرفت بعد سنين جهده في تنمية قدرات هذا الفتى النبيل وتهيئته للقيادة بما أعلنه المناضل كريم عن دور أبيه...

إلا في صالون جناحه في الفندق فهو أبوغسان، وهذا العهد قطعته مع رجا حرب وأبي وضاح الحلو وغيرهم بالمناداة به كيلا تعبس بنا السيدة الوقورة الفاضلة إم غسان.

فإلى السيدة الفاضلة والأبناء الأعزاء والأهل والمريدين والرفاق وكل من سيشعر بالغياب أسمى آيات العزاء وطلب الرحمة لروحه والصبر الجميل على وداعه.